والهلال يشد الرحال إلى عروس الرمال اليوم لمواجهة الابن يتذكر مواقف ومواقف لهذه المدينة المفضالة التي رفدت الأزرق بدرر ونجوم من الوزن الثقيل.. فيها ترعرع ونشأ وشب أفضل ظهير عصري أنجبته الكرة السودانية في الآوانة الأخيرة.. من منا لا يذكر الموهبة منصور بشير تنقا.. من منا لا يذكر أن كل المدربين الذين تعاقبوا على الأزرق كانوا يبنون خططهم وطرق لعبهم عليه.. من منا لا يذكر تلك الموهبة التي لن تتكرر قريباً..! والأزرق يشد الرحال صباح اليوم إلى عروس الرمال يتذكر الراحل المقيم فينا وفي فؤاد أي هلالي.. الزعيم والبابا ورئيس الأمة الهلالية الطيّب عبدالله وهو يغادر بنفسه إلى تلك المدينة الوادعة وتحديداً إلى قلعة المواهب «هلال التبلدي» خاطباً ودهم وطالباً عربوناً للمحبة بين الأب والابن رغم أن العلاقة بين الأب والابن لا تحتاج إلى عربون.. طلب منهم أنس النور.. لم يكتفِ أهل الهلال بأنس وحده فقدموا معه عبدالباقي الطاهر تأكيداً لعشقهم للونين الأزرق والأبيض.. ولأن البابا وزعيم الأمة الهلالية كان يدرك مكانة هلال التبلدي في نفسه ونفس كل هلالي.. ذهب بنفسه إلى تلك المدينة.. وهي من المرات القلائل التي يذهب فيها زعيم الأمة الهلالية بنفسه إلى نادٍ طالباً منه لاعباً.. يتدخل في الوقت المناسب فينال ما يريد! بتلك الذكريات وغيرها يخوض السيد الهلال اليوم مباراته أمام هلال الأبيض لحساب الجولة الخامسة لمسابقة دوري سوداني الممتاز.. وبتلك الذكريات العطرة يرغب الهلال في إسعاد أنصاره بتلك المدينة الطيبة بأهلها! عندما يحل الأزرق بمدينة الأبيض ينتاب نجومه إحساس عميق أنهم يلعبون في المقبرة.. فلا شيء يختلف.. الأنصار هم الأنصار.. والقلوب المحبة هي ذاتها.. ولأن أنصار الهلال في أي زمان ومكان يعشقون كلما ما هو جميل.. عشقوا الهلال وعشقوا نجومه.. وبذات العشق والوله اتجهت بعثة الهلال إلى عروس الرمال بكل ما فيها من جمال وألق.. ألق بإنسانها.. ألق بهلالها.. ألق بنجومها الكبار الذين رفدت بهم الكرة السودانية عبر السيد الهلال! يحمل الهلال معه آمال وتطلعات بقية جماهيره في أنحاء البلاد.. يحملها معه وهو البطل لآخر نسخة لدوري سوداني الممتاز.. وإن تعثر في البدايات لكن لغته المعروفة التي يدركها الجميع أن «الخيل الحرة» عادة ما تفوز في آخر السباق! هكذا عودهم السيد الهلال.. وسيفرحهم اليوم.. نعم سيفرح أهالي هذه المدينة الطيبة بأهلها بعرض يشبه سماحة قاطنيها.. نعم تعثر البطل في البدايات لظروف عديدة.. لكنه عقد العزم أن تكون انطلاقته نحو الاحتفاظ بلقبه من تلك المدينة الساحرة بسهولها ووديانها وأشجارها وكل خيراتها الطيبة التي ترفد بها البلاد! سيعدهم ليس بنصر يحققه على الابن.. لأن الانتصار لغة تتقازم وما يحمله نجوم الهلال لتلك البقعة الطيبة من البلاد سيسعدهم بنصر وبعرض يتمايلون معه طرباً.. كيف لا يسعدهم وهم من عشق الهلال أينما حل وذهب! وقبل أن يتقاذف أبطال الهلالين الكرة ويتهامسون بها همساً كمعشوق يهمس في أذن معشوقته.. عليهم أن يعلموا أن إنسان هذه المدينة محب للجمال.. ومحب للهلال.. وبالتالي عليهم أن يقدموا له عرضاً يتناسب مع ذاك الحب والعشق الجميل! نعم يدير الهلال الابن فنياً كابتن صلاح محمد آدم وكلنا يعلم أن للرجل أفقاً واسعاً في عالم التدريب.. كلنا يعلم أن أشرف علي الأب فنياً في وقت عصيب للغاية واستطاع أن يخرج به إلى بر الأمان.. ليس هذا فحسب فقد حقق الهلال بطولة سوداني في نسختها الثامنة عشرة على يديه.. لذا فهو مدرب داهية يجيد قراءة الملعب ويعرف من أين تؤكل كتف الخصم.. مع العلم أن لا خصم في مباراة اليوم!