تأثيرات «العَتُودْ المَدوعل بالشعير» ، واضحة جداً على أمبيكي، فهو «يجابِد» بيديه ورجليه، من أجل إكمال ترتيبات التسوية السياسية، كما يشتهيها المؤتمر الوطني..! فأمبيكي و منذ سنوات خلت،هو الوسيط المُفضّل لدى الحزب الحاكم ، مع أن هناك اطرافاً عديدة دولية واقليمية أولى منه بالمعروف..! كان أمبيكي ولم يزل، كثير النشوق نحو قصور الخرطوم التى شغفها حباً، و كان كلما ارتادها أخذ نفسه هناك، على الرحب والسَعة، حتى أصبح ، حُكم عادته وعين سعادته، أن « يَعَصِرْ دوماً على ذاك العَتُودْ» ..! و قصة العَتُودْ معروفة، وثابو أمبيكي أيضاً معروف ،، فهو يطرح نفسه كوسيط دائم ، ومحايد أيضاً، مع ان الواضح لكل ذي عينين ، أن سيادته لا يفعل أكثر من تبني مقترحات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حيال الأزمة السياسية التى تكاد تعصف بالسودان.. بالتالى، فان التسوية التى تخرج من عباءة هذا «الأمبيكي» ، لن تكون تسوية نهائية ، لا .. ولا شاملة، لأنها تحمل شرورها من جهة «عَصْرة أمبيكي على العَتُود» ..! أما العَتُودْ، المَدوعل بالشعير، فان للعُمدة من أمثاله كثير..! يُحكى أنه شب خلاف صاخب بين عُمدة البلد، وأحد الرباطاب، وكان الخلاف على أرض جزيرة رماها الطمي، قبالة مِلْك الرباطابي، فنازعه العُمدة عليها وإدعى أنها تابعة له..لكن الرباطابي، قطع عصاتو، وحلف بطلاق التّلاتة ، ما يخلي العُمدة يعتِّبْ على الجزيرة باعتبار أن ارض الجزيرة « قُصادات» ..! اجتمع أجاويد البلد كذا مرة، لحل التنازع، لكنهم فشلوا فى حسم الأمر لأي منهما، وفى النهاية استقر رأيهم على استدعاء « فكي» من خارج منطقة الرباطاب، كَحَكم فصل فى النزاع، وأخذوا عهداً من العُمدة وخصمه الرباطابي، على أن يكون قرار الفكي نهائيا.. وقالوا بصوت واحد: «كلام رُجال» ..؟ قال العمدة وخصيمه :«كلام رُجال»..! على ذلك أُستدعى الفكي للحضور الى البلد عن طريق القطار من أجل الفصل فى القضية.. فى اليوم المحدد، توافد الأجاويد الى سندة الشِريق الفكي...غير أن العمدة بما له من معاونين و «لوجستك» ، استبقهم وسدَّ عليهم المنافذ وانتشل الفكي من باب القطر، وأخذه بالاحضان، و«غمتو ليك غمتة واحدة» لم يفِقْ منها، إلا بعد انتهاء عملية التحكيم..! وبمثل ما يفعل أمبيكي، دخل الفكي الى ديوان العُمدة ، متكئاً على الرحب والسعة..! ثم أنه، وبعد أن قضى وطره من «العَتُودْ المدوعل بالشعير» ، خرج الى مجلس الصُلح.. الرباطابي أدرك ما جرى، لكنه آثر إكمال المباراة ، فجلس بجانب الفكي والعُمدة، بينما تحلّق حولهم أهالي البلد...الرباطابي « قدُرْ مَا سَجَّ ، وَ لَجَّ » ،إلا أن فصاحتو وكلامو ،ما جاب نتيجة،، لأن الفكي كان جاهز، وعارف شغلو..! فما أن أصدر حكمه بملكية الارض للعمدة ، حتى شوهد الرباطابي يميل نحو اذن الفكي، ويقول له بصوت أعلى من الهمس : « باقي ليك، ما عَصَرْتَ شِوّية على العَتُودْ» ..!؟ لكنها كانت وسْوسة «تحصيل حاصل» بعد وقعت الفأس فى الرأس..! و هكذا شأن أمبيكي معنا الآن، فهو على الدوام « عاصِرْ على العَتُودْ» من أجل اخراج تسويةٍ «تشبه نيفاشا ولا تشبهها» ..! تشبه نيفاشا فى كونها محاصصة، ولاتشبه نيفاشا، لأنها اتفاق بمشاركة الجميع ، وليست اتفاقاً ثنائياً كالذي جرى، فى الماضي، بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى..! عندما نقول الجميع ، فمعنى ذلك أن الدكتور الترابي داخل ديوان العُمدة..وهنا ينهض سؤال، حول موقع المؤتمر الشعبي من المصفوفة.. هل سيوقعون على التسوية كجزء من « الفئة الناجية الحاكمة » ..!؟، أم أن الشيخ ، سوف « يَعَصِرْعلى العَتُودْ »، ليأخذ نصيباً من كوتة المعارضة، باعتباره « لاعب إرتكاز» ..؟!