سهام منصور ساهم الحصار الأمريكي المفروض على السودان في انهيار كافة وسائل النقل الوطني من طائرات، وبواخر، وسكة حديد وغيرها، فمنذ أكثر من (22) عاماً لم تشهد سواحل البحر الأحمر باخرة يرفرف العلم السوداني على متنها، إلى أن اتجهت وزارة النقل حديثاً لشراء باخرة أطلق عليها اسم الباخرة (دهب) ولأهمية الحدث شارك رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ووزير النقل د. بابكر أحمد نهار في رفع العمل السوداني على الباخرة، ضمن فعاليات ختام مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق. وأكد د. أحمد نهار بأن شراء الباخرة (دهب) يعتبر أول خطوة لتعافي الناقل الوطني كافة وكشف عن اتجاهات أخرى لشراء أسطول كامل من البواخر في الفترة القادمة، منها واحدة إضافية للركاب، وإثنين لنقل الحاويات والبضائع، واثنين لنقل الثروة الحيوانية، وقال: إن البداية المتأخرة كانت بسبب الحصار الذي فرض على الاقتصاد السوداني.. وأضاف أن البلاد لن تتطور إلا بتطور ناقلها الوطني، موضحاً أن امتلاك الباخرة يعد واحداً من المؤشرات الإيجابية السياسية والاقتصادية في السودان.. مؤكداً أنه زاخر بكثير من الإمكانات لكنها تحتاج إلى عمليات توظيف وتدريب للاستفادة منها بشكل أفضل.. وقال إن معظم الدول تتطور من خلال ناقلها الوطني، وأضاف حتى الدول التي لا تمتلك منافذ بحرية اتجهت لامتلاك بواخر باسمها مثل أثيوبيا تمتلك (20) باخرة، معلناً في ذات السياق عن اتفاقية للعمل في ساحل البحر الأحمر. وأكد نهار عدم امكانية الدولة لشراء باخرة جديدة من المنشأ في الوقت الحالي.. موضحاً أن شراء دهب جاء بتعاون من دولة مصر وتمليكها لنا عبر الأقساط ل (18) شهراً، والتزمنا من جانبنا باتمام الأقساط خلال (16) شهراً فقط بمبلغ (7 مليون و 600 دولار) وهي ممتازة في تصميمها وتضم خمسة طوابق بالإضافة إلى مكان خاص بالعفش، زائداً مهبط للطائرة، ومكان خاص للعربات، وسعة ركاب تحمل (813)، بالاضافة إلى أنها تدار بواسطة كوادر سودانية.. مشيداً بهذه الخبرات.. وقال إنهم يعملون في أفضل أساطيل العالم البحرية مثل المانيا والخليج وغيرها. ومن جانبه أكد الخبير الاستراتيجي د. سراج الدين محمود أن الناقل البحري الوطني، يؤكد قدرة الدولة الاقتصادية بالاضافة إلى أنه سفارة سودانية في كل موانئ العالم التي ترسو فيها الباخرة الجديدة دهب. وقال د. سراج إن النقل البحري يعتبر واحداً من الوسائل الأكثر أمناً وسلامة على الركاب، بالإضافة إلى أنه يتميز بالسعة الكبيرة وقلة التكلفة المادية. موضحاً في ذات الوقت أنه واحد من الظواهر والمؤشرات الجيدة لتحسين الاقتصاد، وانفراج الأزمات الخارجية التي كانت تتحكم في اقتصادنا السوداني بعمليات المقاطعة التي أعلنتها الولاياتالمتحدة قديماً. وأشار سراج الدين إلى ضرورة عمل استراتيجية جديدة لإدارة عمل الخطوط البحرية، ومعالجة السلبيات التي تعرض لها الاسطول السابق.. مشدداً في ذات الوقت على أهمية التزام الجهات بعمليات الصيانة ومواكبة التطور، لتحقيق المساهمة الفعلية في اقتصاد الدولة، وعمل تشريعات وهياكل جديدة لهذا القطاع بكفاءة أعلى، وتخصيص جزء من الأرباح لعمليات الصيانة لضمان الاستمرارية. وفي ذات الوقت أكد مدير الشؤون الإدارية للحج والعمرة أحمد سر الختم أهمية وجود الناقل الوطني في نقل الحجاج السودانيين.. مشيراً إلى أن امتلاك باخرة جديدة يساهم في رفع سقف المنافسة مع الشركات الأخرى، بالإضافة إلى أنه يقلل من تكلفة تذاكر الحج بالبحر.. موضحاً أن هذا واحد من أهم أولويات وسياسات إدارة الحج والعمرة أن يجد الحاج أقل سعر لأداء الفريضة.. مضيفاً أن الباخرة السودانية والطاقم العامل بها السوداني يكون أقرب لنفسية الحجاج، خاصة أن حجاج البحر يمثلون (50%) من النسبة الكلية، وأكد سر الختم أن سوق ركاب البحر يصل إلى (200) ألف في العام من حجاج ومعتمرين وتجار وغيرهم.. مطالباً في ذات الوقت بإضافة أعداد أخرى من البواخر تتناسب مع هذه العددية.. وأشار إلى أن الخطوط البحرية إرث كبير في التعامل مع المستفيدين.