في زمان الإمبراطورية العثمانية كانت تركيا تحمل بجدارة لقب رجل أوربا المريض ، هذا اللقب اكتسبته بسبب احباطات سلاطينها وهزائمهم المتكررة ، الآن بقدرة قادر هرب هذا اللقب بجلده من مدونات التاريخ والتصق بالسودان ، نعم بالسودان ولا غيره ، ربما تنفلت أعصاب احد الغاضبين أو الحمقى وما أكثرهم في هذا الزمن الرمادي ، ويدعى ان البلد صحته بمب ، بمب إيه قال بمب قال ، تعالوا إلى لحظة صفاء وبدون ضجيج ولا مكابرة ، نقرأ مؤشرات الواقع ، كافة بلدان أفريقيا تعيش في استقرار نسبي لكن السودان بحمد الله وجلت قدرته يعيش على صفيح ساخن وأمراض وبلاوي تقطع الصفار من البيض ، ولهذا السبب فهو رجل أفريقيا المريض بحق وحقيق واللي مش عاجبه يضرب رأسه في اقرب جدار ، للأسف أمراض الوطن ليست بسبب عدوى مثل إنفلونزا الخنازير كما انها ليست من فئة أمراض المناطق الحارة وانما أمراض محلية صنعها أصحاب القرار والقيادات والزعامات ورجالات الأحزاب والحاقدون والباحثون عن الكرسي الدوار وزعماء الحرب والمتوارون خلف عباءة الدين والذي منه واحسبوا لي بكرة والعدد في الليمون ، طبعا أمراض الوطن ليست بحاجة إلى طبيب بشري أو طبيب بيطري والعياذ بالله وانما تحتاج إلى أطباء يفهمون في السياسة لإخراج البلد من مآزق أمراضه المتلتة ، ومن هذه الأمراض الكآبة وهي إعراض تخيم على سماء الوطن بسبب القادم في الأفق ، على فكرة يقترح العبد لله استقدام آلاف الأطباء النفسانيين إلى السودان لعلاج حالات الكآبة لدينا ، حكاية استقدام أطباء أجانب لعلاجنا من الكآبة له ما يبرره أولا عدد الأطباء النفسانيين في السودان قليل ، وثانيا ان هؤلاء أنفسهم يعتبرون ضمن كورجة الشعب المريض ( وكيف لطبيب يداوي الناس وهو عليل ) ، طبعا لا نريد استقدام أطباء دوليين لعلاج جراح الوطن في النواحي السياسية وانما نريد ان يكون العلاج بأيدي سودانية صرفة والله المستعان ، بالمناسبة تؤكد منظمة الصحة العالمية وجود اكثر من 320 مليون مكتئب حول العالم والله وحده اعلم كم نصيبنا من هذا الرقم العالمي الكبير ، واقطع ضراعي بسكين حادة صنعها حداد سوداني مكتئب ان نصيبنا كبير جدا من هذه الهيلمانة وربما يفوق التوقعات كافة ، والمصيبة ألكبري وبنت أم الكبائر ان الأطباء يؤكدون أن موجات الاكتئاب تظهر بشدة في المجتمعات التي تعاني من الصراعات والقلاقل ، إذن نحن مدعون جميعا شماليون وجنوبيون للبحث عن مخرج لعلاج جراحات الوطن واستئصال اسم رجل أفريقيا المريض بعمليات جراحية لا يشارك فيها أطباء دوليون على الإطلاق ، كما يتوجب علينا ترديد الأهزوجة الشعبية (برانا عارفين سبب أزانا يا ناس) . وهم السبب في مرضي هم السبب .