مولانا البيتي.. بعد صباح الخير والاحترام والسلام.. رجاء أحزم «شنطك» وتعال معي عائدين من غزة إلى السودان.. وأغمض عينيك حتى تراني وأنا أنزع النجاح من «إخوانك» في السودان قطعة.. قطعة وهم يحكمون ثم أنظر إليّ جيداً وأنا اهتك سترهم وهم في المعارضة.. حائطاً.. حائطاً.. وركناً.. ركناً.. ولو كان لهدم النظام الديمقراطي تصفيقاً ودرجة عالية بل كاملة من النجاح.. دعني أقول في صدق وأمانة إن هؤلاء الإخوان يستحقون الدرجة الكاملة وبارعون حد الدهشة والعبقرية في المعارضة وقل لي كيف أقول.. بعد الانتفاضة وبعد أن أجريت انتخابات ديمقراطية نظيفة ونزيهة.. زاهية ومزهوة.. ورغم أن أحبابنا الاسلاميون قد أحرزوا كم وخمسين هدفاً في مرمى الجمعية التأسيسية.. ورغم أنهم وبمهارة وبعضوية فاعلة وملتزمة قد جاءوا في المركز الثالث محرزين الميدالية البرونزية خلف حزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي إلا أنهم لم يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. فقد كانوا ينظرون ويتمنون بل ويعملون إلى المركز الأول.. والتوهط على كرسي رئاسة وادارة السودان.. وبدأت حربهم الهائلة ضد النظام الديمقراطي.. وأصدقك القول إنهم نجحوا إلى درجة الإعجاز في خلخلة كل صواميل النظام الديمقراطي و «هلهلوا» كل «كراسي» حكومة الديمقراطية الثالثة ولم تجد الانقاذ اي مشقة في دهس النظام الذي اهتز بقوة عشرة درجات بمقياس «ريختر» حتى قبل أن تدهسه خيول الانقاذ أما كيف؟؟ صبراً وهاك الدليل.. أولاً.. لو كنت مكان الأحبة في الانقاذ لمنحت مولانا واستاذنا محمد الحسن الأمين نجمة الانجاز لجهده غير المنكور بل الجهير والبهير.. في زعزت ثقة الناس في الجمعية التأسيسية.. التي كان تلفزيون السودان ينقل جلساتها على الهواء تسجيلاً أو مباشرة.. فقد كان الرجل وفي كل جلسة.. بل أكثر من مرة في الجلسة الواحدة.. يرفع يده مطالباً بنقطة نظام.. كان تكتيكاً مكشوفاً ومقصوداً ومتعمداً لصرف أنظار الجماهير والمشاهدين عن القضايا محور النقاش وكان الهدف هو ان تنطبع في نفوس الناس بؤس وهزال وهزلية الجمعية التأسيسية.. وكان الهدف هو أن «يقنع» الشعب «باطن وظاهر» من الممارسة الديمقراطية بل من الديمقراطية نفسها كنهج للحكم.. ونذهب إلى حبيبنا حسين خوجلي.. ذاك الذي لا يقل خطراً ولا خطورة عن مولانا واستاذنا محمد الحسن الأمين.. نعم كان الناس يقبلون على «ألوان» وكان لابد لهم من ذلك فالرجل أنيق العبارة ثري المفردة بهيج الحروف وفوق ذلك فقد كان «أخاً» مسلماً صميماً ومن قلب التنظيم.. وبدأت ألوان حملتها الضارية والهائلة ضد حكومة الديمقراطية الثالثة.. كان ثمار تلك الحملة هو ترسيخ عدم الأمن وغياب الأمان وإشاعة الرعب وسحب الخوف في نفوس المواطنين.. في ظل حكومة «المهدي» فقد كنا و «يوماتي» نتابع قصة اختفاء أو اختطاف.. أو حتى اغتيال أميرة الحكيم.. فقد احتلت هذه الحادثة مكاناً شاسعاً وشاهقاً في قلوب ونفوس الناس لم يكن الهدف- بالطبع- هو تعرية وزير الداخلية شخصياً بل كان الهدف الأخير ولا أقول الاسمى هو تعرية النظام بالكامل وذلك بالطرق والتأكيد على عدم الأمان واستحالة فرض النظام.. وبكرة نتلاقى