الماظ اسقدوم سودانية بتفاصيل وهوية اثيوبية، خلتها للمرة الأولى سودانية، فطريقة السلام وكلامها مع زبائن مطعمها الأشهر والأول في ولاية القضارف يحكي عن تداخل وجداني مع أهل الحي.. فالجميع يتواصلون معها ويحرصون على أن تلبي دعواتهم. يقع مطعم الماظ في أعرق الأحياء بالمدينة ديم نور وهو بمثابة افريقيا مصغرة، نجد فيه قبائل من الصومال آل فارح، وآل ورسما، ويمانيين أبرزهم الحيمي، واثيوبيين أشهرهم (الماظ والسها) والارتيريين وغيرهم من بقية القبائل والأجناس.. وديم النور يعود في تسميته للأمير النور عنقرة أيام الثورة المهدية، عندما حضر لمناصرة الزاكي طمل في القلابات في حملته المتجهة للحبشة، واستقر بعد ذلك الجنود في الحي، وتمت تسمية الحي الذي ما زال يوجد به أحفاده تخليداً لذكراه. ولأنه المطعم الأول والأشهر، والذي يقدم أميز وجبات على مستوى شرق السودان، وتديره ألماظ وهي من مواليد القضارف، وأسرتها من العوائل القديمة التي هاجرت الى السودان من اثيوبيا.. حرصت آخر لحظة على أخذ إفادات خاصة، وابتسامة عريضة تزين محياها، والبخور والقهوة يعطران الجلسة، تحدثت الينا عن مطعمها الذي افتتحته في منتصف الثمانينيات، والظروف التي عايشتها وقوَّت من إرادتها لمواصلة عملها في المطعم.. وقالت تأتي أكبر وأعرق الأسر لتناول الوجبة عندي، وأحياناً يطلبونها في البيت، وهناك خدمات توصيل للزبائن، وقالت اتخصص في عمل الزغني والكسرة الحبشية، والمأكولات الشعبية. وعلقت على تعليقنا مع الزميل المراسل محمد حسن كبوشية- والذي رافقنا في الجولة على الفرق بين الزغني في المحل والمنزل.. وقالت هناك فرق بين طلب الزغني للمنازل والمطعم.. في الأول الشطة أكثر، وفي المطعم تخفف الشطة.. وواصلت حديثها معنا وقالت دعمتني أسرتي الصغيرة والكبيرة جداً، واستقبل الوفود في مطعمي المتواضع.