أغلقت الدولة المراكز الثقافية الإيرانية بحجة أنها مهدد للأمن الفكري والإجتماعي وعلى لسان وزير الخارجية أنه قرار نهائي ولا رجعة في ذلك وهذا القرار حتى وإن جاء متأخراً نتيجة المبادئ والقيم أو الضغوط الداخلية والخارجية لهو قرار شجاع يجد القبول والتأييد من كل أبناء الشعب ، ولئن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي. ولكنا نتساءل هل الأمر قاصر على الشيعة الروافض أم أن هناك جهات أخرى تهدد أمننا واستقرارنا. وهو موضوع الحديث طالما أن الهدف هو الحفاظ على أمن البلاد والعباد من كل فكر وافد ودخيل ومعلوم أن الفكر الوهابي كالشيعي مهدد للأمن الفكري والإجتماعي. فتنو الأمة في دينها بإستخدام الشعارات البراقة والأسماء الجاذبة والتلاعب بالمصطلحات والتقلب على حسب فقه المرحلة - إذا آلت إليهم الدولة والغلبة إستخدموا القوة والفظاظة والغلظة ? وإذا رفضهم المجتمع لجأوا إلى التحالف السياسي مع الحكام لتنفيذ أجندتهم الخفية ولا يستطيع أي وهابي أن يفوز في دائرة من الدوائر أو بمنصب من المناصب إلا عبر التحالف مع الآخرين وليس لهم ما يقدمونه إلا التكفير والتفجير- وقد تركوا اليهود والنصارى وكل المنحرفين وسلطوا الأضواء فقط على أهل القبلة لا يعرفون حرمة لحيّ ولا لميّت - وقد بلغ عدد الإعتداء على الأموات ما يزيد على 15 حالة ، وذلك لجس النبط فقط وإذا لم ينتبه الناس لخطرهم سيكون المستقبل مظلم ? فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. والمتهم في حرق الأضرحة والقباب هم الوهابية لأن التاريخ والواقع والعقل والنقل يقول ذلك. ومن أصدر الفتاوى لابد أن يتحمل تبعاتها . طبعاً ده برنامج مخطط له يتم تنفيذه من وقت لآخر بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإزالة الباطل والطواغيت والأوثان «أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون» تجدهم دائماً يتلاعبون بالنصوص والألفاظ والمصطلحات ويضعوها في غير محلها ? يصدق فيهم قول سيدنا عبد الله بن عمر كما في صحيح البخاري «الخوارج شرار الخلق إنطلقوا إلى آيات انزلها الله على المشركين فجعلوها على المسلمين، بل ويصدق فيهم قول الله تعالى» فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ « قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : (إذا رأيتم من يخوض في المتشابه فاعلموا أنهم أولئك الذين سماهم الله فاحذروهم». وسأذكر لك بعض الأحاديث الصحيحة والتي هي طبق الأصل في الوهابية الخوارج ? أخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ثلاث مرات قالوا وفي نجدنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ومنها خرج محمد بن عبد الوهاب النجدي وإليه ينسب هذا المنبت الشيطاني). وفي المستدرك على الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم (سيكون في أمتي إختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل والقال ويسيئون الفعل يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وهم شرار الخلق والخليقة). وفيما يتعلق بإعتدائهم على أضرحة ومقامات الصالحين نحتاج إلى موقف صلب لأن الضرر لابد أن يزال كما يقول الأصوليون وطبعاً لأنهم جبناء ينكرون ذلك في المحافل والمؤتمرات ولجهات الإختصاص حتى يخدعوا العامة بأنهم مسالمين «وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن». وفي هذه الأيام نجدهم فرحين مسرورين بإغلاق مراكز الشيعة نحن أشد فرحاً بذلك وبحمد الله كتبت أكثر من عشر مقالات صحفية عن الشيعة والتشيع ووصلنا مع أحد رموزهم إلى المحاكم وسيكتمل فرحنا عندما تطهر بلادنا من فكر المتطرفين الخوارج وعندها نقول «الحمد لله الذي اذهب عنا الأذى وعافانا ،وللأسف بعض ولاة الأمر يعرفون خطورة المد الوهابي ولكن لا يجهرون برأيهم ، وآخرون ينظرون إليهم بأنهم رجال دين لأجل الحفاظ على التحالف المسبق . والبعض يقسمهم إلى متطرفين ومسالمين ? والحق أنهم في الفكر والمعتقد سواء: لا تتخذ منهم صديقاً في هذا الزمن *** ولو قد قيل أنه مؤتمن عدم الصديق ومن يري *** غير الذي قلته فهو البليد المفتتن وللجميع أقول: حكاماً ومحكومين لابد أن ننظر إلى الفكر الوهابي بأنه دخيل على بلادنا وليس جزء من مكونات مجتمعنا المعروفة للقاصي والداني وقد استغلوا المنابر لتضييع الهوية السودانية والقضاء على مكونات ومرتكزات المجتمع مستغلين في ذلك العمل الإنساني عبر المنظمات والجمعيات وكذلك التحالف السياسي ، وكما أغلقت مراكز الشيعة الثقافية لابد من حملة شاملة نسميها حملة التحصين والوقاية ضد الشلل الفكري الوهابي والمجمع الصوفي العام ينتظر إلى الوهابية والشيعة بأنهما سواء في البغي والعدوان والتطرف ? فماذا بعد الحق إلا الضلال. { نائب الأمين العام للمجمع الصوفي العام