منذ عهد المحافظين ظل هذا الموقع يمثل رأس الرمح في قيادة العمل المحلي، وهو موقع ظل يشغله من تتوفر فيه صفات عديدة أهمها الخبرة وسعة الأفق والتأهيل الأكاديمي، والأمانة والحيدة والكفاءة وقد ظلت مهنة المحافظ حكراً على الضباط الإداريين باعتبار أن تخصصهم في الإدارة وتأهيلهم العالي قد أهلهم لذلك، ولكن مع مرور الزمن وتعدد الأنظمة، وتعديل القوانين، وصدور الدساتير المؤقتة، فتحت هذه الوظيفة وتفككت حصريتها على قطاع معين كما تغير اسمها الى (والي) بدلاً عن محافظ تأصيلاً للتسمية مع تغييرات صاحبت المهام وطريقة الاختيار، ودمج المهام التنفيذية والسياسية في شخصية الوالي.. ولأن موقع الوالي في كل ولاية هو واجهة الدولة وقيادتها، فقد ظل الرضا عن الوالي في ولايته بصفة اجتماعية صعب جداً، حيث أصبح عدد من الولاة مكان شكاوى وبعضهم يتعرض كثيراً للانتقاد، ولكن أقول إن معظم المواقف السالبة من أي والي غالباً ما تنطلق من مواقف شخصية، فإن اعفي وزير أو معتمد في إطار التغييرات التي تحدث من وقت لآخر يجمع أولئك حولهم من المتضررين من الوالي، بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم الشخصية بتصديق قطعة أرض أو خلافه ويكونون جناحا لانتقاء الولاة أو تقديم الشكاوى ضدهم، والأمثلة واضحة في بعض الولاة، الذين ظل يلاحقهم أولئك بالشكاوي بل الاستعانة بأجهزة الإعلام لنقدهم ولكن مثل هذه التصرفات لا تخفى على القيادة، لذلك لم تظهر لتلك الشكاوى نتائج ملموسة. إنني أعتقد أن مجموعة الولاة الذين أدوا الواجب في الفترة الماضية يستحقون الشكر والتقدير، وأن ما تم من تنمية وخدمات على نطاق كل الولايات لا ينكره إلا مكابر مع اختلاف نسبة الأداء طبعاً من ولاية لأخرى، إن الولاة الذين أوكلت لهم المهمة في هذه السنوات قد تم اختيارهم بتدقيق شديد، حيث تم تقديمهم بواسطة المؤتمر الوطني واكتملت الثقة فيهم من خلال الانتخابات في 0102 من خلال الانتخابات العامة، إن الذين يربطون بعض الاخفاقات إن وجدت بأشخاص الولاة مخطئون، فرغم قيادة الوالي للولاية إلا أن للأداء قنوات يعمل من خلالها الوالي، فهناك المجالس التشريعية الولائية التي تتابع الأداء من خلال خطابات الوالي وتقارير الوزراء، ومن خلال لجانها المكونة ورغم أن القانون يعطيها عزل الوالي بنسبة محددة في حالة الإخفاق إلا أننا لم نسمع بأن والياً قد عزله المجلس التشريعي.. للوالي أيضاً مجلس قيادي يتابع الأداء انطلاقاً من مسؤولية الحزب الحاكم تجاه المواطنين.. وللوالي أيضاً مجلس وزراء يقنن ويجيز.. إذن الأداء في الولاية مرتبط بأجهزة متعددة ورغم ريادة الوالي إلا أن مسؤولية الاداء تشارك فيها كل هذه الأجهزة، إننا يجب أن نوجه الشكر والشكر الجزيل والتقدير للأخوة الولاة، وأن ندعم من سيواصل المسيرة لإكمال مشاريعه وأن ندعو بالخير من سيترجل أو يغير موقعه. إن موقع الوالي تكليف شاق وألا نتعجل بالتغيير إلا إذ اقتضت الضرورة ذلك، وأن نراعي المشاريع الكبيرة المتواصلة وضرورة إعطاء الفرصة لاكمالها وإننا نثق بأن الرئاسة على وعي تام لاختيار من تنطبق عليه المواصفات لمواصلة المشوار، بالتركيز على التنمية والخدمات ومعاش الناس.. سائلين الله أن يجعله عام خير وبركة وتوفيق.