80% من المرضى الذين يعانون من السرطانات بمستشفى الذرة ناتجة عن تناولهم للتمباك، وهذه النسبة تدعو إلى القلق ودق ناقوس الخطر من قبل المجتمع والحكومة لأنه يمثل خطورة على الشباب باعتبارهم هم عماد الأمة. وبالرغم من التحذيرات المتكررة إلا أن الإحصائيات تؤكد أن الأعداد متزايدة خاصة وسط الطلاب، حيث بلغت 54%. واعتبر خبراء في مجال التبغ أن التشريعات والقوانين التي أصدرتها ولاية الخرطوم لم تطبق على أرض الواقع رغم المجهودات التي بذلت في هذا الجانب. هل المشكلة في التشريع أم التطبيق أم الشباب أم هناك جوانب خفية لم تتضح؟ يقول الدكتور الهادي محمد أحمد باحث في مجال التبغ.. حسب الدراسة التي تمت بمستشفى الذرة بالخرطوم إن من ضمن «000.1» مريض «800» منهم يستخدمون التمباك، و50% منهم مصابون بسرطان الفم، وذلك لاحتواء التمباك على بعض المواد المسرطنة. وقال إن الشيشة أقل ضرراً من استخدام السيجائر، إذ تعادل «3 4» أضعاف نسبة النيكوتين الموجود في السجائر، وإن كيس التمباك الواحد يحتوي على «8 10» سفات في اليوم يساوي «40» سيجارة، وكذلك حجر الشيشة يساوي أكثر من «30» سيجارة. وتابع الهادي أن معدل انتشار التبغ في السودان في زيادة سريعة وأن إحدى الدراسات وسط طلاب الثانوي بولاية الخرطوم أكدت أن نسبة المتعاطين بلغت 22% في العام 2006م إلا أنه في العام 2013م وصلت إلى 38%، وقال إن النسبة كبيرة في أعداد طلاب الصف الأول الثانوي مقارنة مع الصف الثاني والثالث، وأشار إلى أنه كلما كان عمر المتعاطي صغيراً يستخدم بصورة كبيرة، وأضاف أن استخدام «الصعوط» وسط الذكور قبل «10» سنوات كانت 34%، بينما انتشار التبغ وسط الإناث طالبات الثانوي كانت حسب آخر إحصائية في العام 2006م 1% إلا أنها الآن وصلتإلى 8%، وكذلك ارتفعت النسبة وسط طلاب الجامعات إلى 45% بدلاً عن 25% وأن 90% من طلاب الجامعات الذين يستخدمون التبغ شرعوا في تناوله وأعمارهم تتراوح ما بين «12 13» عاماً، لذلك هم أكثر عرضة للخطر. وأوضح الهادي أن في العالم مليار مستخدم للتبغ، «6» ملايين منهم يموتون سنوياً و10% يموتون من أثر التدخين السلبي، أي لا يدخنون وأكد أن تأثيره كبيراً، وحذر الهادي من مادة النيكوتين الموجودة في السجائر والصعوط، إذ قال إن من السفة الأولى أو السيجارة الأولى 85% تصبح مدمنة وهذه تشكل خطورة كبيرة على المبتدئين، وكذلك نجد مادة القطران، إذ تحتوي على مواد مسرطنة. وحدد الهادي أن الشخص المدمن هو الذي يستخدم «20» سيجارة في اليوم وعند استيقاظه من النوم لا يستطيع أن يبقى أكثر من نصف ساعة دون أن يأخذ سفة. فيما أكد الدكتور مصعب برير مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الاتحادية أن السودانيين يحرقون «5» مليارات من الجنيهات لشراء السجائر وهو ما يوازي الدعم على السلع الاستهلاكية، وأشار إلى أن عدد الذين يتعاطون التبغ في السودان بلغ «600،2» مليون مواطن وأن الضرائب التي تأتي من التبغ في الربع الأول من العام تصل إلى «400» مليار جنيه. وقال برير إن السودان يعتبر من أكثر دول العالم يتم فيه بيع السجائر بثمن رخيص، وأكد أن من أنجع الوسائل للقضاء عليه هو رفع قيمة الضرائب حتى تساهم في حماية الأجيال القادمة. فيما قالت الدكتورة ليلى حمد النيل نائب مدير إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الاتحادية، إن آخر دراسة تمت من قبل الوزارة وإدارة الصحة المدرسية في العام 2014م بمدارس الأساس والثانوي بولاية الخرطوم أثبتت أن هناك أعداداً كبيرة من التلاميذ يتعاطون التبغ وهم يشكلون ربع المجتمع في السودان، وأن 54% هم من حاولوا أن يجربوا التبغ، منهم 7.6% يستعملون السجائر والبقية أنواع أخرى، وأشارت إلى أنه عند وصولنا للأسر وجدنا أن 43% من أولياء أمورهم يستخدمون التبغ و2.36% من أولياء الأمور يعلمون أصدقاء أبنائهم و 8.36% حاولوا أن يسألوا أبناءهم أين يذهبون بعد انتهاء اليوم الدراسي و2.44% حاولوا أن يعرفوا أين يقضي أبناؤهم أوقات الفراغ، وأشارت إلى أن الدراسة أثبتت أن المشكلة ليست في الأقران وإنما الأسرة لها دور كبير وكذلك المدرسة من خلال برامج التوعية وإنشاء دليل لتدريب المعلمين لمخاطر التبغ. وطالبت ليلى بضرورة تقوية مواد القانون بحيث لا يسمح ببيع التبغ للأطفال أقل من «18» عاماً، وذلك بعد إبراز ما يثبت ذلك.