لا زالت صورة العسكري التركي في موانئ الشرق العربي ، ماثلة في كتب التاريخ وهو يشخط وينطر ويملس شاربه الضخم ويهري أبدان العمال بالكرباج ويرفع عقيرته بالصياح ثم يقهقه في نشوة عارمة ، عفوا سيناريو العسكري التركي ليس موضوعنا اليوم وانما الحكاية تتعلق بكلمة طز ولا غيرها ، المهم يقال ان مفردة طز التركية وتعني الملح ايوه الملح ولا غيره دخلت إلى العربية ضمن مجموعة من المفردات التي أصبحت مثل الكل يوم معانا في الوطن العربي من البحر إلى البحر ،وأصبحت تستخدم للأشياء والأمور غير المهمة وتشير مدونات التاريخ إلى ان العمال العرب في موانئ عدن ومصر والحجاز والشام وفلسطين حينما كانوا يريدون استخراج بضاعة من الميناء بدون ان يتم تفتيشها من قبل عساكر الترك الملاعين كانوا يعبرون أمام العسكري ويقولون له ( طز ) يا باشا نعم طز عدييييل كده فيشير إليهم سعادته بكل أريحية وسرور بالخروج ، الحكاية ما فيها ان الملح في السابق لم تكن فيه جمارك لذا فان العمال كانوا يتحايلون على عساكر الترك بكلمة طز ويخرجون ما يرون من بضائع ، كل هذا يعني ان الملح وما ادرك ما الملح يعد ارخص سلعته في التاريخ ولم يحدث ان ارتفعت أسعاره ، لكن يبدو ان الأمريكان في قادم السنوات ربما يرفعون أسعار الملح اللعين ويدخل إلى بند السلع مرتفعة السعر حيث تشير الدراسات إلى ان 90 في المائة من الشعب الأمريكي يستهلكون الملح بكميات اكثر من اللازم ، كما كشفت الدراسات ان 9 أشخاص من بين 10أمريكيين يستخدمون الملح بإفراط ، ولان امريكا تعتبر عرابة العالم وسيدته رضينا لم أبينا اقتراح ان تدعو الشعوب المغلوبة على أمرها ان يزيد الشعب الأمريكي من جرعات الملح في طعامه حتى يصابون بالضغط وينشغلون بأنفسهم وأمراضهم المتلتلة ويتركون عباد الله في حالهم ، كما اقترح ان تقيم الشعوب المغلوبة على أمرها من أفعال حكامها الصلوات لكي يزيد هؤلاء الحكام جرعات الملح في طعامهم حتى يصابون بضغط الدم المرتفع ويروحون في ستين داهية ويرحون البلاد والعباد من شرورهم ، على فكرة نحن في السودان أحوج ما نكون إلى الملح في هذه الايام المفصلية من عمر الوطن الجريح ، ربما يرفع رجل غاضب عقيرته ويسبني في الجهر والعلن ، وربما تدعو امرأة شريرة على شاكلة مذيعات الفضائيات السودانية بقطع لساني الطويل من لغاليغو، لكن ولا يهمكم تعالوا اقطعوا لساني ، المهم أقول قولي هذا لان الجنوب اذا انفصل سيكون طعم السودان ماسخ جدا جدا كما سيكون الوطن بحاجة إلى كميات وافرة من الملح من اجل ( تطعيم) طبخة الانفصال الماسخة ، شيء آخر وهو الأهم أتصور ان الملح ولا غيره سيكون من أهم السلع في التجارة البينية بين الشمال والجنوب نظرا لان الجنوب سيكون دولة ( صندوقة ) لا تطل على سواحل بحرية ، ولهذا فهو يحتاج إلى كميات هائلة من الطز المنتج في الشمال .أقول بصراحه ظز على كل ظز ويا انفصالي ظز .