صاحبي رجل متزمت ، نعم متزمت ولكنه صاحبي على كل حال رغم إختلافنا فكريا وإيديولوجيا ، ورغم ما يحمله في كراسة عقله من أفكار لا أطيقها ، أفكار تسبب الأرتكاريا في المخ والمخيخ ، المهم في الموضوع أن الرجل كان من المحسوبين على الإنقاذ ، لم يكن من ناس الصف الأول ، ولكنه على كل حال كان يحتل وظيفة مرموقة ، لكن هوجة هذا الرجل وتمسكه بالإنقاذ سرعان ما تلاشت مثل ريح الخماسين ، الهوجة تلاشت بعد الكعة بين أصحاب الأمس وتقسيم الأرض البور بين حزب المؤتمر الوطني ونظيره الشعبي ، المهم في الموضوع أن واقعة أم روابه ، حركت شجون الرجل ، وفجأة أثناء الركض في مشوار العمل اليومي أطلق صاحبي الإنقاذي القديم ضحكة مشوهة وبدأ يجعر ويضحك بصوته المتضخم مثل بعير في أوان اللقاح ، الضحكة السوداء من صاحبي كانت ضحكة تشفي وسخرية ماحقة ، المهم الرجل حينما وصله مقطع مصور عن واقعة صاحبتنا أم روابه ، فإن الرجل حمل قهقهته وجاءني يركض ، مثل تيس بلدي هارب من السكاكين ، الرجل المعتوه هكذا إعتدت أن أناديه بالصوت العالي على مسامع الزملاء ،جاءني وهو يحمل هاتفه الذكي بين يديه ، وقال وهو يجعر بصوته القميء « الأبطال فعلوها» ، فهمت في حينه مقصد الرجل المتشفي من أصدقاء الأمس وأعداء اليوم ، للأسف أمثال هذا الرجل والذين على شاكلته كثيرون وبالكوم والطرناطته في السودان ، بعضهم من النخب وآخرون من الأذناب ، يعني من الغوغاء والدهماء وينطبق عليهم وصف الاطرش في الزفة قلت للرجل في حينه ، صحه النوم يا حلو ، سمعنا الخبر من قبلك ، إلى هنا إنتهت هوجة صاحبي المعتوه ، لكن السؤال الذي يفرض حضوره بقوة يا جماعة الخير ، هل من المعقول أن تعبر أرتال من سيارات الدفع الرباعي وتقطع مسافة طويلة دون أن تعترضها أي جهة أمنية وهل يا جماعة الخير أن السودان جرى إختصاره في الخرطوم فقط ، و وأن أي واحد زهجان من الحكومة زي حالاتي بإمكانه تشكيل مليشيا مدججة بالسلاح وإحتلال مدينة دنقلا العرضي مثلا ، وفرض الهيمنة عليها إنه سؤال يخرج من نخاشيش القلب ويبحث عن إجابة شافية في وطن أصبح ليس له صاحب ، على فكرة أجزم وأبصم بالعشرة أن 09 في المائة من السودانيين ضد حكومة الإنقاذ لأنها سبب البلاوي الزرقاء في الوطن الجريح ولأنها سبب شرذمة السودان وتقسيمه إلى مليون ستين حته ، فضلا عن إثارتها النعرات الجهوية وإحياء نار القبيلة والذي منه ، ثم سؤال آخر أكثر حدة هل يمكن لمثل هذه الوقائع أقصد واقعة أم روابه أن تكون نموذجا لتفكك السودان وشرذمته ، وهل يمكن أن تحل مثل هذه السيناريوهات العابرة قضية وطن صواميله مفككة ، المهم الوطن بحاجة إلى فكي كارب « يروّب المسألة « وليس إلى واقعة أم روابة .