تحدثت بالأمس عن سوء الفهم الذي وقع بيني وبين قناة الشروق الفضائية، التي أكن لها معزة وتقديراً خاصاً واحتراماً كبيراً لمديرها العام المهندس محمد خير عبد الرحمن، فالبرغم من انتقادنا لها فلم نقصد الاستهداف مطلقاً، وإنما المصلحة العامة ونقول رأينا بكل صراحة ووضوح ولا نخشى في الحق لومة لائم، ولكن بعض ضعاف النفوس فسروه بالاستهداف، ورويت يوم أمس القصة الصغيرة «المضحكة» التي تعرضت لها في الصالة الماسية، التي يتم فيها تسجيل حلقات برنامج «مع النصري» وقلت بالأمس إنني ذهبت مجبراً ومرغماً بعد إلحاح من مذيعة البرنامج إسراء عادل التي أصرت بشدة على حضوري لمشاهدة تسجيل الحلقات لأبدي ملاحظاتي عليها، ولكن- كما قلت- بالأمس حضرت للصالة مجبراً وتراجعت عن فكرة الدخول نهائياً وبصورة قاطعة وفضلت الانتظار في الخارج، وبقية القصة حكيتها بالأمس ولا أود إعادتها مرة أخرى . فاسراء عادل تقوم باستشارتي في كل أمورها الخاصة والعامة لعلاقة الصداقة بيننا التي بدأت منذ أن وقفت معها وقفة قوية إبان فصلها من قناة النيل الأزرق، والذي عانت منه نفسياً بصورة مشفقة للعدو قبل الصديق، وأخرجتها من حالة الانهيار التي كانت تعيشها وشجعتها على المواصلة ونسيان الماضي، حتى نجحت المساعي التي قمت بها مع المهندس محمد خير فتح الرحمن وتم استيعابها في قناة الشروق، بعد مجهود مضنٍ قمت به في سبيل أن تجد فرصة للعمل والإطلالة عبر فضائية محترمة، بجانب استخراجي لاستحقاقاتها المالية بطرف قناة النيل الأزرق، والتي لم يقصر معها الأستاذ حسن فضل المولى وأعطاها حقها بالزيادة وقال: «أدوها قروشها بالزيادة عشان ما دايرين معاها أي مشاكل تاني»، وأوفى حسن بوعده، فكل ذلك وأكثر جعلني مصدر ثقة تعتمد عليّ اسراء في اتخاذ قراراتها العامة والخاصة، ونشأت بيننا خوة كبيرة دفعتها لأن تستشيرني في كل صغيرة وكبيرة في برنامج «مع النصري»، لذلك عندما كنت أكتب عنه وأقول إنني متشائم منه ومن نجاحه، فذلك يرجع للتفاصيل المريرة التي كانت تحكيها لي اسراء غاضبة وناقمة على ما يحدث في كواليسه، ووصلت مرحلة أن ارجعتها عن قرار الاعتذار عنه بسبب أن زمن الحلقة الواحدة هي «52» دقيقة فيها ثلاث أغنيات، بمعنى أنها أصبحت مثل مذيعة الربط وعندما هاجت في مدير البرامج قال لها: «انت بتستخفي بي فكرتنا وللا شنو» ولكنها في الآخر رضخت للزمن المحدد بجانب رفض أسامة إبراهيم لفكرتها باحضار طفل صغير من الولاية الشمالية محب للنصري، ويقلده ويحفظ كل أغنياته بحجة أنها مصاريف زايدة على عاتق القناة، وبعد ذلك رضخت اسراء لدرجة أنها بحثت عن ملابس الحلقات بنفسها و(اتشلهتت) حتى حصلت على نصفها من محلات «أماسينا» ببحري والنصف الآخر من مدام خلود حتى ترد على قناة النيل الازرق ومديرها بصورة خاصة بسبب فصلها، رغم تحذيراتي المتكررة لها بنسيان أمرهم والتفكير في مستقبلها. والأهم من كل ذلك نتج تشائمي الأكبر من نجاح هذا البرنامج في أن مذيعته في الأساس لا تعتقد أن محمد النصري هو الفنان المناسب، وهو اختيار غير موفق في ظل وجود عمالقة أغنية الطنبور امثال صديق أحمد، وعبد القيوم الشريف، بجانب أنها تأسفت لانعدام المؤسسية والسيستم المزعوم داخل القناة، بعد أن وصفت النصري بانه فرض شروطه على القناة بصورة مخجلة لمؤسسة كبيرة، لدرجة فرضه لتدخل مذيعة قناة الازرق عفاف حسن أمين في إعداد البرنامج.. وقالت إنها فضيحة كبيرة للقناة وأنا أوافقها الرأي في ذلك وقالت إن منتج البرنامج هشام عز الدين لا وجود له، يفعل فقط ما تأمره به عفاف فقط، كل همه وضع اسمه في البرنامج، وام الكوارث التي تحدثت عنها وعاتبتها عليها هي استخفافها وحديثها غير الموفق في حق اسامة إبراهيم مدير البرامج بأنه لا يفقه شيئاً في هذا المجال، فقط يثور ويركب رأسه من غير منطق أو أدنى رؤية برامجية، هذا بالطبع عبر تجارب معه منذ اجتماعات برنامج «صباح الشروق» وألحت عليّ اسراء بأن اتصل بالأستاذ بابكر الطاهر مدير قسم الأخبار بالقناة، حتى اتوسط له عندها لتنتقل للعمل معه لأنها لا ترغب في الاستمرار تحت رئاسة اسامة إبراهيم لأنها لن تستفيد منه شيئاً، وهو عائق ومشكلة القناة، فاتصلت ببابكر الطاهر ونقلت له حديثها ورغبتها وهو موجود يمكن الرجوع اليه، وكتر الف خيره دربها على عمل الأخبار منذ البداية ووعدها بالانتقال بعد العيد. كل ذلك وغيره دفعني للتشاؤم بهذا البرنامج، وتفاصيل أخرى أرفض ذكرها.. فمذيعة الحلقات تعمل ولديها رأي سلبي في كل فريق عمل البرنامج، لدرجة أنها في النهاية قالت لي كلمة لم احترمها فيها مطلقاً بانها نادمة أشد الندم على انضمامها لقناة الشروق التي تفتقد للسيستم والعمل المنظم، واستخفافها بكل القناة، فأحسست بالذنب لأنني السبب الأول والأخير في ضمها للشروق. نعم وقفنا مع اسراء عادل كثيراً على الحق، ولكن لن نقف معها وهي تبخس قدر قناة مثل الشروق فهي في الأول والآخر مذيعة ليس إلا.