يعتبر الكابتن نصر الدين عباس الشهير بجكسا من أفضل اللاعبين الذين مروا بتاريخ كرة القدم السودانية والأفريقية، حيث نال شرف فوزه بأفضل لاعب سوداني في القرن الماضي، والأهم من ذلك اختياره ضمن أساطير كرة القدم الأفريقية.. هذا بالاضافة إلى انه صحفي محترف ومدرب قدير ترأس لجنة التدريب المحلية والمركزية لدورتين، وعمل في الاتحاد المحلي والعام لدورتين أيضاً، وتقلد منصب مدير الفريق القومي.. (آخر لحظة) جلست اليه في حوار الذكريات الجميلة في الملاعب وتطرقنا للجوانب الأخرى في حياته، فكانت هذه الحصيلة الممتعة والمشوقة مع كابتن جكسا:- نصر الدين عباس جكسا.. من أين جاء اسم جكسا؟ - ضحك وقال: لهذا الاسم قصة طويلة لأنه مشتق من اسم جاكسون الانجليزي الذي حكم مروي لفترة (22) عاماً ودفن فيها، فقد تزوج من جدتي فاطمة التي أنجبت والدي. قبل أن يعرف الجمهور السوداني جكسا في الوسط الرياضي كنجم.. أين كانت البدايات؟ - علاقتي مع كرة القدم بدأت منذ الصغر في خمسينيات القرن الماضي عبر فريق المجاهد للناشئين بحي العباسية الأم درماني العريق الذي نشأت وترعرعت فيه، ولعبت في فريق الربيع الذي تم اختياري منه للفريق القومي وكان عمري وقتها (17) عاماً، ومن ثم انتقلت للعب بفريق الهلال لفترة تجاوزت ال (14) عاماً. عملك في القطاع الخاص إلى جانب مزاولتك لكرة القدم.. الم تكن في ذلك الوقت محترفاً؟ - كان حالي مثل بقية زملائي في تلك الفترة حيث كنا نعمل جميعاً، وعملت في وزارة الدفاع وانتقلت بعدها لشركة (موبن اويل) الأمريكية لمدة (31) عاماً تدرجت خلالها ووصلت إلى مركز مرموق فيها، فقد كنا مرتاحين نفسياً ومعنوياً وانعكس ذلك على أدائنا في كرة القدم، ووفقنا في المهنتين. نعلم بأن جكسا لاعب محافظ على لياقته كان ذلك ابان نشاطه الرياضي.. هل مزقت هذه الفاتورة الآن؟ - ذلك يرجع للتربية الاسلامية التي ربتنا لها والدتي أنا واخوتي التي نفتخر بها كثيراً وساهمت كثيراً في تكوين شخصيتي، وساعدني فريق الهلال كثيراً على المحافظة عليها وصقلها لي أكثر. كثير من الناس يصفون عهدك ومن معك (بالعصر الذهبي) لكرة القدم السودانية.. ماذا وراء هذه التسمية؟ - فعلاً عهدنا كان العصر الذهبي، وذلك لأن «اللعيبة» كانوا موهوبين بالفطرة وكل الفرق كانت مرصعة بالنجوم وتتمتع بأداء رفيع المستوى وانعكس ذلك على المنافسة، بالاضافة إلى ان طموح ورغبة اللاعبين كانت كبيرة رغم ان كرة القدم كانت هواية ولم تكن فيها أموال، وأيضاً لتوفر مكتشفي المواهب. يقال بأن صفقة انتقال جكسا للهلال كانت عالية في تلك الفترة؟ - ضحك وقال: سجلت للهلال بمبلغ (400) جنيه اخذ نادي الربيع نصفها، وهيأت بالنصف الثاني مظهري حتى الائم مظهر الهلال. ü وجوه كثيرة من الرياضيين كان لها اسم ونجومية في الأندية الكبيرة بالسودان، والأحياء منهم الآن لا يجدون ما يسد رمق احتياجاتهم.. هل اللوم على وزارة الشباب والرياضة أم على أنديتهم؟ - «اللعيبة القدامى» لم ينظروا نظرة بعيدة للمستقبل واهملوا جانب التأمين الذاتي لمستقبلهم رغم ان كرة القدم لم يكن فيها أموال، وقد كونا لجنة قدامى اللاعبين لمساعدتهم ورعايتهم، ومن هنا أناشد السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير بالاهتمام بهم ورعايتهم رعاية كاملة. كرة القدم السودانية مازال عدم الاستقرار يصاحبها.. ماهي الأسباب؟ - عدم الاستقرار واضح فيها، والمستوى العام بامانة شديدة ضعيف قليلاً لظروف الصراعات الادارية في الأندية، ولكن مع ذلك فهنالك بعض المشاركات الايجابية فوجود السودان في هذه المشاركات في حد ذاته يعني استمرارية الحركة الرياضية.. وكرة القدم الآن أصبحت صناعة لذلك يجب ان يقود مسيرتها قدامى اللاعبين المؤهلين ولدينا مجموعة كبيرة منهم حتى نتطور في كافة المستويات، فقدامى اللاعبين فقراء مادياً ولكنهم أغنياء بأفكارهم. هل يمارس كابتن جكسا كرة القدم حتى الآن، ويشاهد المباريات من داخل الاستادات؟ - نعم امارس الرياضة حتى الآن ولكن في الفترة الماضية تعرضت لآلام في الظهر نتيجة إصابة قديمة في مباراة جمعت بين السودان ومصر، ولم اجري العملية وازدادت الآلام الآن، ولكن مع ذلك اتمرن في اكاديمية جكسا للناشئين والشباب التي انشاتها وتضم (400) ناشيء ساعدتني فيها ادارة نادي الاحرار حتى نقدم خدمة للبلاد برعاية المواهب وصقلها فأنا مدرب محترف.. قديماً كنت احرص على دخول الاستادات بانتظام ولكن الآن اختلف الوضع لاختلاف الظروف وادخل مباريات معينة. ü قديماً.. الم يفكر جكسا في اللعب بشعار المريخ؟ - المريخ لا يقل مكانة عن الهلال، ففي بداياتي تمرنت مع المريخ والموردة التي لعبت فيها لفترة، ولكن فضلت التوقيع للهلال لإرضاء ذاتي وطموحاتي وشجعني على ذلك الكابتن صديق منزول وآخرون. }نواصل}