حكاية فندق الرعب الجميل ليست واحدة من قصص الكاتبة البوليسية أجاثا كريستي ، وانما قصة فندق خمس نجوم في اركويت في الخرطوم ، هذا الفندق ليس به أشباح وغير مسكون بالجان لكن تكلفة الإقامة فيه نار يا حبيبي نار وتتفوق على الفنادق المماثلة له في البلدان الأخرى ، عفوا حكاية فندق الرعب الجميل إياه سطعت في دماغي الخربان أصلا حينما كانت المدام ووالدتها وشقيقها في رحلة إلى الخرطوم ، وحجزوا في الفندق إياه وكان ذلك في عز أيام الانتخابات بنت اللذين ، غير ان إدارة الفندق أبلغتهم ان عليهم الخروج بعد ثلاثة أيام فقط والبحث عن فندق آخر نظرا لان جميع الغرف محجوزة لمراقبي الانتخابات القادمين من كل فج عميق ، اسأل سؤال عفوي لو كان السودان مثلا دولة سياحية من الدرجة العاشرة ، هل كان بإمكانه استقبال مئات الألوف من السياح وتوفير النزل ومقومات المعيشة والمواصلات والأمن والسلامة والإدلاء السياحيين لهذه الأفواج ، ؟ اقطع ضراعي اذا توافدت إلى السودان جموع بسيطة من السياح فان حالته سوف تنقلب رأسا على عقب، إما اذا داهمنا طوفان سياحي بالملايين كما هو الحال في مصر وتونس والمغرب ، فسوف يعود السياح من حيث أتوا وهم يضربون كفا بكف على خيبتنا في مجال السياحة وتوفير الخدمة حسب التعرفة العالمية المعتبرة وبعدها يتم وضعنا في القائمة السوداء للدول الجربانة سياحيا ، المهم أيامها حاولت الاستعانة بالزملاء في ( آخر لحظة ) ، عبد العظيم صالح والدكتورة فدوى موسى وبعض الأصدقاء فيما اذا كانت لهم معرفة بإدارة الفندق إياه لتمديد إقامتهم حتى موعد سفرهم إلى السعودية مرة اخرى ، في النهاية تكرمت إدارة الفندق ومددت لهم طيلة إحدى عشر يوما هي مدة تواجدهم في السودان ، حكاية الفندق وما أدراك ما الفندق تداهمني ، ونحن قاب قوسين أو أدنى من الاستفتاء على مصير الجنوب ، ولو انفصل الجنوب فان الخزينة العامة ستكون في حاجة إلى الدعم بروافد اخرى ، إذن علينا وضع آليات لتنشيط السياحة في كافة المواقع السياحية في الوطن ، نحن لدينا مناطق بانورامية تجنن ، لكن مين يهتم بالسياحة ، عموما اعتقد والله اعلم ان كافة الشقق المفروشة والفنادق من فئة خمس نجوم ونظيرتها الجربانه لن تقدر على تجميل صورتنا سياحيا فيما اذا داهمتنا هجمة سياحية من العيار الثقيل ، بالمناسبة اذا تمت مقارنة السودان بالدول السياحة فسوف نحصل على لقب ( الطيش ) ، وكله خير وبركة فكما يقولون ( الطيش عند الله يعيش ) ، ونحن نريد ان نعيش لذا دعونا نتمسك بقشاية هذا الطيش اللعين . شيء آخر يفجر دماغ أجعص جعيص يتمثل في ارتفاع تكاليف الإقامة في الفنادق من فئة خمس نجوم في السودان فبمقارنة بين فندق الرعب الذي حدثتكم عنه وتماني هوتيل في دبي ايوه في دبي نجد ان أسعارنا تتفوق على دبي بمراحل ليه ياناس كده ، عايزين تطفشوا السياح ، سياح يا سجم الرماد تسيح في الهجيرة وانت حفيان .