حضرنا أمس احتفالاً صحفياً مهماً غاب عنه معظم الصحفيين «كبار» و«صغار»!!.. شاهدت د. النجيب آدم قمر الدين ولم أرَ غيره من رؤساء ومديري التحرير وكتاب.. فالاحتفال في الأساس موجه لنا!! الحدث تمثل في الاحتفال بتدشين وافتتاح أرشيف المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وضمه لدار الوثائق ويحوي وثائق إدارية وصحفية لفترة طويلة من الزمان. حضر الأستاذ علي شمو والسفير العبيد أحمد مروح والزميل الأستاذ صلاح عمر الشيخ بقبعته الجديدة «زاهية الألوان» الأمين العام لاتحاد الصحفيين السودانيين.. أستاذنا علي شمو بدا سعيداً وقال هذا اليوم عيد للصحافة!! نحن الآن في دار الوثائق!!.. طافت بذهني ذكريات عدة.. فلأول مرة أزور الدار منذ مغادرتي للسودان في أوائل التسعينيات!! كنا نزورها أيام د. محمد إبراهيم أبوسليم وكانت تقبع في واحد من البيوت الأثرية القديمة «سرايا السيد عبدالرحمن» بشارع الجامعة.. والمطالبات «زمان» بأهمية ترميم المبنى وبناء آخر جديد وإدخال نظام الرقمنة كلها باتت اليوم حقيقة!! الوزير أحمد فضل عبدالله برئاسة مجلس الوزراء والمشرف على الدار، بدا مهتماً بهذه الجوانب المهمة للتطوير وقال إن هناك «3» مليارات بطرف المالية يريدون منها إكمال المرحلة الثانية من المباني. نعود لأستاذنا علي شمو والذي قدم إضاءات مهمة حول رحلة الوثائق الصحفية السودانية منذ أن كانت مكتباً صغيراً في وزارة الداخلية!! شمو أضحك الحضور وقال إن مذيعة الحفل نادته يا «جدي» قدم لينا الوزير!! إنه تواصل الأجيال جلسة محضورة تسعى لحفظ التاريخ في وعاء المعلومة بدار الوثائق والتي أسهمت كما نعرف جميعاً في تقديم وثائق غيّرت مجرى التاريخ في المنطقة.. فالصراع بين مصر وإسرائيل حول «طابا» حسمته دار الوثائق السودانية لصالح مصر. يوم أمس كان مفعماً بالتاريخ والماضي الزاهر.. فالوثائق ذاكرة الوطن الحية كما قال د. كبشور كوكو!! وتبقى الرسالة في أن تفتح مذكرة التفاهم الموقعة بين الدار والمجلس الآفاق لمزيد من التعاون في مجال الحفاظ على أرشيف الصحافة السودانية.. فهي ذاكرة الأمة.. فإن كانت اليوم عبارة عن مطبوعة صحفية.. فغداً تضحى وثيقة يرجع إليها الناس في زمن «آت» لقراءة وتفسير الأحداث بمنظار التاريخ!! ويهمني ما قاله أستاذنا علي شمو وهو ينصحنا بأهمية تمحيص المادة الصحفية التي بين أيدينا وأن نسعى للدقة.. فهي ستصبح مرجعاً ذات يوم!! .. يجب أن يكون المرجع صادقاً.. فالصحفي يحمل «أمانة» «القلم» وفي ذات الوقت «ضمير» «المؤرخ» وهي لعمري مهمة شاقة و«نبيلة» في زمن «خادع وكاذب» و«كمان» انتهازي!!