لعل واحدة من أهم مرتكزات البناء والتنمية هي العملية التعليمية، وهي التي تنهض بالشعوب وتعمل على ريادتها ورقيها وازالة كل أسباب تخلفها، وفتح الآفاق العراض أمام أبنائها وقد أوصانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بطلب العلم من المهد الى اللحد وقال: اطلبوا العلم ولو في الصين. مما تقدم وفي بادرة شجاعة وقوية نهض نفر كريم من أبناء محلية السوكي، وايماناً منهم بأهمية التعليم ومن خلال متابعتهم الدقيقة للمتسربين من التعليم النظامي نتيجة للظروف الاقتصادية والأسرية، أو لأي ظروف أخرى قاهرة حالت دون مواصلتهم لتعليمهم، فصارت هناك مجموعة كبيرة من الأطفال كفاقد تربوي لم تعنهم الظروف لمواصلة تعليمهم، وآخرون يفضلون التعليم المهني على الأكاديمي.. فكان أن تصدت هذه المجموعة منطلقة من ايمانها وثقتها بالله العلي القدير الشارع الحكيم لإنشاء وقيام المعهد الحرفي بمدينة السوكي، وبذلت جهوداً مضنية لقيامه واستخراج التصاديق اللازمة الخاصة به، ومن ثم تلاحقت الجهود وتواصل السعي فتم توفير كادر مؤهل لتدريس وتدريب الطلاب رغم نقصان هذا الكادر، فانطلق المعهد كنواة مهنية للتعليم الفني بالولاية منذ أكثر من ثمانية أعوام ليرفد المؤسسات والمصالح القائمة بالعديد من التخصصات في المستقبل المنظور وقد حقق طلاب هذا المعهد الحرفي نتائج باهرة وممتازة على مستوى ولاية سنار والسودان، فحقق نجاحاً بنسبة مائة بالمائة وبنسب عالية اهلتهم لدخول الجامعاتالسودانية وما زالت مسيرة المعهد تمضي بإرادة الله والخيرين من أبناء السوكي ومساعدة مقدرة من اتحاد الحرفيين بالمدينة، والذي تصدى للمسؤولية بشجاعة واقتدار وتكفل بالتدريب العملي للطلاب في الورش المختلفة حسب تخصصاتهم، وبمتابعة دقيقة ولصيقة من إدارة المعهد واتحاد الطلاب حتى تكللت هذه الجهود بمنجزات حققها الطلاب رافعين شعار: نجاح رغم العقبات- فكان لهم ما أرادوا وقبلوا التحدي خاصة لما لاقوه من عنت واهمال مريع ومتعمد بل وتجاهل يفوق الوصف من حكومة ولاية سنار ووزارة التربية والتعليم ومحلية السوكي، فالكل يعلم وأولهم والي الولاية ووزير التربية ان النظام السياسي القائم قد آل على نفسه توسيع مواعين التعليم، وراهن على ثورته التعليمية خاصة في الولايات والمدن الكبيرة حتى يشكل ذلك حاضراً مميزاً للسودان قاطبة.. ولكن هناك ما زال من في رقابهم أمر ومستقبل الناس لا يأبهون بانفاذ هذه السياسات والبرامج بمنح هذه القطاعات المستهدفة اية التفاتة حقيقية، بل قاتلوا نجاح هؤلاء الطلاب وتميزهم الأكاديمي بمزيد من الإهمال واللامبالاة.. فلا يعقل مطلقاً لولاية كولاية سنار ووزارة التربية التابعة لها ان لا تستطيع المساهمة والدعم بتوفير بيئة تعليمية ابجدية وصالحة للطلاب، إكراماً لانسانيتهم حتى تكون حافزاً ومشجعاً لهم وترغيباً لكل المتسربين الذين حالت ظروفهم كما اسلفنا عن مواصلة تعليمهم درءاً لمخاطر المستقبل، وتحفيزاً للراغبين في السنين المقبلة حتى يكون ذلك المعهد قبلة لأبناء الولاية من كل حدب وصوب، فهو الآن بلا سور وحمامات بدون أبواب ومباني لم تكتمل.. وعجبي ان اللافتة المزيفة تعبر عن كذبة كبرى فكيف يكون المعهد برعاية الوالي ووزير تربيته وهذه قمامات في واجهته؟ اذن لو كان دون رعايتهم لرعت فيه البهائم لا حديث سوى الذي ذكرته ما رأي الوالي احمد عباس ووزير التربية وادارة التعليم التقني والفني ومن ثم الاتحاد العام للطلاب السودانيين؟ الذي حق عليه أن يرعى منسوبيه من الذي يجري.. فالولاية عودتنا دائماً في مدينة السوكي الإهمال المستفز والظلم والتبرير الجارح المؤلم، الذي لا يرعى حرمة أي انسان يقطن فيها ولكن ستظل السوكي غابة والناس حطابة. سطر أخير: الصوابر جوابر.. والديان موجود.