أحلام الطيب : منذ قدوم البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التي عرفت اختصاراً ب «اليوناميد»، قدومها لدارفور استناداً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1769 يوليو 2007 بلغ عدد المختطفين في دارفور أكثر من 30 مختطفاً وهم يحملون جنسيات مختلفة جلهم من حلفاء السودان دبلوماسياً وسياسياً «الصين وروسيا»، لعل آخرها اختطاف طيارين روسيين مؤخراً. ولعل عملية اختطاف الروسيين ليست الأولى، فقد تعددت حوادث الاختطافات منذ أكثر من سبع سنوات، ولكن أول ما يقفز إلى الأذهان لماذا تأخر إعلان اختطاف الروسيين رغم أن الحادثة وقعت الأسبوع المنصرم والمتوفر من معلومات أن المختطفين طياران روسيان يعملان بشركة طيران متعاقدة مع البعثة في مدينة زالنجي «عاصمة ولاية وسط دارفور»، عندما كانا يستقلان حافلة في أحد شوارع المدينة، وقد جاء إعلان الاختطاف من قبل السفارة الروسية بالخرطوم، فقد أعلنت عن اختطاف اثنين من الطيارين الروس يعملان بالبعثة المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور - اليوناميد -، من - زالنجي - عاصمة ولاية وسط دارفور غرب السودان. ويعضد هذا الحديث ما ذهب إليه أشرف عيسى المتحدث باسم البعثة، حيث قال إن مسلحين مجهولين اختطفوا يوم 29 يناير المنصرم طيارين روسيين، ويرى مراقب في الشأن الدولي أن التأخير يأتي على خلفية ثقة السلطات المختصة في أن تفلح في إطلاق سراح الرهينتين عقب انخراطها في جهود مكثفة لإطلاق سراحمها، متوقعاً تعاوناً «روسي - سوداني»، بجانب اليوناميد لإطلاق الرهينتين قريباً. ورغم التوتر بين الحكومة واليوناميد الذي طرأ على السطح على خلفية أحداث قرية «تابت»، إلا أن هنالك اتفاقاً مبدئياً على ضرورة التعاون سوياً من أجل إطلاق سراح الرهينتين سواء كان لوجستياً أو معلوماتياً. ويقول وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير كمال إسماعيل في هذا الصدد إن الحكومة ترحب بأي تعاون من قبل اليوناميد إن كان سيقود لإطلاق سراحهما، مديناً بشدة الحادثة، وقال إن هنالك جهوداً لإطلاق سراح الروسيين غير أن الخرطوم لن تخضع لأي مساومة أو ابتزاز سواء كان فدية أو غيرها، مدللاً في هذا السياق بأن هنالك حوادث مماثلة من اخطافات أو غيرها تم إطلاق سراحهم دون أي فدية، بل عبر تكامل جهود السلطات المختلفة، والراجح أن كثيراً من التقارير أشارت لضعف الحركات المتمردة وانحسار نفوذها نتيجة لعملية الصيف الحاسم التي أطلقتها القوات المسلحة والتي مكنتها من السيطرة على كثير من الجيوب في دارفور الواقعة تحت سيطرة الحركات، ودلل السفير قائلاً إن ضعف وجود الحركات المتمردة بالمنطقة لا يمكنها من أن تكون هنالك أسباب سياسية وراء الحادثة، منبهاً إلى أن ظروفها لا تسمح لها باختطاف أو غيره. وفي دارفور كشف جعفر عبدالحكم والي ولاية وسط دارفور في تصريح صحفي عن اختطاف الروسيين، بأن قوة حكومية خرجت لتعقب الجناة وتعمل الآن على تحديد مكان المخطوفين وإطلاق سراحهما. وربما تكون العلاقات الاستثنائية بين السودان وروسيا من جهة والصين من جهة أخرى، ربما تكون السبب المباشر في استهداف الرعايا، ففي الخامس والعشرين من ديسمبر العام المنصرم تم اختطاف أربعة من الرهائن الصينيين بولاية شمال دارفور، وتم إطلاق سراحهم وجرى تسليمهم إلى البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور، غير أن مراقباً في الشأن الأممي استبعد ذلك، مشيراً إلى ضعف الحركات المتمردة، بجانب افتقارها سياسياً وعدم مقدرتها على وضع إستراتيجية أو خطة لاستهداف، قائلاً إن تحركاتها دائماً ما تتسم بالعشوائية، فمن تجده أمامها تستهدفه، بجانب أنها تفتقر للفهم المتقدم.