يوم واحد فقط يفصلنا من بدء الانتخابات التي شهدت حراكاً وتنافساً صريحاً بين المرشحين، خاصة على مستوى الدوائر القومية، وأكثر خصوصية على نطاق الدوائر التي تراجع المؤتمر الوطني عن الترشح فيها، وقد اكتملت الترتيبات من جانب المفوضية القومية للانتخابات واستعرضت قوات الشرطة المناط بها تأمين العملية عضلاتها في الساحة الخضراء، وأكدت من خلال طابور عسكري جاهزيتها للتأمين حتى أنها أطلقت تهديدات لكل من يحاول القيام بأي تخريب وأولئك من أسماهم نائب رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم غندور ب «المغامرين». لكن أهم المسائل في العملية هي المراقبة، وكانت المفوضية قد أعلنت اكتمال الترتيبات كافة لبدء عملية الاقتراع غداً الاثنين بجميع الولايات، وأكد رئيسها مختار الأصم أن عملية مراقبة الانتخابات مفتوحة أمام كافة المنظمات المحلية والدولية، وقال «إن المفوضية هدفت من خلال مشاركة المنظمات والهيئات في مراقبة الانتخابات، بلوغ أقصى درجات الشفافية والوضوح»، وكشف الأصم عن الموافقة على طلبات 31 منظمة للمشاركة في الرقابة الدولية على كل مراحل الانتخابات، وقال الأصم في تصريحات صحفية إن هناك الآن أكثر من230 منظمة محلية و31 منظمة عالمية لمراقبة العملية الانتخابية. وشدد على أن الرقابة العالمية أو الإقليمية لا تضمن نزاهة الانتخابات ولكن من يضمن نزاهتها هي الرقابة الداخلية التي تقودها الأحزاب السياسية ووكلاء المرشحين بالبقاء مع صناديق الاقتراع لحين الفرز وإعلان النتيجة. لكن أهم الجهات التي ستقوم بعملية المراقبة هي الهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد» وتتألف بعثة مراقبيها من مشاركين يمثلون مراقبين عن الدول الأعضاء في إيقاد «جيبوتي، أثيوبيا، كينيا، الصومال، جنوب السودان وأوغندا»، وعن الأمانة العامة للإيقاد والتي أعلنت أمس عن انتشار مراقبيها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية بمراكز الاقتراع، أشار رئيس بعثتها لمراقبي الانتخابات د. محمد عبد الله «أثيوبي الجنسية» إلى توجههم أمس إلى ثماني مناطق للاقتراع، وقال في بيان له أمس بالخرطوم إن هدفهم مساعدة جمهورية السودان في جهودها لإجراء انتخابات ذات مصداقية من خلال توفير ردود فعل إيجابية وبناءة من شأنها المساعدة على تطوير ثقافة الانتخابات الديمقراطية والتي سوف تساهم في تجنب الصراعات المتعلقة بالمنازعات الانتخابية. أما أبرز المؤسسات الإقليمية التي ستقوم بمراقبة العملية هي الجامعة العربية التي أعلنت عن المشاركة ب (40) مراقباً، وذلك بحسب رئيس بعثتها لمراقبة الانتخابات بالبلاد، علاء الزهيري الذي أكد حرص الجامعة على انتخابات حرة وشفافة في السودان، وقال في تصريحات سابقة ل «سونا» إنه سيتم تشكيل 17 فريقاً من البعثة، للقيام بالطواف على مراكز الاقتراع في عدد من المراكز واللجان بالولايات، لرصد العملية منذ بدايتها والحصول على عينة صحيحة وفق المعايير الدولية، يمكن القياس عليها والحكم على سير الإجراءات ومدى شفافيتها وتواؤمها مع المعايير الدولية المتبعة في هذا المجال، وأكد الزهيري أن قرار مشاركة الجامعة جاء بعد دراسة نظرية وعملية للوضع الراهن بالسودان، وأكد حرص الجامعة على دعم الديمقراطية في الوطن العربي، وأشار إلى مشاركة الجامعة في العديد من عمليات مراقبة الانتخابات بالدول العربية، مؤكداً حرصهم على تحقيق الاستقرار في السودان ولفت إلى أن الانتخابات استحقاق دستوري. وكذلك يشارك الاتحاد الأفريقي في عملية المراقبة، حيث يترأس بعثته الرئيس النيجيري السابق ألوسانجو ابوسانجو، وأجاز «مجلس السلم والأمن» الأمر بالإجماع، مُعتبراً الأجواء ملائمة لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وتضم البعثة سفراء دول الاتحاد الأفريقي. أما على الصعيد الداخلي فالمتتبع لأجواء الانتخابات يلحظ تدافع العشرات من منظمات المجتمع المدني والتي أعلنت استعدادها لمراقبة العملية منها شبكة المنظمات السودانية والتي دفعت بأكثر من 500 فرد والتي بدأت فعلياً بالحملة الإعلامية للمرشحين. وأعلن رئيس لجنة المراقبة بالشبكة عمر الخير إبراهيم التزامهم بالدستور والقوانين الوطنية وقانون الانتخابات واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية، فضلاً عن مراعاتها للمعايير الإقليمية والدولية للانتخابات. بينما أكد تحالف المنظمات الوطنية «قوس قزح» عزمه على نشر سبعة آلاف مراقب لمراقبة العملية وذلك بحسب الناطق باسم التحالف محمد شنقر السماني الذي أكد حرص التحالف على قيام انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تفضي للتداول السلمي للسلطة بالبلاد، وأشار إلى تلقي المراقبين دورات تدريبية مكثفة في مجال مراقبة الانتخابات بصورة شفافة تضمن حقوق الجميع. والملاحظ وجود تنسيق بين بعض المنظمات والجامعة العربية، حيث عقد تحالف المنظمات اجتماعاً بالأولى ضم رئيس وفد الجامعة لمراقبة الانتخابات السفير علاء الزهيري والناطق باسم التحالف شنقر وأعضاء من التحالف من شبكات جنوب كردفان ودارفور بحضور المندوب الدائم للجامعة العربية بالخرطوم السفير صلاح حليمة وهو اللقاء الذي ثمنت من خلاله الجامعة دور المنظمات في المراقبة. أيضاً من الجهات المحلية المشاركة المجموعة الوطنية لمنظمات المجتمع المدني تشارك في مراقبة الانتخابات ب (3150) مراقباً وذلك بحسب الناطق الرسمي باسم المجموعة محمد عبد الله القاضي.. أما الصحافيون فلهم سهمهم، حيث أكد نقيب الصحافيين الصادق الرزيقي موافقة كل من اتحاد الصحفيين الدولي والفيدرالية الأفريقية للصحفيين واتحاد صحفيي شرق أفريقيا واتحاد الصحفيين العرب بجانب عدد من الاتحادات الوطنية مثل اتحاد صحفيي موريتانيا وعمان ومصر والنمسا بالإضافة إلى صحفيين من أوروبا والولاياتالمتحدة وأمريكا اللاتينية، ونوه الرزيقي إلى أن هنالك صحفيين مرافقين لبعثة الاتحاد الأفريقي كمنظمة إقليمية ضمن بعثة الرئيس اوباسانجو للمراقبة.
