السيد رئيس الجمهورية ومازال سلامنا إليك يتجدد واحترامنا يتمدد.. ومازلنا في محطة الأمل والمناشدة والمناصحة.. والمطالبة.. وبالأمس تحدثنا عن كارثة ارتكبتها الإنقاذ في بداية عهدها.. كارثة اسمها «الصالح العام».. تلك التي أسالت دماء كالأنهر في الساحات والطرقات.. كانت ظلماً فادحاً لحق بمواطنين ومواطنات.. كل جريرتهم إنهم ليسوا من «الأخوان».. والأعجب والمدهش إن الإنقاذ وفي بداية عهدها.. كانت ترفع رايات الإسلام خفاقة في سماء الوطن.. فتلطخت أياديها بظلم بعض الناس.. رغم إن رب العزة يغفر الذنوب جميعاً ما عدا الشرك والأضرار بالناس.. فعلت كل ذلك بعد أن كتبت الشطر الأول في باب «التمكين».. وتلك قصة أخرى .. وجريمة كبرى.. وحصد منها الوطن الأشواك وحصد الريح.. فقد خلخل التمكين كل صواميل الخدمة المدنية، ثم ما لبث أحد دهسها فتهاوت وتهدمت.. احتل بفقه التمكين.. أصحاب الثقة (وأخوان) النظام كل مقاعد وكراسي ووظائف المؤهلين الأكفاء من أبناء الوطن الذين قذفت بهم إلى الشارع العريض.. وليست من احتلوا تلك المواقع من أهل الكفاءة والإجادة.. نعم كان بعضهم في كامل التأهيل وفي قمة الكفاءة، ولكن كان بعضهم لا قوي ولا أمين وبعضهم لا قوي ولا أمين.. المهم سيدي الرئيس هذه من أشد الموروثات خطراً وأجلهن خطورة.. نعم هذا ميراث هائل.. وتل شاهق من الإخفاق والفشل.. وملف شائك نأمل أن توليه اهتمامك.. وأن تحاول ما استطعت أن تنقي ذاك الملف من كل شائبة.. وأن تجبر ضرر الوطن وأي ضرر حدث لمواطن.. رغم أن أولئك المظلومين تعايشوا مع ألم ووجع الصالح العام.. ورغم أن بعضهم قد مات كمداً وحسرة وبعضهم قد «جن» وبعضهم قد هاجر.. وبعضهم قد «طفش» في بلاد الله الواسعة. وهل نحدثك عن التعليم.. وهل نطمع ونطمح أن تعود تلك الأيام الذهبية عندما كان ولي أمر الطالب.. لا يدفع (تعريفة) لابنه أو ابنته من مرحلة الأساس وحتى الجامعة.. غير (حق) الفطور و(حق) تذكرة الحافلة من وإلى المدرسة؟!. وهل نحدثك عن الصحة.. وهل (نعشم) في تلك الأيام المزهرة والمستشفيات الأميرية التي لا يدخل إليها مريض واحد وفي (جيبه) (شلن) يدخل اليها مريضاً ويمكث فيها من الأيام ما قرره الأطباء ويخرج منها صحيحاً ومعافى وكل ذلك بالمجان.. كان كل الشعب يفعل ذلك.. فقراؤه وأغنياؤه، أما الآن لا مكان للفقراء من أبناء الأمة إلا المقابر أو الأنين في وجع وألم داخل أسوار المنازل.. أما الأغنياء هم أبداً في المستوصفات والمشافي الخاصة.. أو على أجنحة الطائرات ومستشفيات البلاد المغسولة شوارعها بالجليد.. تحياتي وبكره نواصل