هناك أسئلة تطاردنا جميعا ، وتضرب في رؤوسنا الخربانة مثل المطارق الساخنة ، منها مثلا اذا انفصل الجنوب هل سوف يتحول الشق الشمالي من السودان إلى جمهورية شمال السودان فيما يحمل الشق الجنوبي اسم جمهورية جنوب السودان أم أن الجنوب سيختار اسما آخر، أم ان المسالة ستشتعل بخصوص الاسم فربما يطالب الشماليون باحتكار اسم السودان ، وربما يطالب الجنوبيون بالاسم وتبدأ الكارثة بسبب الصراع على ( اسمك في لساني يالقلبك نساني ) ، ثم هناك سؤال لئيم آخر هل سيرضى أبناء الشرق والغرب ان يسمى الجزء الشمالي من السوداني جمهورية شمال السودان أم ان الحكاية ستكون فيها إن وأخواتها ، عموما هذه أسئلة من إنسان يبحث عن المشاكل والبلاوي الزرقاء ولكنها أسئلة بديهية ومنطقية مع العد التنازلي للانفصال ، أسئلة تجعل الدموع تنطلق من العيون بدون احم ولا دستور ، دعوني اسأل سؤال منطقي من سيبكي في الغد ويذرف الدموع بعد تفتيت الجسد الواحد ومن سيتحسر على السودان حينما يخرج الجنوب من جغرافيا السودان الموحد ويدخل التاريخ كدولة لها كيانها وسيادتها ، وحتى لا نجد أنفسنا في حيص بيص علينا من الآن فصاعدا رسم خارطة السودان المفصول تعسفيا بواسطة أبناؤه البررة ، صدقوني ان خارطة السودان المقسم ستكون جد صادمة للعين ، في الماضي كان الوطن محاطا بتسعة دول لكن بعد الاستفتاء ستتغير هذه الصورة ودقي يا مزيكا ، وشيء آخر كيف سيكون حال شماليو الحركة الشعبية وهل سيتم حفظ ( الوداد لهم ) من قبل رفاق الكفاح الجنوبيين ، وهل سيمكث الجنوبيون المنضوين تحت لواء المؤتمر الوطني في الشمال أم سيدفعهم الحنين الى الهجرة جنوبا والالتحاق بركب الانفصال؟ ، والسؤال الأهم ماذا سيفعل يا سر عرمان وصحبه الكرام أمثال الدكتور منصور خالد ؟ ، عموما اقترح ان يتم تعين عرمان وزيرا للمياه باعتباره يعرف أهمية النيل وروافده للجنوب والشمال ، كل هذه الأسئلة تعد من الملفات المعقدة والله اعلم كيف سيكون حلها ، على فكرة رغم إنني ضد البكاء وذرف الدموع واللطم على طريقة ( الندابات ) تعالوا نبكي على حالنا (المايل) فالبكاء ربما يخلصنا من الأمراض ونرتاح من هموم الانفصال وتبعاته ، وحتى يكون البكاء على أصوله اقترح تنظيم مسابقة كبرى للبكاء في عموم أنحاء السودان في الجنوب والشمال والشرق والغرب على ان يتم استقدام حكام أجانب من امريكا وبريطانيا والبرازيل لمعرفة اكبر (البكايين ) من الرجال والنساء في الوطن على ان تبدأ المسابقة أولا بالزعامات والقيادات في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ناس الدكتور نافع علي نافع والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل والدكتور غازي صلاح الدين العتباني إلى جانب قيادات الأحزاب أمثال الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي ومحمد ابراهيم نقد ومحمد عثمان الميرغني ، وزعماء الحركات والبركات المسلحة في دارفور، لكن دعوني اسأل والسؤال بلوشي من سيكسب جولة البكاء حينما يتفتت جسد الوطن ، عيني ما تبكي . وابك يا وطني الحبيب . حبك برص و سبعه خرص .