عشت سنوات في حي الرياض بالخرطوم، وكنت كل يوم أمر من أمام منزل الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب.. وغيري كثيرون يمرون أمام هذا المنزل ولا يعرفون.. أنها دار الشاعر الكبير الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بابداعاته وروائعه في (نار المجاذيب)، والشرافة والهجرة والبشارة والقربان، (وتلك الأشياء).. التي جمعت طوائف من أعذب وأمتع إبداعات الشاعر الكبير. وأنا وحدي عندما أمر أمام هذا الشارع أقول لمن معي هذا شارع المهدي المجذوب، وعندما أوصف الموقع لأحد أو لسائل أقول له: بعد بيت محمد المهدي مجذوب، فيندهش السائل.. متسائلاً وهل بيت المهدي المجذوب في هذا الشارع؟. أقول هذا رداً على بعض الأهل الذين سألوني عن شارع المهدي المجذوب في العاصمة.. وهل أقرت أو انتبهت اللجنة التي شكلتها الولاية منذ أعوام لإطلاق اسم شاعرنا الكبير على أحد شوارع العاصمة، فقلت لهم كلا.. فربما كان أعضاء اللجنة لا يعرفون الشاعر المجذوب شأنهم شأن ذلك الطالب، الذي سئل عن عبد الله خليل فقال لهم أعتقد إنه محطة قريبة من محطة مكي.. فأهاجني ذلك الطالب وذكرني المثل القديم: ( لولا علبة مكي.. كان حالنا يبكي).. ونحن حالنا وحال هذه اللجنة يبكي، خاصة وأنها نسيت اسم الشاعر الكبير المجذوب.. ولم تذكر كذلك اسم يوسف مصطفى التني (في الفؤاد ترعاه العناية). ولم تذكر المحجوب، ولا حليم، ولا خضر حمد، ولا إبراهيم المحلاوي، ولا محمد نور الدين، ولا يحيى الفضلي، ولا الأمير نقد الله، ولا عبد الرحمن علي طه.. أما الشنقيطي فقد أنصفه الشعب فأطلق اسمه على شارعه.. دونما تدخل من البلدية. ونحن أهل المجذوب لدينا مدينة كاملة باسم المجذوب.. ولدينا تراث نعتزبه، ونتسابق في الانتماء اليه، ويعتز به كل من ينتمي إلى عبد العالي وشاع الدين، وقد خلدنا اسم والده في مدينة الدامر باسم جامع شيخ مجذوب، ومعهد شيخ مجذوب، ومدرسة شيخ مجذوب، ولكن بقي على أهل الولاية وأهل العاصمة التي انتمى اليها، وأتخذها مسكناً وعلى أهل هذا البلد الأمين الوطن الكبير الذي رفع اسمه عالياً، أن يرفع اسم المهدي المجذوب عالياً في لافتة تخلد اسمه في شارع من شوارع العاصمة.. يسعد الشارع قبلنا نحن بأن يسمى شارع المهدي المجذوب.