في محطة للأفلام الكوميدية ، تسمرت أمام الشاشة لمشاهدة فيلم أمريكي يجنن عن عروس مثل لهطة القشطة رفضت الارتباط بعريس الغفلة في اللحظات الأخيرة أثناء أقامة مراسيم الزواج في الكنيسة ، فحينما سأل القس العروس فيما اذا كانت ترضى بزوجها توقفت برهة فحبس القوم أنفاسهم وأخيرا تنهدت وأعلنت عن رفضها الارتباط بخطيبها ، وفي تلك اللحظة سادت موجة من الهمهمة في أرجاء الكنيسة وخرج العريس المسكين بسرعة من الموقع خوفا من الأسئلة المحرجة ( وشيلة الحس ) ، إما العروس فقد رتبت حقائبها وانطلقت في رحلة شهر العسل مع والدتها إلى جزر هاواي ، الله يخرب بيت سنين عقلك، وكشفت تفاصيل الفيلم ان العروس فضلت حياة العزوبية بالطول والعرض بدلا من الارتباط برجل ربما يذيقها مر العذاب وقد يخونها ويحطم حياتها ، قصة العروس الهاربة من الزواج تذكرني بحكاية امرأة تايوانية تناقلت وكالات الأنباء خبر زواجها من نفسها ايوه زواجها من نفسها عدييييل كده ، الحكاية وما فيها ان هذه المرأة حينما أحست بالزهج وتأكد لها ان العريس لن يأتي على حصان ابيض ليحملها إلى دنيا الأحلام الوردية قررت الارتباط بنفسها وأقامت حفل زفاف شمل كل التفاصيل مثل المعازيم والمصور والزهور ، وذهبت بعد مراسيم الزواج في رحلة عسل أو بصل لا ادري إلى استراليا ، على فكرة زواج هذه المرأة بنفسها ربما يفتح الباب على مصراعيه أمام هروب العنوسة من مجتمعنا والمجتمعات التي تعاني من هذه الظاهرة فأي امرأة تجد نفسها فاتها القطار تتوكل على الله وترتبط بنفسها كما فعلت التايوانية وإذا تم تطبيق هذا السيناريو تكون مقولة ( ضل راجل ولا ضل حيطة ) أصبحت من المقولات الفشنك لدى العامة ، على فكرة لا أتصور ان مثل هذا السيناريوهات يمكن ان تحدث في المجتمعات الإسلامية ، لكن في ظل هروب العرسان من دخول الأقفاص الحديدية ، نعم الحديدية ، فربما تفكر امرأة سودانية جعيصة من تطبيق سيناريو المرأة التايوانية وبعدها تكون راحت على الرجال فمجتمعنا كما هو معروف يجلس على الحر كرك ويحب التقليد ، وأتصور انه في مثل هذه الحالات ستنتشر ظاهرة زواج النساء من أنفسهن وربما تقع هذه الطريقة للكثيرات في جرح ، لكن اذا حدثت مثل هذه الحكايات ( وربنا يكضب الشينة ) فعلى الرجال السلام ، فربما نصبح في الغد مجرد طراطير من الدرجة الأولى والثانية لا نهش ولا ننش ، وساعتها يمكن أن تتولى النساء تنفيذ القرارات المصيرية في السودان كافة ، مثل ملفات الاستفتاء على مصير الجنوب وملف الصراع على منطقة ايبي الساخنة وبقدرة قادر يصبح الرجال مجرد عانسين اقصد متفرجين من مقاعد الاحتياط . على فكرة ربما يشم السودان بواسطة هذه الطريقة أنفاسه، أقول ... تعالوا نجرب مش خسرانين حاجة اكثر من اللي حنخسره .