لا نشك أبداً في النوايا الحسنة التي يبديها الكثير من القائمين على أمر المنظمات الطوعية.. ويكفي صفة الطوعية لإبداء حسن الظن فيها.. ولكن بالتأكيد ليس كل المنظمات تستحق إحسان الظن بها.. وليست كلها تعمل وفق ما نتمنى وتشتهى الجهة التي قامت لخدمتها. نعم كثيرة هي هذه المنظمات.. منها ما يختص بالمكفوفين وأخرى بالمعاقين وغيرهم من شرائح المجتمع.. ومنها ما يشمل كل تخصصات العمل الطوعي.. ولكن السؤال هل يخضع عمل كل هذه المنظمات للرقابة والمراجعة.. خاصة إذا علمنا أنها تستقطب دعمها من بعض الوزارات والمحليات وهبات السادة المسؤولين بصور شخصية أو رسمية ومن المحسنين والأخيار وغيرهم.. ونحن عندما نتساءل ليس لأننا نشك في ذمة أحد أو نقدح في عمله.. ولكن المنطق يقول إنه يجب التعامل وفق النظم واللوائح المنظمة لمثل هذه الأعمال وأن تخضع للمراجعة.. وليس التعامل بالعاطفة على نحو ما درجنا في الكثير من الأعمال.. فالشفافية مطلوبة وعبرها تكتسب تلك المنظمات الكثير.. لأن من يكون عمله في النور يجد الإحترام والتفاعل من المجتمع والدولة وينال المزيد من الثقة التي هي الزاد في كل عمل .أقول ذلك بمناسبة اتصال هاتفي تلقيته من مديرة منظمة طوعية اسمها (الرحاب) تعقيباً على حديث سقته في صحيفة طلابية رأى أهلها الإستعانة بقلمي وخبرتي المتواضعتين.. وحقيقة لم يعجبنى حديث الأخت المديرة وانفعالها وإتهامها لشخصنا بالكثير من الإتهامات.. المقام ليس مقام ذكرها لأنها لا تعنينا ولا تعنيكم في شئ.. ولكن الذي يعنينا أننا خرجنا من هذه المحادثة بشكرنا للسيدة المديرة لأنها فتحت لنا الأبواب وأتاحت الفرصة لنقف على عمل منظمتها وغيرها من منظمات طوعية.. ونتمنى أن تكون وقفتنا في صالح المنظمة.. لأنه بالطبع لا يسرنا أن نجد ما لا يسرنا ولا يسر أحد، وبالأخص من تطوعت المنظمة من أجلهم سواء أكانوا إخواننا المعاقين أو غيرهم.. بل على العكس تماماً.. سنكون في غاية السعادة إن وجدنا عملاً ملموساً وشفافية ومؤسسية في العمل.. حتى نعكس ذلك للناس ليشكروا (الرحاب) ولتقتدي بها المنظمات الأخرى.. نسأل الله ألا نجد غير ذلك.. لأننا لا نستهدف المنظمة ولا نهدف إلى كشف سوءاتها.. فالغاية عندنا أكبر من ذلك.. غايتنا هي أخواننا وأخواتنا مظاليم المجتمع وغايتنا هي. مرة أخرى نشكر منظمة (الرحاب) التي فتحت لنا لفتح الكثير من الملفات.. وبمشيئة الله ستكون بدايتنا عبرها ومن بعدها منظمة (العملاق) الناشطة في العمل لشريحة الأقزام.. ومن بعدها بقية المنظمات.. وقبل أن نقول كلمتنا لابد لنا ومن باب (حسن الظن) أن نشكر أخواننا وأخواتنا في تلك المنظمات على مبادراتهم الإنسانية وللتضحيات التي يقدمونها.. ونسأل الله ألا تكون من أجل دنيا أو مصالح شخصية أو تجارة بالبسطاء وقضاياهم.. أو من أجل مكاسب وسيارات فارهة.. فالكثير من العمل تصاحبه النوايا الطيبة والأحلام وتكون المحصلة سراباً.. عموماً كونوا معنا إن أمد الله في الآجال.