الظروف الاقتصادية الضاغطة اجبرت الكثيرين لامتهان مهن هامشية سعياً وراء الرزق، حتى يتمكنوا يجدوا ما يكفي حاجتهم، ولكن على غيرالعادة المرض دفع هذه الحاجة للعمل خوفاً من انتكاسة حالتها الصحية.. الأطباء نصحوها بالتحرك وعدم الجلوس في مكان واحد خاصة، وأنها مصابة بمرض «القاوت». «آخر لحظة» استوقفتها طريقة الحاجة(س) في عرض بضاعتها بأحد أسواق الخرطومجنوب، ودردشت معها وخرجت منها بتفاصيل مثيرة.. ٭ بداية التجارة تقول إنها بدأت التجارة قبل أكثر من عشرة أعوام وأنها كانت تسافر الى سوريا لجلب البضائع مثل «الشنط، والأحذية والملايات والملابس»، وأن الظروف الاقتصادية كانت «سمحة»، وكان الطلب على بضاعتها كثيفاً بحكم أنها نادرة في السودان. وأوضحت أنها أول من أدخل تجارة البيع بالأقساط في الأحياء، وتضيف أنها ظلت في هذه التجارة ردحاً من الزمن. ٭ معاناة مع المرض - وكشفت أن الآلام التي تعرضت لها جعلتها مهمومة إلا أن الأطباء نصحوها بالحركة، وتبين أنها تعاني من مرض «القاوت» فنصحها بعدم الجلوس في المنزل والحركة بصفة يومية حتى لا «تتعلق أقدامها».. وتواصل الحديث ومند ذلك اليوم فكرت في تجارة أخرى، حيث بدأت بالأشياء البلدية التي أقوم بجلبها من السوق الشعبي أم درمان مثل «المخابر والهبابات والمكانس والمفاريك». ٭ تجارة العطور - وتضيف أنها انتقلت بعدها للتجارة في العطور مثل «المحلبية، السرتية، والفلور دمور، والمجموع، والصندلية» وتقوم بجلبها أيضاً من سوق أم درمان، ذلك بالإضافة لصناعتها للعطور السودانية الخاصة بالنساء مثل «خمرة الضفرة، وخمرة الصندل، وخمرة المحلب، ودلكة العيش، ودلكة المحلب، والبخور بأنواعه.. وقالت إن سعر قطعة الدلكة الواحدة بجنيه واحد، وبقية الأرياح على حسب ظروف الناس، وأن من أكثر زبائنها العرسات، وهم يطلبوها منها بصفة خاصة لأنها تجيد صناعتها. ٭ تجارة البهارات وتقول الحاجة (س) البالغة من العمر «09» عاماً، إنها بجانب ذلك تقوم بالاتجار في التوابل، وتشير الى أن سوقها رائج مثل «الدكوة والويكة والشطة» بأنواعها مثل «الدنقابة» وهي تستجلب من الحبشة وسعر الفنجان «3» جنيهات، أما الدكوة «2» جنيه كذلك الويكاب الأكلة الشعبية المعروفة، وسعر القطعة منها جنيه واحد. وتتاجر أيضاً في جرابات الموبايل، وبعض العقود المصنعة من الكمون للأطفال، وأساور البنات.. وتضيف أن لديها «قلادة» خاصة مصنعة من الكبريت يتم جلبها من غرب السودان والسعودية، ويمكن تلبيسها للأطفال لتمنع داء «الكدكودة» وهناك ايضاً الدلال والكحل. ٭ أعشاب مفيدة وتقول من ضمن بضائعي «المحريب» وهو من الأعشاب المفيدة جداً، وسريع في علاج التهابات المسالك البولية والنساء أكثر المشتريات منه. كذلك (الكول)، وهو عبارة عن عروق شجر تأتي من غرب السودان، كما تستعمل بذوره في علاج مرض «اليرقان» الذي يصيب الكثير، وذلك عن طريق سحنها وخلطها مع الزبادي، وتشرب على الريق عندها يقوم المريض بتفريغ كل ما بمعدته وبعدها يطلع المرض نهائي. ولدي زبائن من أولادنا- سفراء يشترونه مني ويطلبون أن اسحنه لهم بنفسي وأعبيه داخل قزار ويأخذونه معهم في ترحالهم لدول المهجر. ومن بضائعي أيضاً (الشرموط المسحون، و«الفلفلية» المسحونة، وسعر الفنجان «3» جنيه لكل منهم). ٭حجت أربع مرات وكشفت الحاجة (س) أنها استطاعت أن تحج «4» حجات بالإضافة الى أنها حججت والدتها، وأنها طرقت جميع أنواع التجارة، حيث كانت في بداياتها تتاجر في الذهب عن طريق مداخلتها في الأحياء مع النساء، إذا كانت هناك امرأة محتاجة وعايزة تبيع قطعة ذهب تقوم بشرائها ، ومن ثم تبيعها لتجار الذهب لتربح من ورائها.