توزيع الإغاثة على المتضررين من جراء السيول وطرحها في الأسواق وبيعها جرى العام الماضي ، حيث أرسلت دولة قطر شحنات إغاثة جواً لمتضرري السيول والتي تحتوي على خيام وبطانيات وبطاريات، ومواد أساسية وغيرها، مثلما أرسلت في خريف العام الماضي جسراً جوياً. ** وانتقد أحد المواطنين المتضررين بمنطقة أم درمان- فضل حجب اسمه- حديث المسؤولين في كل فصل خريف بالوقوف مع المواطنين بجانب المعاناة وعدم ايصال المعينات اليهم، وجلوس معظم المتضررين في العراء، كما تخوفت الحاجة حواء محمد من المراحيض المنهارة واختلاط المياه بها التي تتسبب في الأمراض، ومن المياه المتراكمة بجانب المنازل والغرف المتشققة والتي لم تسقط بالكامل أو سقطت جزئياً.. وحذرت من تزايد كارثة فقد الأرواح من جراء تلك المنازل والجدران المتشربة بالمياه، وقد تفقدت ولاية الخرطوم وغرفة طوارئ الخريف المناطق المتضررة التي ضربتها السيول بأمبدة وكرري، ووقفوا من خلالها على حقيقة الأوضاع ميدانياً برفقة الأجهزة الهندسية المختصة.. وأوضحت من خلال وقوفها أنه رغم كمية المياه الضخمة التي حملتها السيول إلا أن جاهزية المصارف القديمة والجديدة ووجود خوري شمبات وأبوعنجة تم تصريف معظم المياه ماعدا بعض المناطق المنخفضة والميادين التي قالت تحتاج إلى معالجات، مشيرة إلى إجراء حصر دقيق للمناطق المتضررة بالذات في منطقة أم درمان وفي كل الولايات السودان.. وذلك عبر غرفة العمليات المركزية بالولاية مبينة أن كمية الأمطار التي هطلت بلغت حوالي 2.5 مليار ملي مكعب تقريباً تسرب معظمها إلى داخل الأرض، وجزء منها إلى المصارف الكبيرة، فيما أكدت إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الاتحادية تأثر عدد (22) محلية في (8) ولايات بالسيول والفيضانات، وإصابة عدد (184) شخصاً وأعلنت عن تضرر عدد (61.1) أسرة بصورة مباشرة أعلاها كان بولاية نهر النيل (1972) أسرة تليها شمال كردفان (1170) أسرة، وبلغ عدد المنازل التي تأثرت كلياً جراء السيول والأمطار الأخيرة (337) منزلاً، بينما تأثرت (2753) جزئياً وبلغ عدد المراحيض المنهارة (2106) مرحاضاً كاشفاً عن تمكن فرق الطوارئ الصحية من الوصول للمناطق المتأثرة مبكراً، وفتح عدد 28 عيادة طوارئ بكامل طواقمها بالإضافة لبدء عمليات كلورة مياه الشرب كتدخل احترازي بالمناطق التي تأثرت فيها شبكات الإمداد المائي جراء السيول، وناشد شركات الصحة بالمحافظة على تركيز الكلور المتبقي الموصى به في مثل هذه الظروف في الشبكات خلال فترة الطوارئ الحالية، وحذر من الآثار السالبة للمراحيض المنهارة واختلاط الصرف الصحي بالمياه.. داعياً الولايات والمحليات بالبدء الفوري في عمليات تطهير المراحيض ودفن المراحيض المنهارة، مؤكداً قدرة غرفة الطوارئ الصحية لجميع السيناريوهات المحتملة.. داعياً الولايات للتقيد بالموجهات الاتحادية في انفاذ التدخلات الصحية المختلفة. والبدء في عمليات الرش الصحي وفقاً لقرارات محطات الرصد الحشري، مناشداً المواطنين بالالتزام التام باستخدام الناموسيات المشبعة خاصة لشريحتي الأطفال والنساء الحوامل. ووجه عدد من المتضررين كثيراً من الاتهامات للعاملين في توزيع الإغاثة والمحليات والتي قالوا إنها توزع بالمحسوبية والمعرفة والتي يصل بعضها إلى بعض المناطق والأخرى لا تصلها. وأشارت د. سمية إدريس مدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة إلى تضرر (5) آلاف أسرة، و35 حالة إصابة وردت إلى المؤسسات الصحية، وحالة وفاة في ولاية نهر النيل.. مؤكداً إرسال 29 عيادة طوارئ للولايات وهي تختلف من ولاية إلى ولاية، وإمدادها بالأدوية.. وقالت أما المناطق التي بدأت تنحسر فيها المياه بدأ فيها تطهير المراحيض ومكافحة الذباب والبعوض في عدد من الولايات، ونفت وجود أمراض وبائية سجلت في المناطق التي تضررت. فيما أكدت مصادر مطلعة تزايد الوفيات وظهور بعض الأمراض في بعض المناطق جراء السيول والأمطار الأخيرة.