محمد عبد الماجد الأهلِي يهِين رُمُوزه ويُكرِّم رُمُوز الزّمَالِك!! في كرة القدم أمرٌ غير أخلاقي، أرى فيه شيئاً من الظلم والإجحاف، وهو أنّ المقابل والجزاء والتقييم يكون دائماً لمن سيعطي، وليس لمن أعطى. تاريخ اللاعب في أيِّ فريق كرة قدم لا يعني عند الفريق قيمة، بقدر ما تأتي قيمة اللاعب عند النادي لمن سيعطي في الحاضر والمستقبل، علماً بأنّ ذلك يُبنى للمجهول، مع ذلك قد يتم التوقيع مع لاعب جديد صغير السن لمدة 10 سنوات قادمة بأرقام خرافية، في الوقت الذي يبدأ فيه عدم الصبر والتضجُّر والملل من اللاعب الذي قدّم لفريقه عصارة جهده وشبابه في السنوات العشر الماضية. لا يوجد فريقٌ يمكن أن يحتفظ بلاعب فقط من أجل تاريخه، عندما يشعر الفريق أنّ هذا اللاعب لن يعطيه في القادم، يعمل سريعاً للتخلُّص منه، وفي كرة القدم إذا تقدّم العُمر باللاعب، وجدت الجميع يتحدّثون عن عُمرك، الجهاز الفني واللاعبون والإدارة والإعلام والجمهور، يتركون كل شئ يخلوا مشاكل البلد كلها، غلاء الأسعار وأزمة المواصلات، والتلاعب في أوزان الخُبز، وسُوء تصريف مياه الأمطار، وقُطُوعات الكهرباء، وتخبُّط السياسيين وتلاعبهم، وضعف الرواتب، والفساد الذي ينتشر في الدولة، والمحسوبية، والمصفوفة، ويتحدّثون عن عُمرك. عزيزي اللاعب عندما تتقدّم في العُمر حتى إذا أبدعت وأجدت، يقال عنك إنّك تبدع رغم تقدُّم سِنّك، ويتوقّف مُعلِّق المباراة في كل كرة تستلمها إذا أحسنت فيها، يقول عنك إنّك تحسن رغم أن سِنّك 35 عاماً، أو أنّ ابن ال37 يفعل ما لا يفعله ابن العشرين، أما إذا كنت لا تحسن أو تقع في خطأ عادي كما يخطئ أي لاعب صغير، فلا شك أنّ أوّل ما يُعلّل به ذلك الخطأ هو تقدُّمك في السِّن وكأنّه جريمة!! مُعلِّق المباراة دائماً تجده يرد أي لعبة فيها إجادة إلى (خبرات السنين) إذا كنت كبيراً في السِّن، وأيِّ خطأ تقع فيه وإن كان طبيعيّاً، فإنّ المُعلِّق يرده إلى تقدُّم السِّن والبُطء الذي ينتج من الكُبر. لا أحب المُعلِّق الذي يتحدّث عن أعمار اللاعبين بصورة مُكَرّرَة، ولا أفضِّل ذلك الذي يجعل (السِّن) مرتكزاً أساسيّاً في تعليقه أو تحليله، كان اللاعب كبيراً أو صغيراً في السِّن. يجب أن يكون تقييم أيِّ لاعب بالعطاء أو الجهد الذي يُقَدِّمه، إلّا إذا كان عامل السِّن ظاهراً ومُؤثِّراً في ذلك. المُعلِّق الذي يتحدّث عن العمر لأي لاعب يستلم الكرة يمررها أو يمر بها، أو تقطع منه، أحسن فيها أو لم يحسن، دا مُعلِّق ممل وما عنده موضوع.. على المُعلِّق أن يبحث عن معلومات جديدة بعيداً عن عُمر اللاعب، فهذا أمرٌ أصبح مكشوفاً ومتوفراً وموجوداً في الشبكة العنكبوتية، احرص على أن تقدم معلومات غير متوفرة في الشبكة العنكبوتية. المعلومات الأساسية التي توجد في البطاقة ليست بالضرورة أن تكررها وتقولها في أي لعبة، فأنت لست في محكمة أو في جلسة تحقيق.. في التعليق ما خفي من المعلومات دائماً يكون أجمل وأكثر مُتعةً وإثارةً. هذا حديث بصورة عامة، لأننا نشعر أنّ لاعب كرة القدم منذ أن يتجاوز ال32 عاماً يصبح عُمره محوراً أساسيّاً في الحديث عنه والتعليق عليه، وكلما تقدّم اللاعب في السِّن أصبح موضوع العُمر الأكثر تداولاً عنه، لنضع بذلك ضغوطاً كبيرة على اللاعب، خاصةً إذا تجاوز ال35 عاماً، وهم قبل ذلك يقولون عن أي لاعب يتقدم في السِّن إنّ هذا آخر فرصة له لتحقيق مقابل مادي جيد له في انتقاله أو إعادة قيده، فهم يعلنون ذلك صراحةً أنّها الفرصة الأخيرة له، ويبدأ ذلك من سِن ال28 عاماً. بشكل عام، أجد أنّ أعلى نسبة، وأفضل أرقام لأيِّ لاعب في العالم تكون في العادة بعد الثلاثين، وهي السِّن التي نزن فيها على اللاعب ونكورك ونبدأ بتشكيل ضغوط عليه، كل البطولات والانتصارات تتحقّق عبر عناصر الخبرة وإن بدا هنالك ظهور جيد لمن هم تحت العشرين في الفترة الأخيرة، وذلك لأنّ الكرة أصبحت تعتمد على السرعة والخفة والمهارات والطموح، ولأنّ الخبرات أصبحت تُكتسب خاصةً بالنسبة لخريجي الأكاديميات الرياضية (شكلي ح أقلب على أصحاب الخبرات فوق الثلاثين). دعونا نقيِّم اللاعب بالعطاء والجهد لا بالعمر، لا تنظروا للاعب من خلال سِنه. هذه مقدمة أرى سوءتها تظهر بشكل واضح وكبير في الأهلي المصري، هو خير مثال لنا إذا أردنا أن نتحدّث عن موضوع الأعمار. قدّم فريق الأهلي المصري خطاب شكر وتقدير للاعبيه علي معلول وعمرو السولية، الأول لعب للأهلي أكثر من (9) سنوات، بينما لعب له الآخر أكثر من (8) سنوات، كان فيها معلول في نظر الكثيرين أفضل محترف أجنبي يمر على تاريخ الأهلي الكبير، أما السولية فيبقى لاعباً كبيراً، تقلّد شارة القيادة، وكان مثل معلول سبباً في تحقيق معظم بطولات الأهلي في السنوات العشر الأخيرة. خطابات الشكر والتقدير في كرة القدم تعني نهاية الخدمة مع الفريق وهي إشارةٌ للمغادرة الفورية من النادي. الأهلي أنهى علاقته مع التونسي معلول والمصري السولية قبل أيامٍ قليلةٍ من مشاركته التاريخية في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة في الولاياتالمتحدةالأمريكية منتصف يونيو الجاري بمشاركة 32 نادياً يمثلون قاراتهم ويشاركون في البطولة من خلال بطولاتهم التي حقّقوها في السنوات الأخيرة. معلول والسولية كانا عنصرين أساسيين من عناصر الأهلي اللذين تسببا في وصوله إلى نهائيات كأس العالم للأندية، مع ذلك هما خارج قائمة الأهلي المشاركة في البطولة العالمية!! كان يمكن من باب التكريم والعدل والحق الأدبي، أن يدرج الأهلي اسمي معلول والسولية ضمن أسماء القائمة المشاركة في البطولة، خاصّةً أنّ الفيفا سمحت بقائمة تتكون من 35 لاعباً، والأهلي يريد أن يكتفي ب26 لاعباً حسب توجيهات ريفيرو مدرب الأهلي الجديد، وهو إذا كان يجهل قيمة معلول والسولية (الأدبية)، عليه أن لا يجهل قيمتهما (الفنية) في الفريق، ما الذي يضير الأهلي لو أنّه كرّم معلول والسولية بهذا الشرف وصحبهما معه إلى أمريكا، وهما سببان رئيسيان في وصوله لنهائيات كأس العالم؟! لا تعتبروا إني أدعو إلى مجاملة معلول والسولية أو إني أفعل ذلك بتقديرات عاطفية وهما لا يهمانا في شئ، ولكن أرى أنّ الأهلي كان سوف يستفيد من وجودهما ليس أدبياً فقط، بل فنياً أيضاً، وسوف يكون لهما تأثيرٌ كبيرٌ على الفريق من الناحية النفسية ولو لم يغادرا غرفهما في الفندق الذي سوف يحل فيه الأهلي المصري، والذي سيواجه في أولى مبارياته فريق إنتر ميامي الذي يقوده ميسي صاحب ال37 سنة. العالم الأول أو العالم المتقدم، يحترم الخبرات أكثر منا ويمنحها تقديراً ويتعامل مع الكبار بصورة أفضل من دول العالم الثالث.. الموضوع ما عنده علاقة بالعاطفة أو المجاملة، وإن كنت أرى تكريم أي فريق للاعبين القدامى واحترامه لهم ينعكس بصورة إيجابية على لاعبي المستقبل، ويظهر ذلك منهم في أرضية الملعب. كرة القدم إذا فقدت البُعد الإنساني، ولم تتحقّق فيها العدالة التي تبدأ من مثل هذه المواقف، لن نحقِّق فيها النجاح، والنجاح المقصود هنا هو القائم على مُثل وقيم ومبادئ تفترض أن تكون أساسية في كرة القدم. تصرُّف الأهلي الذي فعله مع معلول والسولية، فعل عكسه تماماً مع أحمد سيد زيزو الذي يعتبر حتى الآن هو لاعب الزمالك المصري، حيث قام الأهلي المصري بالتعاقد مع زيزو بمقابل مادي يصل إلى 120 مليون جنيه مصري في الموسم، غير عمولة والد زيزو الكبيرة، حيث ذكر كابتن مصر السابق أحمد حسن في برنامجه التلفزيوني أنّ حارس الأهلي محمد الشناوي عندما فاوضه الأهلي لإعادة قيده في كشوفات الفريق، وبعد حديث البعض عن تقدم سِن الشناوي، أن طلب حارس مصر الأول مقابل إعادة قيده بأن يُمنح مقابلاً مساوياً فقط لمقابل والد أحمد السيد زيزو، وهو يقول لإدارة الأهلي ساخراً زيزو خلوه أعطوني قدر المقابل الذي منحتموه لوالد زيزو، قال ليهم ساووني بوالد زيزو. الأهلي خلص تأشيرة زيزو للدخول لأمريكا، ورتّب أوراقه جيداً ومنحه مقابلاً خرافياً، في الوقت الذي أنهى فيه خدمات معلول والسولية بخطابات شكر (باهت)!! سوف يُشارك أحمد السيد زيزو مع الأهلي في نهائيات كأس العالم، ويقاتل الأهلي الآن من أجل ذلك وهو لا دورٌ له ولا مثقال ذرة في وصول الأهلي لتلك النهائيات، أما معلول والسولية اللذان كانا من العناصر الأساسية المساهمة في وصول الأهلي لنهائيات كأس العالم للأندية، وجدا نفسيهما خارج القائمة المشاركة في البطولة، بل خارج قائمة الأهلي بشكل نهائي. المقابل المادي الخرافي الذي منحه الأهلي لزيزو كان سبباً في رحيل كابتن الأهلي رامي ربيعة الذي لم يُقيِّمه الأهلي بالصورة التي ترضيه، فرحل لفريق العين الإماراتي. كذلك رحل اللاعب الشاب أكرم توفيق إلى الشمال القطري لضعف المقابل الذي منحه له الأهلي لإعادة قيده في كشوفات الفريق. وينتظر أن يرحل من الفريق حسين الشحات ومحمد مجدي أفشة، اللذين كانا من نجوم الصف الأول ووجدا نفسيهما من نجوم الفئة الثانية في الأهلي بعد إمام عاشور وزيزو. كان إعلام الأهلي وجمهوره يقلل من إمام عاشور وزيزو، وكان لا يعترف بهما وهما في الزمالك حتى دخل إمام عاشور في مشاكل مع الأهلي، وشتم رموز الأهلي صالح سليم وحسن حمدي والخطيب في فيديو شهير أُوقف بسببه 8 مباريات عندما كان يلعب في الزمالك. الآن عاشور وزيزو هما الأعلى قيمة مادية ومكانة أدبية في الأهلي وفي مصر وأفريقيا كلها، وأفشة والشحات، حيث كان الأهلاوية يعتبرونهما الأفضل، تراجعت أسهمهما بعد عاشور وزيزو حتى إنهما يفكران في مغادرة الأهلي على طريقة ربيعة وتوفيق، لأنّ فرصة مشاركتهما في الموسم الجديد ضعيفة. الأهلي الذي يرفع شعار الأهلي فوق الجميع، يضع رمزي الزمالك السابقين عاشور وزيزو فوق الأهلي، يُكرِّمهما، في الوقت الذي يهين فيه رموزه معلول والسولية ورامي ربيعة وأكرم توفيق، وحتى الشحات وأفشة والشناوي. من يُكرِّمهم الأهلي الآن، سبق أن أهانوا الأهلي ورموزه عندما كانوا في الزمالك، وإمام عاشور الذي أصبح النجم الأول في الأهلي الآن له مواقف شهيرة ضد الأهلي، ومازال اللاعب وهو في صفوف الأهلي يدخل في اشتباكات مع رجال الأمن ويحطم الأبواب ويضرب زملاءه.. أهلي المبادئ يعطل مبادئه من أجل ابن الزمالك إمام عاشور بعد أن أصبح لاعباً في الأهلي، وأجبر جمهور الأهلي وإعلامه بقيادة شوبير للدفاع عنه وهم الذين كانوا يهاجمونه ويسبونه بالأمس عندما كان لاعباً في الزمالك!! ... متاريس خطاب حميدتي الأخير، يؤكد أنّ هذا الرجل لم يمت مرة واحدة، ولكنه يموت كل مرة.. إنّه يموت ألف مرة في اليوم. اتّجه حميدتي اتّجاهاً عنصرياً خطيراً في خطابه الأخير، لإشعال نار الفتنة والغبينة، وصوّر قتال الجيش في دارفور وكردفان قتالاً من أجل الشمالية. خربوا المنشآت والمرافق العامّة ودمّروا البنية التحتية وبيوت المواطنين، واتّجهوا بعد ذلك لخراب النفوس. لعنة الله على كل من يقصد أن يُفرِّق بين أبناء الوطن الواحد. اللعنة على كل من أضرّ هذه البلاد ودمّرها وشَرّد أهلها. حميدتي يفعل ما لا يفعله الكفرة الفجرة في أبناء السودان، ويقول قال الله وقال الرسول. الناس ديل بقتلونا وينهبونا ويعذبونا وبشرِّدونا ويدمِّروا في البلد، ويعتبرون ما يقومون به جهاداً، عاوزين يدخلوا الجنة بالحرب علينا. سرقوا الأموال، ودنّسوا المساجد، وأهانوا النساء، وذلوا الشيوخ، وجنّدوا الأطفال، ويعتبرون أنّ طريقهم للجنة يمر بذلك. الدين في حتة وهم في حتة!! ... ترس أخير: للأسف هذه الحرب، يدفع ثمنها الذين يرفضونها ويقولون (لا للحَرب).