كعادته دوماً يلفت انتباهنا نجم صفحات الجريمة زميلنا وصديقنا العزيز الأستاذ مجدي تيراب بأخباره صاحبة الانفراد والتميز الصحفي والبديهة العالية وحسه المستيقظ دائماً، ومتابعته اللصيقة لكل شاردة وواردة في أخبار الجريمة المتنوعة، ويوم أمس الأول انفردت «آخر لحظة» بخبر مجدي تيراب الذي لفت أنظار الجميع وأبرزته الصحيفة حتى تنبه الأسر السودانية لمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت مصدر قلق يهدد أمن واستقرار هذه الأسر بكوارث لا تحمد عقباها، وكان مضمون الخبر الكارثي على النحو التالي: (اتخذت زوجة في العقد الثالث من عمرها اجراءات قانونية ضد صديقتها واتهمتها بنشر فيديو فاضح لها قامت بتصويره بهاتفها الجوال وبثته في مواقع التواصل الاجتماعي «واتساب وفيس بوك» على الشبكة العنكبوتية، وأبلغت الزوجة الشرطة عقب انتشار مقطع فيديو فاضح لها في الواتساب أثناء جلوسها على «حفرة الدخان» التقطته لها صديقتها واتهمتها بنشره في مواقع التواصل الاجتماعي).. إلى هنا انتهى الخبر الكارثي الذي لا تصل مدته إلى دقيقة واحدة فقط، ولكن كل ثانية فيها تمر مثل الحنظل على الزوجة المكلومة، بل لا يقتصر طعم الحنظل عليها فقط جراء هذا المقطع الفاضح، وتمتد مرارته بنكهات مختلفة ومؤلمة على زوجها وأخوانها واخواتها وكل أفراد أسرتها، وأصبح لهم هذا المقطع الفاضح وصمة عار لن تمحوها الأيام وسوف تلازمهم وتلازم أبنائهم على مدى سنوات عجاف من الزمان، ويمكن أن يؤدي ذلك لكوارث مجتمعية لا تحمد عقباها، وتفكك أعمدة البيوت المتينة وتهدم الأسر. فكل هذه الكارثة سببها مقطع فيديو لا يتعدى زمنه دقيقة واحدة فقط، ولكنها كفيلة بهدم وتفكيك الأسر كما قلنا نتجت عن خطأ بسيط ولكنه غير مغتفر اقدمت عليه بما تسمى صديقتها- لعن الله الصداقة على هذه الشاكلة- فما المعنى في الأساس لتصويرها وهي في وضعية «حفرة الدخان» وشاركت الزوجة صديقتها بالسماح لها اصلاً بتصويرها مثل هذه الصور الفاضحة وغير المبررة مطلقاً، فماذا نستفيد من مثل هذه المقاطع الفاضحة.. فهل هو جهل أم عدم دراية بعواقبها الكارثية التي يمكن أن تنتج عنها أقلها أن تعصف بأسرة كاملة وتفقدها احترامها ونظرة المجتمع بها بكل أفرادها، ويمثل خراب بيوت مستعجل يمكن أن ينهي حياة ومستقبل الزوجة المسكينة المصابة حالياً ومستقبلاً بفضل خطأ صديقتها القاتل الذي دمر حياتها وحياة من حولها، فهناك أمور في الحياة يصعب علينا استيعابها في وقتها ليس لأننا لا نستطيع ذلك، وإنما لأننا لا نتوقعها أن تحدث يوماً في الأساس وتقلب موازين كل حياتنا. فهذه الكارثة التي وقعت فيها هذه الزوجة بسبب صديقتها هي امتداد لكوارث سابقة مشابهة لها تماماً مع اختلاف مقاطع الفيديو «حفرة دخان» و«رقص» و«أزياء منزلية فاضحة» وغيرها وغيرها زرعت الهلع في الأسر وشوهت ودمرت الكثير من البيوت، ولكنها للأسف الشديد لن تكون الأخيرة، ونتوقع أن نشاهد مقاطع مشابهة لها مع اختلاف التفاصيل في ظل جهلنا وعدم درايتنا في كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية بكافة أشكالها وأنواعها من «واتساب» و«فيس بوك» و«فايبر» وغيرها من معينات التكنولوجيا الحديثة التي يستخدمها جزء كبير في خراب البيوت وهدم الأسر ودمارها وتفكيكها بنشرهم لمثل هذه المقاطع القاتلة التي تدريجياً سوف تهدم مجتمعنا المحافظ بهذه الطريقة القذرة والمنحطة، التي تتحلى في جيدها بكل العبارات السيئة والمتدنية، لذلك ليس لدينا اي مفر أمامنا سوى محاربتها والحد منها بقدر الإمكان لذا تجدني أناشد السيد وزير العدل بضرورة تشديد العقوبات في الجرائم الالكترونية أكثر وأكثر ووضع قوانين رادعة لأقصى الحدود توقع أشد العقوبات على مروجي مثل هذه المقاطع الفاضحة حتى يكونوا عبرة لغيرهم. و.. و.. و.. التقول عليهو صديق تلقاهو حية دبيب تديهو الأمان سنوات وفي لحظة يغدر بيك