استقبلتنا أرض الكنانة «مصر» التي زرناها ضمن الوفد الإعلامي الذي شارك في الدورة التفاعلية التي نظمها مركز «عنقرة» للخدمات الصحفية بالقاهر موخراً بحفاوة كبيرة وترحاب منقطع النظير من كافة الأوساط، خاصة المسؤولين بالدولة، مما يشير لوجود تغيير كبير في سياسات مصر الخارجية تجاه الدول الأفريقة بغرض استعادة دورها في القارة بعد أن أدارت ظهرها لدول الإقليم سنين عددا فى ظل الأنظمة السابقة. وحظي الوفد الذي يضم (25) صحفياً بإجراء لقاءات نوعية مع مسؤولين في الحكومة المصرية، أبرزهم وزير الخارجية سامح شكري ووزير الري والموارد المائية حسام الدين مغازي، بجانب لقاء رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية بالإضافة لزيارة عدد من المؤسسات والمدن المصرية. هواجس الجالية: كان من المهم جداً ونحن نزور مصر أن نتعرف على الكيفية التي تعمل بها السفارة السودانية بالقاهرة، وفي لقاء مفتوح داخل مباني السفارة كشف القنصل العام بالسفارة، خالد الشيخ الذي تعامل بود وأريحي، كشف عن حزمة من المشكلات التي تواجههم على رأسها قضية الإتجار بالبشر وتهريب السودانيين إلى أروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، وقال إن هذه العمليات تقف خلفها مجموعات منظمة في كل من الخرطوموالقاهرة وطرابلس. وأفصح الشيخ عن رصدهم لمكتب بالخرطوم يمارس الاحتيال والغش على الفتيات من خلال عرضه لوظائف وهمية بالخارج، وأضاف أن السفارة سلّمت الأجهزة الأمنية كافة المعلومات الخاصة بهذا المكتب لاتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهته. ولم يتجاهل اللقاء الذي ضم إلى جانب السفير عبد المحمود عبد الحليم وأسرة السفارة، على رأسهم مستشار الصحة والثقافة والذي اتسم بالصراحة والوضوح في حديثه حيث استعرض قضية بيع الأعضاء والتي يدور حولها جدل كبير، بجانب مسألة توافد أعداد كبيرة من السودانيين إلى مصر طلباً للعلاج، الأمر الذي يورق مضجع مسؤولي السفارة، وحالات الغش التي تتم لبعضهم. وتطرق اللقاء لقضايا الجالية السودانية بمصر والتي تضاربت الأرقام حول حجمها، حيث أفاد مسؤولو السفارة أن حجم الجالية يقدر بنحو مليون شخص، بينما أكد الجانب المصري أن أعداد السودانيين يقدر بحوالي (5) مليون شخص. واتضح من خلال اللقاء أن أبرز قضايا الجالية تتمثل في الحصول على الإقامة واستخراج تصاريح العمل وبعض المضايقات التي عدها وزير الخارجية المصري سامح شكري ممارسات فردية وأن التعامل مع السودانيين ببلاده يتم بكل احترام، وأشار إلى الراوبط الأزلية بين شعبي البلدين. في بيت السفير: أقام السفير عبد المحمود مأدبة عشاء للوفد الإعلامي بمنزلة بالمعادي صاحبها احتفال مصغر شارك فيه عدد من الشعراء على رأسهم سيد الاسم الشاعر كامل عبد الماجد والطفل «المعجزة» الشاعر الكبير مختار دفع الله، والذي أضاف للزيارة نكهة رائعة بقفشاته الرائعة، وسجل صاحب الضحكات المجلجلة الأستاذ السر قدور حضوراً مميزاً في الاحتفال، والذي قدم سرداً مميزاً عن مسيرة الصحافة السودانية ومراحل التطور التي شهدتها، لكنه لم يخف انزعاجه بتقرير مجلس الصحافة والمطبوعات الأخير حول انتشار الصحف، والذي أظهر تراجعاً كبيراً من حيث كمية المطبوع وتوزيع الصحف. زيارات للمؤسسات: زار الوفد الإعلامي ضمن سلسة من الزيارة للمؤسسات المصرية صحيفة الجمهورية، ووقف على تجربة الصحيفة، وقدم رئيس تحريرها فهمي عنبه شرحاً وافياً للوفد عن مسيرة الصحيفة والتي تطبع مابين (300-500) ألف نسخة يومياً، وأبد» عنبه استعداده للتعاون مع الإعلاميين السودانيين في مجال التدريب وتبادل الخبرات، وأعلن ترحيبه بأي مساهمة للإعلاميين من السودان بصحيفته. وقوبل الوفد بترحاب كبير من قبل رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، والذي بدأ متحمساً للدخول في شراكات حقيقية مع الإعلاميين السودانيين بما يخدم مصلحة البلدين. كما زار الوفد وكالة الشرق الأوسط و طاف على كل أقسام الوكالة. سوق العتبة: سوق العتبة من الأسواق الرئيسة بالقاهرة، وهو يعد مكاناً للتسوق لأي سوداني يقصد مصر بجانب سوق الموسكي، علاوة على أن العتبة من أكثر المناطق التي يوجد بها للسودانيون بالقاهرة، وتجار هذا السوق يعرفون أسماء أسواق الخرطوم ويجزمون بأن بضائع تجار سوق ليبيا وسعد قشرة تأتيهم من سوق العتبة. الجهات الراعية: هذه الدورة التفاعلية التي نظمها مركز عنقرة للخدمات الصحفية تمت برعاية كريمة من وزارة المالية ولاية الخرطوم، والناقل الوطني سودانير والشركة السودانية للاتصالات سوداتل والسفارة السودانية بالقاهرة. انطباع: خلال ال(10) أيام التي أمضيناها بقاهرة المعز، خرجنا بانطباع أن المصري صاحب إيقاع سريع وأن المثل المصري الذي يقول «البسأل ما يتهوش» لاينطبق على أرض الواقع فإذا سألت أحد الماره عن موقع بعينه في مصر فلن تجد الوصف الدقيق الذي يوصلك.. بالرغم من الثقل السكاني الكبير في القاهر لم نشهد اأزمة في مياه الشرب أو قطوعات للتيار الكهربائي إو انفجار صرف صحي كما يحدث في الخرطوم. ترنح الجنيه: الجنيه السواني مازال مترنحاً أمام الجنية المصري، حيث يتراوح سعره ما بين «600 800» قرش مصري، بينما اقترب الدولار الأمريكي من حاجز ال« 8» جنيه مصري.