استطلاع: زكية الترابي.. معاوية عبد الرازق يشهد وسط الخرطوم ازدحاماً مرورياً كثيفاً، نتج عنه تغيير بعض خطوط سير المركبات، مما أدى لتأخر المواطنين عن الوصول لأماكن عملهم ودراستهم، جراء إزالة كبري المسلمية بقلب الخرطوم وصيانة كبري المنشية الذي أدى إلى شلل تام في حركة السير والتنقل داخل العاصمة، طبقاً لإفادات مواطنين استطلعتهم «آخر لحظة» و عبروا عن سخطهم من الإجراءات الأخيرة والتي تسببت في تعطيل مصالحهم وتعرض آخرون لتهديدات بالفصل من العمل بسبب تأخرهم ووصفوا السياسات بغير المدروسة. واستنكر عدد من المواطنين الطريقة التي يدار بها ملف الطرق والجسور بالبلاد، وتساءلوا عن الأسباب الداعية لصيانة الكباري رغم انشائها مؤخراً، وطالبوا الجهات المعنية بالالتزام بالمواصفات عند انشائها حتى لا تتكرر معاناتهم مستقبلاً.. ويرى مراقبون أن الحكومة فشلت في تنفيذ برامجها وخططها التي رفعتها كشعار عقب تسلمها مقاليد الحكم. وصف المواطن إبراهيم الحاج جسر المسلمية بالقديم والأثري حيث تم انشاؤه بواسطة الإنجليز بغرض عبور قطارات السكة حديد، كما أنه شهد سقوط الخرطوم، حيث استغلته قوات الإمام المهدي بعد حصار الخرطوم من الأربع جهات فكانت راية قبيلة المسلمية من الجهة الجنوبية، فسُمي الكبري على اسم القبيلة التي رفعت رايتها في الناحية المذكورة. وعلى ذات النهج سار سلام أحمد وأوضح أن الكبري من الثوابت الثرية التي نفخر بها في بلادنا، وأعرب عن أسفه الشديد بعد إزالة المعلم التاريخي، الجدير بالذكر أن الحكومة بررت إزالته بأنه مهدد للانهيار. فيما وصف الموظف حامد علي إزالة كبري المسلمية بالخطأ الكبير واعتبره جزءاً من تاريخ الشعب السوداني الذي لا يحق لأي فرد أو حزب أو حكومة التصرف فيه دون استفتاء الشعب السوداني، وأردف بهذا التصرف زادت السلطات «الطين بله»، حيث أصبح الازدحام السمة الأبرز في شارع المستشفى، وأشار إلى اختصار الكبري لكثير من المسافات والزمن سابقاً، وأشار إلى معاناته في الوصول إلى منطقة عمله التي تقع بالخرطوم، ودعا الجهات المعنية لإيجاد حلول لطرق وأنفاق حتى يتثنى للمواطنين الوصول بأسرع وقت ممكن. بينما أبدى المواطن محمد أحمد امتعاضه الشديد جراء إزالة الكبري، وأضاف: اعتدنا على تحويل المواقف أما إزالة كبري فهذا شئ غير سهل ويوضح وجود خطأ إما في بنائه أو وضعه في هذا المكان، ونفى المواطن الخيارين بقوله المعلوم أن الكبري تم إنشاؤه بواسطة المستعمر ومن الصعب أن يخطئ المستعمر في أي خطة عمرانية، وتساءل هل هذاإهدار للمال العام؟ خطوة إزالة كبري المسلمية أحدثت اختناقاً مرورياً غير مسبوق، بهذه العبارة بدأ السائق بخط الصحافة عمر خالد، مواصلاً بعد إزالته أصبحنا نستغرق زمناً طويلاً للخروج من وسط الخرطوم والازدحام وتسبب ذلك في تقليل ساعات عملي مما أثر على دخلنا اليومي. ووصف السائق متخذي القرار بالمتخبطين وأن قرارهم غير مدروس، وطالب الجهات ذات الصلة بدراسة قراراتها قبل التنفيذ. المواطنة منى أحمد استنكرت سياسات وزارة التخطيط التي انتهجتها مؤخراً بعدم وضع رؤية واضحة لخطوط سير المواصلات، وتساءلت ما هو الغرض من الإزالة ونحن الآن نعاني أشد المعاناة. وأشار المواطن بمنطقة بري اللاماب على موسى إلى إزالة مقبرة «بري اللاماب» بغرض إقامة كبري على موقعها حيث تم تحويل القبور بواسطة منظمة حسن الخاتمة، وأقيم «كبري المنشية» الذي يربط بين البراري والجريف، وعدّد موسى محاسن إنشاء كبري المنشية حيث قام بلم شمل الأهل والأقارب والأسر التي يفصلها النيل، فضلاً عن رفع قيمة الأراضي بالمناطق المذكورة. وشن هجوماً عنيفاً على الجهات ذات الصلة ووصف حديثها بالاستخفاف بعقول المواطنين حسب التصريح الذي صدر مؤخراً بتسسب «جقور» في تصدعات بالكبري، وطالب الجهات باحترام عقولهم وتقديم تبريرات فنية. وأكد المواطن بمنطقة الجريف عبد الله حامد على زيادة معاناته بعد إغلاق المسار الشرقي لكبري المنشية والاعتماد على الاتجاه المعاكس في سير المركبات بالكبري، موضحاً أن الازدحام تسبب له في عدة إنذارات بسبب التأخر عن زمن العمل، وقال إنه يعمل بإحدى المؤسسات الحكومية بالخرطوم، وزاد يضطر سائق المركبة للسير بطريق آخر فنجده أسوأ من سابقه، ودفع المواطن بجملة من الأسئلة منها، هل ينم عن عدم كفاءة المهندسين القائمين على أمر هذه الجسور.. أم تكمن المشكلة في عدم العمل بالمواصفات العالمية؟!