وادي التمر: لؤي عبد الرحمن : لم أتردد في قبول الدعوة المقدمة إليّ لحضور مؤتمر شورى قبيلة المحاميد في وادي التمر بمنطقة الرابطة الواقعة في محلية جبل مون بولاية غرب دارفور، وذلك للوقوف عن قرب على الأوضاع بدارفور خاصة المنطقة الغربية، وللتعرف على الإدارات الأهلية والمواطنين بتلك المناطق، فحزمت أمتعتي أنا وزميلاي جعفر باعو بصحيفة الانتباهة وخالد الفكي بالسياسي صوب مدينة الجنينة، عندما وصلنا إلى دار اللجنة المنظمة بحي الصفا بالجنينة كان في استقبالنا الأمير خليل جمعة رئيس اللجنة التمهيدية لمؤتمر شورى المحاميد ووجدنا برفقته عدداً من الأعيان في مقدمتهم رئيس شورى الرزيقات وزير الدولة بالحكم اللامركزي علي مجوك وأمين عام شورى الرزيقات محمد إبراهيم عزت بجانب مقرر مؤتمر شورى المحاميد محمد زين.. القيادات التي استقبلتنا أكدت أن المؤتمر لن يقف عند الموافقة على المشاركة في الانتخابات.. بل سيتعداها لإعلان دعمه لترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة. تحركنا إلى منطقة الرابطة بوادي التمر مكان انعقاد المؤتمر، حيث التقى بنا وزير شؤون مجلس السلطة الإقليمية لدارفور القيادي بالمؤتمر الوطني محمد يوسف التليب والذي حضر من الخرطوم للمشاركة في الفعالية ولتلقي العزاء في وفاة ابن شقيقته، وقال لنا إنه يثق في الشيخ هلال وحكمته وإن مؤتمر شورى المحاميد سيمضي في طريقه كفعالية اجتماعية. ٭ الطريق إلى وادي التمر لم أسمع من قبل بوادي التمر وعرفت أنه بعيد ولا توجد مدينة بعد منطقة عقد المؤتمر سوى سرف عمرة، لتقطع بنا السيارة الطريق من وادٍ إلى وادي، وخور إلى خور مروراً بالصخور والتلال، وكل ذلك دون حراسة نسبة للأمن الذي تتمتع به المنطقة، في الطريق ومنتصف الخيران كانت هنالك آبار يجلب منها الأهالي المياه ويأتون من اتجاهات مختلفة، الأمر الذي يعني أن أي بئر هو مصدر شرب عدة فرقان، أما نوعية المياه فيصعب شربها للشخص الذي يأتي من المدن لتغير لونها واتساخها لتكشف الرحلة عن واقع سييء في الخدمات بتلك المناطق التي يتبع بعضها لمحلية جبل مون، واقع ربما تنعدم فيه الخدمات الصحية والتعليمية فضلاً عن الطرق والكهرباء. وصلنا إلى منطقة الرابطة وعلى مشارفها كانت الخيول والجمال بجانب السيارات المحملة بالرجال المسلحين تندفع من كل الاتجاهات، أما ساحة الاحتفال وهو عبارة عن مدرسة فقد أحيطت بمئات السيارات ومثلها من الخيول والجمال، فيما توسطتها نساء المحاميد على مقربة من الخيمة الكبيرة التي نصبت للضيوف والجمهور الكبير وللمشاركين من أهل القبيلة والقبائل الأخرى، ساحة الاحتفال وأنت داخل إليها لا تكاد ترى سيارة خالية من السلاح في الصفوف الطويلة للسيارات على جوانب الساحة، فيما شكلت الجمال التي تحمل الهوادج حضوراً بارزاً بجانب الفرسان الذين يمتطون ظهور الخيل، واحتل الذين على متون الإبل مكاناً قريباً من المنصة التي توسطت خيمة الضيوف الكبيرة لتظهر بوضوح اللافتات التي كتبت فيها عبارات مساندة لترشيح الرئيس البشير للرئاسة، على مقربة من الساحة كانت هنالك مساحة لاستقبال الجمال التي تبرع بها أصحابها لإكرام الضيوف والتي أتت بالعشرات بعضها محمولاً على السيارات والبعض الأخر اقتيد أمام القادمين إلى مكان انعقاد المؤتمر، أما المساحات على جنبات ساحة الاحتفال فقد امتلأت عن آخرها بسيارات أخرى غير مسلحة وخيول، بالإضافة إلى دراجات بخارية. بدأ المؤتمر فكان الغناء الحماسي والذي يشجع على الخصال السمحة سيد الموقف، وبدأت بعد ذلك العروض التي قدمها الفرسان ونساء المحاميد اللائي تقدمن الجمال الحاملة للهوادج ومعهن شاركت مجموعات نسائية من قبائل أخرى في لوحة رائعة توضح التعايش بين قبائل المنطقة، وقد تلاحظ عدم وجود إطلاق ذخيرة في الهواء ما عدا طلقة واحدة أعقبت حضور الشيخ موسى هلال زعيم المحاميد الذي أتى بعد انطلاقة الفعالية التي أكدت دعم القبيلة ومؤتمرها لترشيح الرئيس البشير وقيام الانتخابات وكأنها تعبيء الحضور وتعزز تمسكهم بالعملية الانتخابية. وصل وفد الشيخ موسى هلال رئيس مجلس الصحوة الثوري في رتل كبير من السيارات كاملة التسليح، وما أن أعلنت المنصة الخبر ودخلت سيارته إلى الساحة حتى ارتفعت أصوات الحضور بالتكبير وتدافعوا نحوه كالشلال ليتوقف البرنامج برهة في انتظار الهدوء. ٭ تبني قضايا الرحل السلطان سعد بحرالدين سلطان دار مساليت رئيس اللجنة القومية لترشيح الرئيس البشير بغرب دارفور ومجلس تشريعي السلطة الإقليمية لدارفور لدى مخاطبته الحشد قال إن المؤتمر يهدف للترابط وتوفير الخدمات للأهل، حاثاً على ضرورة المحافظة على السلام الاجتماعي، وتعهد بتبني الخدمات للرحل على كل المستويات بما فيها المركز، مخاطباً الحضور بقوله سيروا في الدرب وتعايشوا مع الآخرين كما عهدناكم، وزاد نحن مقبلون على مرحلة تتطلب وعياً ومعرفة، واختتم أنا وكيل الرئيس البشير في الانتخابات وثق بي وسلمني التوكيل وأثق في أنكم ستصوتون للبشير، وهذا الرئيس يجب أن ندعمه واعتبر هذا البرنامج تدشيناً لحملته الانتخابية في هذه المنطقة. من جهته قال محمد إبراهيم عزت -الأمين العام لشورى الرزيقات إن الذي يقول إن المؤتمر خصم على قبيلة أو حكومة فهو واهم، مبيناً أن الفعالية سيكون مردودها إيجابياً على السلام والتعايش السلمي، وأشار إلى أن اللقاء من أجل منع التفلتتات والجريمة وليس من أجل عنف وأنه تنظيم أسري من أجل ترتيب البيت، كما هو للتعليم والصحة والآبار التي تمد المواطن بمياه صالحة. في غضون ذلك قال علي مجوك رئيس شورى الرزيقات وزير الدولة بالحكم اللامركزي إن الغرض من المؤتمر إحلال السلام في دارفور والعيش مع القبائل بسلام، مطالباً بتوفير الخدمات لمناطق الرحل من مستشفيات ومدارس واعتبر المؤتمر بمثابة تدشين لحملة الرئيس البشير الانتخابية في المنطقة، وقال تحية من هنا للرئيس البشير وأنا ليس «مؤتمر وطني» ولكنني أدعم ترشيح الرئيس، حاثاً المحاميد المؤتمرين على مواصلة سلوكهم في إكرام الضيف وإغاثة الملهوف وحسن العشرة مع الجيران. وفي السياق ذاته قال محمد موسى جنقال مستشار الوالي إنهم يعلنون في المؤتمر وقفتهم مع الرئيس البشير، مبيناً أنهم أتوا لتعزيز التعايش السلمي والسلام الاجتماعي في المنطقة والإقليم، وأوضح أن مؤتمر شورى المحاميد ليس غريباً أو بدعة لجهة أن أي قبيلة لها مجلس شورى، وزاد سنعلم أبناءنا ونفتح الخلاوى والمدارس، كما أننا سنهتم بقضايا المرأة. إلى ذلك قال رئيس اللجنة التمهيدية الأمير خليل جمعة إن المؤتمر يهدف لجمع الصف وتحقيق غاياتهم المشروعة، داعياً لتوظيف المخرجات لصالح المواطنين عامة. موسى هلال يخيب ظنون قيادات الوطني بالولاية نتيجة للحملة المضادة والتي صورت المؤتمر كأنه فعالية لمقاطعة الانتخابات ومناصرة هلال في موقفه المسبق الذي أعلنه في مليط، كان العديد من القادة الذين حضروا ينتظرون ما سيقوله الشيخ موسى ولكنه ما أن اعتلى المنصة حتى أعلن دعمه لترشيح البشير للرئاسة وقال إنه لا يريد أن يكون سبباً في اضطراب البلاد وزعزعة الاستقرار. وقال لدى مخاطبته الحشد الجماهيري إذا كان السلطان سعد بحرالدين الذي تحدث قبلي قال إنه وكيل الرئيس البشير في الانتخابات، فإنني أخ وصديق قريب جداً لرئيس الجمهورية، وتابع ما عندنا أي اعتراضات على الانتخابات، وأردف نحن جزء من المؤتمر الوطني وأعضاء أساسيون فيه وما زلت مستشاراً بديوان الحكم الاتحادي ولم أفصل منه أو البرلمان، مسترسلاً أن الانتخابات قائمة، وتابع نحن ما شايفين في العملية الانتخابية من هو أصلح من البشير لرئاسة الجمهورية، وأضاف الشيخ موسى ما دام الرئيس برنامجه الوصول بالخدمات إلى الريف والفرقان نكون نحن حققنا ما نصبو إليه، مطالباً المحاميد التوحد والتعايش السلمي مع الجميع.