لست متشائماً ولكن واقع الحال يشير صراحة الى أن سيد الأتيام سيكون أول المغادرين لقطار الممتاز في الموسم القادم طالما أن حكومة الجزيرة تواصل نهج «الفرجة» وسياسة «الطناش» تجاه انديتها الفقيرة دون أن تمد يد العون لها خلال فترة التسجيلات التي تحدد بشكل قاطع مستقبل تلك الأندية.. إلا أن حكومة الجزيرة اكتفت فيما يبدو بدعم أنديتها بإرسال شيكات محشوة بكمية معتبرة من الوعود البراقة ولكنها يا حسرة فارغة من المال. ولأن شيكات الوعود غير قابلة للتداول أو الصرف عند لاعبي زماننا هذا «المقرفين» فان ممثل ولاية الجزيرة الوحيد في الممتاز سيد الأتيام سيجد نفسه في وضع حرج للغاية ليس لعدم قدرته علىخوض معركة التسجيلات وتدعيم صفوفه فحسب بل لعجزه عن إعادة قيد نخبة من لاعبيه مطلقي السلاح الذين لن ينتظروا كثيراً وعود مسؤولي الجزيرة وهم يشاهدون ولاة آخرين «يبهلون» المال على اللاعبين. وقد سعدنا حقا بعد أن لاحت في الأفق قبل فترة بادرة تفهم وتجاوب مع القطاع الرياضي من قبل والي الجزيرة الدكتور محمد يوسف عند زيارته مؤخراً للنادي الأهلي لتقديم التهاني بمناسبة عودته للممتاز.. إلا أن الفرحة ماتت في مهدها عندما علمنا بأن الزيارة اقتصرت فقط على التهاني بجانب شيك غير قابل للصرف من الوعود.. وو خلاص!! وانبسطنا أيضاً من نائب الوالي أزهري خلف الله الذي استقبل بسكرتارية مكتبه وفداً من مجلس إدارة النادي الأهلي.. إلا أنه تنصل هو الآخر من وعده بالدم بعد أن تخلص من الكرة بمهارة وذكاء وقذف بها تجاه ملعب اتحاد المزارعين والعمال وغيرها من الاتحادات والمؤسسات التي لا يوجد في بنود ميزانياتها ما تجود به على الأندية الغلبانة. أما ابن الجزيرة البار ونائبها البرلماني الذي انتخبته بالاجماع وعاشق سيد الأتيام طوال فترة صباه قبيل أن «يحمر» السيد جمال الوالي فقد كان العشم فيه كبيراً أن يدعم الأهلي بحفنة من ماله و»حزمة» من لاعبيه المعارين إلا أنه مع الأسف ضن على سيد الأتيام بالمال وحرمه حتى من «إعاراراية» واحدة يسد بها رمقه مفضلاً الجود بهم على أندية أخرى. عموماً فان حالنا بات كحال زرقاء اليمامة التي أخطرت أهلها بأنها رأت شجرا يسير فلم يصدقوها الى أن وقعت الواقعة.. وها نحن نخطر والينا وحكومته بأننا نرى سيد الأتيام وهو يسير نحو الهاوية ويسقط من الممتاز.. فهل تصدقوننا أم ستنتظرون حتى يعلن الاتحاد العام رسمياً أن ولاية الجزيرة العريقة قد أصبحت خالية ليس من الملاريا التي تفتك بأهلها ولكنها خالية من أندية الممتاز و»خموا وصروا». بعيداً عن الرياضة درج ولاة الجزيرة منذ عهد الفريق ثم البروف وانتهاء بالدكتور على ارتياد الأسفار نحو الصين بجانب العديد من الدول الأخرى وذلك لجلب الاستثمارات وتوقيع عقودات التوأمة مع بعض المقاطعات والمحافظات. ولكن مع الأسف لم تثمر كل تلك الرحلات عن تنمية ملموسة ولا مشروعات محسوسة بل العكس فقد أفرزت عدة مشاريع مضروبة بدءاً من شركة مواصلات الجزيرة التي تعطلت بصاتها في أولى سفرياتها.. ثم مشروع دريم لاند الذي اشترى صاحبه أرض الجزيرة «ملح» وباعها لمستثمر آخر بالدولار ثم «فرتق» وأخيراً مصنع سكر البنجر بمارنجان الذي أغلق أبوابه بعد افتتاحه مباشرة قبل عدة أشهر واستمر متعطلاً حتى يومنا هذا.. قال تنمية قال!!.