وبالأمس صدرنا بالكلمات البهية وبالحروف الأزاهر.. الوطن وشعب الوطن يصون الأدباء والشعراء الذائبيين وجْداً في الوطن.. المشتعلين صبابة في شعب الوطن.. قلبنا الصفحات كيف كان الوطن.. وكيف كان شعب الوطن.. وكتبنا عن روعة الخلاف ورصانة اللغة.. والحوار العميق والبديع.. بين مكونات متباينة.. وها نحن اليوم نشهد ونسمع ونراقب وحشية الخلاف.. وبشاعة الأوصاف.. وقبح النعوت.. والهجوم الضارب بأشد الكلمات فتكاً بين مكونات هذا الوطن العظيم. نسمع ونتحسر على أيام زاهيات رحلت وتسربت من بين أصابعنا في أسى وأسف.. ونسأل ماذا حدث للناس.. لماذا يتغير الساسة أي رياح شيطانية قد عصفت بعقول بعض الأحبة في المؤتمر الوطني ومن قلب تنظيم وأعمدة الانقاذ. لقد أشبعنا بعض هؤلاء(القادة) شتماً وسباً وتجريحاً.. سمعنا بالأسف كله.. كلمات أبداً ما كانت عملة مبرئة للذمة في سوح وسوق السياسة.. سمعنا بالأسف كله. لحس الكوع .. و.. (الأموات) و (البطان).. وحتى (أولاد الحرام).. سمعنا نعوتاً وكلمات كالنصال بل شاهدنا بعيوننا سهاماً تنتاش في قسوة أجساد المعارضين.. حتى تتدفق الدماء.. وبربكم هل هناك قسوة أو غلظة أو وحشية أكثر من وصف مواطن سوداني.. بالعمالة والخيانة.. أو العبث بالوطن أو إزدراء الشعب. لقد أدمنا هذه الهجمات المتوحشة .. والتي أعتدنا عليها واعتدنا على قادة برعوا وتفننوا فيها... حتى بتنا لا نكترث كثيراً عند سماعها أما الذي أدهشنا... وأفزعنا.. وأغضبنا.. هو آخر كلمات قالها الدكتور مصطفى إسماعيل ودهشتنا لأننا كنا وأتمنى أن يظل إعتقادنا أن الرجل ما عُرِف عنه الغلظة والقسوة في القول.. فقد كنا وأتمنى أن نظل بأن الرجل من الذين يضبطون كلماتهم حتى تخرج وقورة رصينة وناعمة.. وقد كنا نعتقد وأتمنى أن نظل إن الرجل من الذين يحترمون الخصام، ويقدرون ويوقرون المعارضين في رزانة واحترام.. ولكن الرجل وبالأمس قال:-«الذين يقاطعون الانتخابات لا يستحقون شرف الانتماء للوطن».. أنتهى.. ولا نملك غير أن نقول.. يا خسارة.. ولكن- وبكل شجاعة.. وبكل جسارة وبكل انحياز لهذا الوطن.. ولشعبه العظيم.. أقول.. إنني من المقاطعين للانتخابات.. وليست هناك قوة في الأرض تجردني من الإنتماء لهذا الوطن. ونهديك يا دكتور.. صورة باهرة.. ولوحة فارهة.. وقطعة أدبية باهية.. صورة من إحدى جلسات الجمعية التأسيسية التي دهستها خيول الانقاذ.. حيث كانت المساجلات والمجادلات داخل أروقة الجمعية السياسية بين الفرقاء وبين الحكومة والمعارضة كانت حصصاً في البديع والرفيع مما كان يقوله الصادق المهدي عن خصومه وهو (يستلف) الكلمات المبهرة من صحائف وصفحات النوابغ الشعراء فاستمع إليه جيداً يا دكتور وهو يتحدث عن الذي بينه وبين بني عمه.. إن الذي بيني وبين بني أبي، وبيني و بني عمي لمختلف جداً أراهم إلى نصري بطاءاً وإن هم دعوني إلى نصرهم أتيتهم شدّاً إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم قدحت لهم في كل مكرمة زندا فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجداً وإن زجروا طيراً بنحس تمر بي زجرت لهم طيراً تمر بهم سعداً