مع اتساع الرأي بأهمية تحديد رؤى خاصة بالإعلام بعد تنوع قنواته وتضاعف مشاكله وتأزمها وتشابك قضاياه وتطاير شررها بين الدولة والحكومة والقطاع الخاص، وفي إطار إنزال خطاب رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير المعروف ب(الوثبة) الذي أعلنه في 27 يناير 2014 والذي بنيت عليه خطوات الحكومة في الفترة التي تلتها، ومن بين تلك الخطوات والمؤشرات الأداء الإعلامي في كل مجالاته المقروءة والمسموعة والمشاهدة بقطاعيها العام والخاص، أعلنت وزارة الإعلام انطلاق المؤتمر القومي الثاني للإعلام الذي يعقد بعد 24 عاماً من المؤتمر الأول الذي عقد في 1990، وبالأمس وبقاعة وزارة الإعلام أعلن الأستاذ ياسر يوسف وزير الدولة بوزارة الإعلام انطلاق أعمال المؤتمر القومي الثاني للإعلام، وقال إنه يعقد في الفترة من «9- 25» يونيو الجاري تحت شعار «نحو إعلام حر ومسؤول ومنظور» برعاية رئيس الجمهورية وبرئاسة نائبه الأول، وحدد ياسر الأهداف التي يقام من أجلها المؤتمر وحصرها في إنقاذ خطاب الوثبة الذي كونت لجنة عليا لمتابعة قضايا الإعلام بموجبه لبحث المشاكل التي تحيط به، وحصر ياسر الهدف الثاني في متطلبات المرحلة وقال إنها تجاوزت مقررات مؤتمر الإعلام الأول الذي عقد في تسعينيات القرن الماضي، مشيراً لدخول أشكال جديدة للإعلام منها الفضائيات والإعلام الجديد والإعلام الخاص، وقال إنه لابد من قيام مؤتمر لاستيعاب المستجدات وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلها، أما الهدف الثالث فقال إنهم يريدون أن يكون الإعلام السوداني مركزاً إقليمياً، ولم يستبعد حدوث ذلك إلا أنه ربطه بتجويد الأداء وتمييزه. وقال إن اللجنة العليا للمؤتمر والتي تضم «71» شخصاً وضعت شكلاً جديداً لمناقشة قضايا الإعلام المختلفة، مشيراً للورش التي خصصت لمناقشة قضايا الإعلام وعلى رأسها ورشة الإستراتيجية القومية للإعلام والتي تعقد يومي «9-10» يونيو وورشة الإعلام الرسمي والتي تعقد يومي «11-12» يونيو الجاري، وورشة الإعلام الإلكتروني والتي تعقد يومي «14- 15» يونيو وورشة الصحافة والتي تعقد في يومي «16- 17» يونيو وورشة الإعلام الخارجي والتي ستعقد يومي «22- 23» يونيو، وكل الجلسات تقام بقاعة الكنداكة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ويتسلم توصيات الورش السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، وأكد انعقاد المؤتمر في «25» يونيو وقطع ياسر الطريق أمام من يتكهنون بوجود توصيات مسبقة للمؤتمر، وأبان أن المشاركين في الورش هم الذين سيناقشون مشاكلهم وسيعدون توصياتهم، وقال إن الدولة قامت بتنظيم هذا المنشط إنفاذاً لمقررات الإصلاح، مؤكداً عدم نيتهم لعزل أحد ولا استثناء أحد ولا أفضلية لأي سلطة أو جهة، مبيناً أن سلطة القانون هي التي تقوي المقررات وتحفظ الحقوق وتقوي الدولة. وقال ياسر إنهم يأملون أن يخرج المؤتمر بمقررات تعيد للإعلام صورته وتميز أداءه وأن يصل المؤتمر لتوصيف محدد للعلاقة بين السلطة والإعلام وبين المركز والولايات، وأن ينظم العلاقة بين الإعلام الجديد والحكومة، ونفى ياسر ردة الحكومة عن الحريات، معلناً تمسكها بها، مشيراً إلى أنها من القضايا الجوهرية، وقال إن قرارات رئيس الجمهورية بإطلاق الحريات الصحافية جاءت لتعزيزها، وطالب الجميع بالنظر بموضوعية لقضية إيقاف صحيفة «الصيحة»، وقال إنه إجراء استثنائي، مشيراً إلى قرارات الحكومة بإعادة «3» صحف للصدور، واصفاً إياها بأنها أشد معارضة من صحف أخرى، وقال إن هناك «21» صحيفة يومية تصدر بصورة راتبة، مبيناً أن قرار الإيقاف إذا كان عاماً لكان قد شمل أكثر من «6 أو 7» صحف، وقال إن الحكومة ستمضي في موضوع الحريات «للشوط الأخير» ولن تتراجع أو ترتد عنه وقال إنه لا حرية بلا سقوفات، معضداً حديثه بقانون حقوق الإنسان وبالاستثناءات التي احتوى عليها في المادة «19» منه. والخاصة بالشروط التي تعطي الحق للسلطة في التدخل.