تعقد وزارة الرعاية والضمان الإجتماعي وديوان الزكاة المؤتمر الدولي الثالث لتقييم وتقويم مسيرة الزكاة بالبلاد اليوم، وهو مؤتمر مهم يعقد بعد سنوات طويلة من المؤتمر السابق له، وقد قطع الأمين العام لديوان الزكاة محمد عبد الرازق من خلال هذا الحوار الذي أجرته معه آخر لحظة إن الهدف الأول من المؤتمر هو الوقوف على السلبيات بل الإيجابيات من خلال تجارب الآخرين.. سيما أن المؤتمر يحظى بمشاركة دولية كبيرة.. المؤتمر وقضايا أخرى ناقشتها الصحيفة مع عبد الرازق في هذا الحوار. ٭ ما هي الفلسفة من تنظيمكم لمؤتمر دولي للزكاة؟ بدءاً هو المؤتمر الثالث، ولأن السودان يُعد الدولة الأولى في العالم، من حيث وجود قانون ينظم العمل الزكوي، وخبرة في ذلك الشأن كان لابد من وقفة ومراجعة، ولعل المؤتمر سانحة طيبة تمكننا من التقويم والمراجعة، ونحيي الأخت وزيرة الرعاية مشاعر الدولب على مقترحها بتنظيم هذا المؤتمر.. خاصة وأن المؤتمر السابق كان قبل أكثر من (11) عاماً.. ونهدف من خلال المؤتمر للوقوف على السلبيات قبل الإيجابيات بغرض تقويم المسيرة كما سماها الشيخ يوسف القرضاوي، وهي بحق مسيرة ولذلك نريد من خلال المؤتمر أن يناقش التطبيق العملي للزكاة وأوعيتها الجديدة خاصة وأن الديوان فتح قنوات صرف جديدة على خدمات الصحة والتعليم في جزئيات خاصة متى ما وجدالفقر.. بالإضافة الى الاستثمار في مال الزكاة. والسودان يعتبر إنموذجاً وماعوناً ينهل منه الآخرون ٭ تتحدثون عن ريادة الزكاة السودانية ما هي الفائدة المرجوة من مشاركات الخارج؟ - بعض الدول وخاصة في الخليج تتميز في جانب التقانة، وهناك مؤدي الزكاة الذي يقوم بدفع ما عليه عبر الإيميل وحسابه البنكي، وفي جانب التوزيع على المستحقين يقومون بتوزيع كروت تمكن المستحق من شراء حاجياته، وهذه كلها وسائل تخفف الصرف، وتجوِّد العمل، فالربط الشبكي يضبط المال العام ويسد ثغرة الإختلاس.. ٭ البعض يعتبر المؤتمر لبحث فرص زيادة الإيرادات؟ - بالعكس نحن نهدف من المؤتمر إنفاذ أمرالله في عباده في إخراج الزكاة ونريد تحقيق هذاالمبدأ.. فالديوان لايهدف فقط لجمع الزكاة لتوزيعها على الفقراء وإنما العبادة لله، لأن دفع الزكاة يسهم في إنزال قطرات الماء من السماء.. كما نريد للإقتصاد أن يأخذ عافيته ويتحرك من خلال تدوير المال وتحقيق قيم التكافل والتراحم، كما نريد إزالة الحقد من النفوس سيما وأن كثيراً من أسباب الحرب مردها الفقر. ونأمل أن يعيننا الجميع في أمرالزكاة والتي هي واحدة من عوامل الإنتاج ٭ ماحجم المشاركة في المؤتمر؟ - بحمد الله مطمئنون لمستوى المشاركة، وأكثر من (22) دولة ستشارك بجانب تقديمنا الدعوة لنحو (300)، وركزنا على الولايات حتى تعم الفائدة. ٭ إحدى الصحف ذكرت مرة وجود تجاوزات بالديوان؟ بالديوان إدارة عامة للرقابة ونشدد على تفعيلها، ونحمد الله أن تقرير المراجع العام للعام المنصرم 2014 خلا من اي تجاوزات مالية بالديوان ونتحدى أية مؤسسة أو وزارة أن تكون منضبطة مثل ديوان الزكاة. فيما ذكرت تحدث بعض الإشكالات الإدارية، لكن تتم فيها معالجة ومساءلة. ٭ لكن عمال الزكاة لا يزالون في حاجة للتدريب. - الجميع في حاجة للتدريب بغرض التطوير والتأهيل، والمسألة ليست مقتصرة على الديوان وإن كان العاملون به يقومون بدورهم ولا زلنا نطمح في بذل المزيد من الجهد. ٭ هل تعتقد أن البعض لا يتفهم دوركم؟ - أعتقد أن كثيرين لايتفهمون دورنا، فالبعض يعتقد أن الزكاة ملك للحكومة، في حين أنها أمر دين.. وأقول لك إن أية ورقة تأتيني من مسؤول في غير موضعها أقوم بتمزيقها، وحدث ذلك مرات عديدة فأوجه صرف أموال الزكاة معلومة. وهمنا ألا ولأن ينفعل الجميع بأمرالزكاة والحمد لله نتمتع باستقلالية. ٭ لا تزال هناك إتهامات للولاة بتدخلهم في شؤون الزكاة.. هل هذا صحيح؟ - نعم كان هناك تدخل من جانبهم في مجال الصرف، وهذه المسألة تمت معالجتها، آخرها كان في ولاية القضارف، والمسألة كانت في بند مصرف العاملين وتعيين الأمين بالولاية، ولكن أؤكد طي ذلك الملف وأجزم بعدم تدخل أي والي في شوؤن الديوان الآن. ٭ هناك تخوفات من استغلال الحزب الحاكم لبرامجكم وتجييرها لمصلحته في حملته الانتخابية؟ - لا علاقة لنا بالمؤتمر الوطني، وخطة عمل ومشروعات الديوان مبرمجة لعام كامل وهي خطة بقطعيات ومواقيت محددة.. وبحمدالله الديوان ماض في مشروعات كبيرة، والآن لدينا مشروع نفرة الخلاوي الذي يشمل توفيرالقوت، حيث نسعى لجعل الخلوة توفر قوتها بنفسها ونخطط أن تتجه الخلاوي للزراعة، ولدينا تجارب بذات الخصوص في ودالفادني وخلاوي في النيل الأزرق، وعبركم نطالب الولاة بتوفير أراض زراعية للخلاوي. ونحن على استعداد لتوفير وسيلة إنتاج لأي خريج خلوة، حتى لا يتسول بما حفظه من قرآن ليكون صاحب حرفة. ٭ هل مؤسسات الدولة متجاوبة معكم؟ - علاقتنا معها في بعض الأحايين تشوبها بعض الشوائب.. وهنا نشكر لرئيس القضاء إصدار قرار بإلزام الجميع بإبراز شهادة تأدية الزكاة عند تسجيل الأراضي، حيث يتم وفق حالة البائع مع المشتري، وهي ماتسمى بزكاة (المال المستفاد).. وجزا الله الأخت وزيرة الرعاية خيراً، حيث اجتمعنا سوياً برئيس القضاء واستجاب بشكل سريع لمطالبنا. ٭ وهل لديكم أية تقاطعات مع بعض الوزارات؟ - لدينا ملف معلق مع وزارة الداخلية رغم اجتماعنا مع الوزير السابق حيث لم يتم البت في مطلبنا والخاص بتحصيل زكاة المستغلات في المركبات التجارية (الشاحنات والبصات السفرية) والتي تجب عليها الزكاة، وقد طلبنا من الوزير عبر إدارة المرور بتحصيل الزكاة عند الترخيص. وسبق أن قام الديوان في محلية سودري بحجز بص لم يدفع صاحبه الزكاة. ٭ بهذه الحالة نتوقع أن تقطعوا الطريق على العربات وتستفسروا أصحابها عن الزكاة؟ - لن نرهق المواطن أو نعطل حركة المرور في الشوارع وسنقوم بتنسيق الأمر مع الجهات ذات الصلة. ٭ سبق أن دار لغط حول كيفية تحصيل الزكاة من الودائع بالبنوك؟ - هذه حقيقية وبنك السودان من باب مبدأ السرية يرفض الكشف عن الودائع الإستثمارية لدي البنوك والتي عليها زكاة.. والآن ننوي مخاطبة البنك المركزي بذات الخصوص، حتى تتجاوب معنا بقية البنوك. وهناك أمر آخر يتعرض بالجمارك فإننا نناشد الأخ رئيس الجمهورية بالتدخل لإعفاء الديوان من دفع القيمة المضافة، والتي تؤثر بالسلب على برامج ومشروعات الديوان. ٭ ألا تخشون أن تكونوا سبباً في خلق بيئة طاردة بأن يقوم أصحاب تلك الودائع بتسييلها أو تحويلها للخارج؟ - لا نريد لاية جهة أن تتضرر وسنفعل ذلك في إطار السرية التامة حيث لا يقع ما أشرت إليه. ٭ لو كان الديوان ليس على حق فكيف للمواطن أن ينال حقه منكم؟ - هذا سؤال جيد.. ونحن نتمنى أن لا ندخل المكلف في عنت، ولدينا لجنة للتظلمات وإن رأى المكلف أنه لم ننصفه لدينا لجنة عليا محايدة، وحتى إن لم يُقبل قرارها يمكن رفع الأمر ل (الفتوى). ٭ ما الذي يشغل بال الأمين العام لديوان الزكاة؟ - أنا مهموم بجانب الدعوة والتي تحتاج أن نوليها اهتماماً، والديوان يقدم الدعم لمؤسسات الدعوة.. بجانب أننا نتعشم في أن يساعدنا الإعلام في الوصول لأموال كثيرة لا تُدفع منها الزكاة.