شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة بالقارورة التي تصنع من الزجاج في قوله «رفقاً بالقوارير» فالمرأة بما تحمل من رقة الأنوثة وجمال الإنسانية وعذوبة الروح وتألق النفس مثل القارورة سهلة الكسر والجرح، وبالتالي يكون القاسم المشترك بين القارورة والمرأة هو سهولة كسرها وما يكسر المرأة إلا الكلمة الجارحة أو الموقف المؤلم، بل كسر المرأة في الحقيقة يكون في اهمال معاني الانوثة ومعاني الحقوق الزوجية فيها، فالنساء شقائق الرجال فالذي يعامل زوجته كإنسان من الدرجة الثانية جاهل لا يعرف حقيقة هذا الدين، يعني الزوجة إنسان لها عقل ولها مشاعر ولها طموحات ولها كرامة ولها حاجات ولها خصائص.. النبي عليه الصلاة والسلام قال: استوصوا بالنساء خيراً وكان إذا دخل بيته دخل باسماً ضاحكاً وكان يسمي النساء المؤنسات الغاليات. وحينما أعطى للذكر خصائص أعطى أيضاً للأنثى خصائص، خصائص نفسية وجسمية وعقلية متكاملة لا متنافرة، كل طرف يكمِّل الى الطرف الآخر، وغالباً ما يهضم حق الزوجة ولا تحظى بحقها الطبيعي، وأهم حقوق المرأة على زوجها ألاَّ يتركها معلقة ولا يهملها.. وهنا كلمة أوجهها لمتعددي الزوجات بأن يتقوا الله تعالى في زوجاتهم وألا يميلوا الى واحدة ويتركوا الباقيات، بل يجب العدل في ذلك. فهناك من الأزواج من يهتم بأموره الخاصة والعامة ويترك زوجته ولا يلقي لها بالاً، ولا يتفقد أحوالها وهو بعيد الفكر لاهٍ عنها ولا أقول معرضا، لكنه غافل عن زوجته إما بعبادته أو تجارته أوأعماله أو غير ذلك من الأعمال والأشغال، وكان من الضروري تفقد حال المرأة «الزوجة» وتلمس حاجاتها لأنه مسؤول عن ذلك أمام الله تعالى. ومن المؤلم أن تحسن بصدق، وتحب بصدق، وتخلص بصدق، وتريد أن تعيش حياة زوجية سعيدة وهانئة وهادئة ومستقرة تجد الطرف الآخر- وهو الزوج- مستفزاً وأنانياً وظالماً ولا يعرف حقوق الزوجة.. لكل واحد حقوق وواجبات على الآخر وهي الحقوق الثابتة والشرعية لقوله تعالى: «ولهن مثل الذي عليهن». يا معشر الرجال رفقاً بنسائكم واتقواالله فيهن ولا تظلموهن، فالنساء أمانة في أعناقكم وأقول نصيحتي لكل زوج ويرجو الحياة السعيدة أن يسعد زوجته، وأن يكرمها فلا يكرمها إلا كريم، ولا يهينها إلا لئيم، إذا هضمت حقوقها وظلمتها هضمت حقوقك فزوجتك هي (جنتك ونارك اسعدها تسعد).. إذا أردتها زوجة.. كن زوجاً وإذا أردتها انثى.. كن ذكراً وإذا أردتها أميرة.. كن ملكاً وإذا أردتها امرأة.. كن رجلاً وإذا أردتها أن تكون كل شيء.. أنت أيضاً كن كل شيء وفاقد الشيء لا يعطيه).. فاطمة الشهاب