أحبتي.. وأحبابي أحباب شمس المشارق.. إزيكم يا أحبة المافي زيكم.. وأشواقي لكم لم تفتر.. لحروفكم الغالية لحظة التواصل لأناقة حروفكم المدهشة حين تصافحها عيوني.. وحتى لسهامكم وهي تخرق فؤادي وتشق كبدي لحظة غضبكم عندما تغضبكم كلماتي.. إليكم كلكم بلا فرز المصطفين معي.. والمقابلين لي ولمعتقداتي.. لكم كلكم الذين يكتبون لي بالسنابل وهي تتمايل عذاباً من ثقل القمح والوعد والتمني وحتى للذين يكتبون لي بالقنابل وأجد فيها متعة وبرداً وسلاماً ك«نار إبراهيم».. اليوم أبثكم حزني وغضبي وفجيعتي.. ويا لفداحة الجرح عندما تتذوق مرارة الذل والهوان وتغرق في بحور الدونية وتعوم في بحر الدونية وقلة القيمة و«شرقة» المهانة وقلة المقدار.. لا أجد غيركم من أناجيه وأرسل له آهاتي وزفراتي.. فأنتم رصيدي وعضدي وسندي.. وأنتم الذين آمل أن يكون الذي بيني وبينهم عامر ولا يهم مطلقاً إن كان بيني وبين العالمين خراب.. وأنتم من اذا لقيت الود منهم أسعد لأن كل الذي فوق التراب تراب.. أحبتي.. لأنني أحبكم جداً انتشي بفرح طفولي لحظة أن أكتب لكم.. دعوني اليوم أناجيكم أقسم معكم تلالاً من الحزن وجبالاً من الأسى.. كنت أود أن أناجيكم كما ذاك الذي كان يكتب على قشر البرتقال وبعصير الزهر.. يا بدوري في الظلام والظلام يحجب لي دربك.. ولكن كيف تكتب دموع القهر هذه البدائع والروائع.. أحبتي.. الآن أشكو لكم.. ما جعل النجوم شهيدة وسميرة وصديقة.. أكتب لكم ما جعلني أساري النجم في الظلم.. أشكو لكم كيف تجردني الإنقاذ من شرف المواطنة وكيف ينظر الأحبة في المؤتمر الوطني.. للصحفيين من موقع.. الذي معنا وذاك الذي ضدنا.. أشكو لكم كيف أني في نظر هؤلاء صحفي من الدرجة العاشرة.. اهمالاً وازدراءً وتصغيراً.. وقبل أن أبحر معكم في نهر الأحزان.. دعوني أقدم للذي لا يعرفني منكم بعض ملامح شخصي.. وجزء من روحي وفيض من أخلاقي.. حتى لا تظنوا بي الظنون.. ندخل في «الرمية». أحبتي «قصة حقيقية».. قبل سنوات من الآن.. كان أحد الولاة الذين امتلكوا فجأة مصباح علاء الدين وقفزوا تحت بيارق قسمة السلطة والثروة في مركب الإنقاذ.. وهبطت عليهم الإمارة والولاية كما رداء الليل الحالك على بلاد اسكندنافيا.. شقت عربته ذات الدفع الرباعي شوارع وطرقات بلدة أهلها معروفة، بالضيافة والكرم.. ركض أحد المواطنين وهو ينوء بقفة مليئة بالبلح المنتقاة حباته في أناة وعناية.. ركض هذا المواطن خلف العربة غير عابيء بسحب العجاج الذي كاد أن يحجب كل العربة عن ناظره.. توقفت العربة فجأة وعندما أشرع أحد المرافقين بابها دفع الرجل بكل «القفة» إلى داخل العربة.. هنا قال ذاك المسؤول في تأفف وفرعونية طاغية للرجل الكريم.. «أها داير شنو» هنا شكت قلب الرجل شوكة دامية ولكنه سرعان ما تماسك واستدعى كل روحه الباهرة وعقله الراشد.. وخاطب المسؤول قائلاً «أنا استحي أن اسأل مالك الملك دايرني اسألك إنت» انتهت القصة.. أحبتي أنا مثل ذاك الرجل صاحب «القفة» فأنا والله وأقسم بالذي رفع السماء بلا عمد استحي أن أسأل الله شيئاً.. وأزيدكم كيل بعير.. إني أشد أنفة من ذاك الرجل.. «قصة ثانية» أنا يا أحبة من الذين يتحرقون شوقاً لأكون حضوراً في أي منشط للإنقاذ بل أسعد كثيراً أن أكون هناك وعلى ضفاف الانجاز.. لأني أسعد لأي طوبة أو شتلة.. أو دفقة ماء تساهم في بناء وطني.. ولكني كنت وأنا الآن وسأظل رافضاً المشاركة في أي لقاء تنوير أو تفاكر أو مؤتمر صحفي إذا كان مكتوباً على ديباجة الدعوة تلك العبارة البائسة والمستفزة التي يكتبها هؤلاء في إهمال.. العبارة هي «هناك وجبة فطور أو هناك وجبة غداء أو وجبة عشاء».. هذا أمر لا يليق.. لذا أنا لا ولم ولن ألبي دعوة واحدة تحمل هذه العبارة.. فأنا أراها ترمي الإخوة الصحفيين بسباب مغلف وتحط من قدرهم كثيراً.. بكرة نتلاقى