كنت أول صحفى يسكن بأسرته فى مدينة الصحفيين الوادى الخضر بشرق النيل .. عندما كان الطريق الى المدينة ترابيا و غير ممهد ( الان الطريق مسفلت يصل الى نهاية المدينة ) .. عندما كنا مع سكان مربعات الوادى الأخضر نؤدى صلاة الجمعة فى مسجد قرية السدير المجاورة ( الان المسجد بالمدينة يضيق بالمصلين حتى صارت له أجنحة خارجية لتسع تزايد المصلين ) .. عندما كانت مدارس الأساس تتطلب مسافات طويلة تقطعها أقدام أبنائنا و بناتنا الصغيرة ( الان ثلاثة مدارس اساس بنين و بنات ) .. عندما كان لا خيار للخبز و الخضار الا بحرى و حلة كوكو ( الان ثلاثة مخابز بالوادى الأخضر و محلات للجزارة و الخضار ) .. صحيح شتان ما بين حال المدينة بالأمس .. وتبدل الأحوال للأفضل اليوم .. لكن .. مازالت الخدمات الأساسية الغائبة تحتاج لتضافر الجهود الشعبية و الرسمية لتوفير بيئة صالحة لحياة كريمة .. .. ثلاث جهات كانت من وراء إنشاء المدينة ( الإتحاد العام للصحفيين السودانيين – الصندوق القومى للإسكان و التعمير – محلية شرق النيل ) .. معتمدو شرق النيل الذين زاروا المدينة ووقفوا على لبنات خدماتها الأولى على التوالى هم : ( محمد حسن الجعفرى – شهيد مقبول عند الله عزوجل ) .. ( محمد يوسف آدم – تولى بعدها والى ولاية كسلا ) .. ( د.ياسر الفادنى – الآن بوزارة الصحة الاتحادية ) .. ( د. عمار حامد – المعتمد الحالى لمحلية شرق النيل ) .. .. الاسبوع الماضى التأم إجتماع ما بين اللجنة الشعبية لمدينة الصحفيين و معتمد محلية شرق النيل فأعلن فيه عن تبرعه بكابل لإنارة المدينة بعد أن ساهمت اللجنة بتركيب الأعمدة بتكلفة 12 ألف جنيه لأهمية الإنارة فى تأمين و إضاءة طرقات المدينة الطرفية ليلا .. وتصدق بإنشاء مدرسة ثانوية لعلمه أن مدارس الوادى الأخضر الأساسية الثلاث ومدارس اساس القرى المجاورة تخرج سنويا ملا يقل عن 500 طالب و طالبة يتفرق سعيهم فى مدارس بحرى والحاج يوسف الثانوية .. اضافة الى توجيهه بتخصيص موقف لمواصلات الوادى الاخضر وإعادة تشغيل خط (الوادى الأخضر – السوق العربى ) وتمثيل مواطنى الوادى الأخضر بنسبة 50% فى نقابة خط الوادى الأخضرلإدارة الخط .. وقد أبدى المعتمد إشادته بجهد وتعاون اللجنة الشعبية ومواطنى المدينة وإهتمامهم بمشروعاتهم الخدمية ودعمهم الذاتى لإقامتها كما حدث فى مشروع بسط الأمن الشامل النموذجى بالمدينة الذى اكتمل بنيانه بجهد خالص لمواطنى مدينة الصحفيين .. .. المركز الصحى .. وما أدراك ما المركز الصحى !! .. تخيل معنى أن تصيب طفلك حمى التشنج ( ليلا) .. أو تطرأ على زوجتك مقدمات المخاض ( نهارا ) .. او تشعر بآلام مغص كلوى حاد ( فى اى وقت ) .. فإنك تحتاج لأن تقطع مسافة 30 كيلومترعلى الأقل لتصل الى أقرب مشفى يقدم إسعافات أولية !!!! .. بداية العمل بالمركز الصحى لمدينة الصحفيين شارفت 4 سنوات بالتمام و الكمال .. إكتملت منشآته .. قامت اللجنة بالدعم الذاتى بتوصيل خدمة المياه و الكهرباء بتكلفة 31 ألف جنيه .. تم توفير عدد 19 كادرا طبيا مؤهلا من داخل مجتمع الوادى الأخضر تسلمت الوزارة ملفاتهم .. تبقى لإفتتاحه ( السور الخارجى +الصرف الصحى ) فقط .. قبل أيام التقت اللجنة بوزير الصحة بروفسور مامون حميدة فى شأن المركز وفى ذهنها سياسة توطين العلاج بأطراف ولاية الخرطوم التى يتبنى تنفيذها بنبل وحزم وعزم .. أرسل فريق طبيا هندسيا لتقييم الإحتياجات الكلية لإفتتاح المركز .. رفعت التكلفة لوزارة المالية بولاية الخرطوم لإستخراج الدفعية الاخيرة لتكملة المركز وتشغيله .. .. المركز الصحى بمدينة الصحفيين .. ينتظره 9 ألف مواطن.. من سكان المدينة ومربعات السكن الشعبى وحى الشهداء وقرى السدير والغار و العد الجديد .. ليسعد طفل مريض .. وطفل وليد .. و .. معاكم سلامة ...