فاطمة أحمدون : «تفاهم مع علي عثمان» بهذه العبارة نصح «مارتن ملوال» صديقة [قرنق مارثن] في حوار مع صحيفة آخر لحظة قبل عامين قال إنه كان يرى أن شيخ علي الأنسب للحوار مع أصدقائه في الحركة الشعبية فولدت نيفاشا .. من رحم الحوار الذي عاش لحظات مخاضه في غرفة مغلقة ضمت قرنق وطه، ذات المشاورات جرت بين قطاعات سياسية واسعة أهمها الشعبى الذي يتبنى الآن الحوار الوطني، خرجت بالإجماع على ذات الشخص الذي أدار ملف «نيفاشا» بنجاح على حد زعمهم مشرفا على ملف الحوار مع الأحزاب المعارضة باعتباره يحظى بقبول وشيء من القداسة السياسية داخل حزبه المؤتمر الوطني. الدفع بملف الحوار الوطني للنائب السابق بمباركة الترابي خطوة تكذب عبارة الفرح لكمال عمر الأمين العام للمؤتمر الشعبي والتي ألقاها لا يلقي لها بالاً أبان انقلابه الشهير من المعارضة الشرسة إلى الموالاة الواضحة للنظام. كمال عمر في ذلك النهار بدار حزبه - وقد كنت أحد الصحفيين الذين تجمهروا حوله للحصول على الخبر الخاص- فلتت منه عبارة «الجماعة ديل سلينا الكراسي دي من تحتهم سل» الحديث كان عن علي عثمان ورفاقه من الحرس القديم الذين غادروا مناصبهم. الدفع بملف الحوار الآن لطه يطرح السؤال هل غادر النائب السابق بوابة القصر ليعود عبر النافذة؟! يرى المحلل السياسي والقيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق أن علي عثمان هو الأنسب إذ يمثل خياراً إيجابياً لتولي ملف الحوار- بحسب تعبير عبدالرازق- الذي أضاف بالقول علي عثمان صاحب تجربة سياسية كاملة الدسم. أضف إلى ذلك كونه سياسي مطبوع. وتوقع عبدالرازق أن يحقق طه نجاحاً كبيراً في الملف وذلك لما يتمتع الرجل من مرونة ودبلوماسية ذكية تمكنه من تقديم التنازلات المناسبة لانتزاع الأهداف المرجوة، قائلاً : «تركيبة علي عثمان قابلة لتقديم ونزع التنازلات من أجل الوصول إلى حل». من ناحية أخرى فإن الشعبي يرى أن إسناد الملف لعلي عثمان يمثل بقطع الطريق أمام صقور داخل الوطني تعرقل خطوات الحوار، وقال القيادي أبو بكر عبدالرازق : «ويتفق المراقبون السياسيون على أن الخطوة تضع النائب السابق تحت الأضواء مرة أخرى وتعيده لمسرح العمل السياسي، الملف الساخن في المرحلة القادمة ، أما المحلل السياسي أبو بكر عبدالرازق فيري أن إسناد ملف الحوار لطه لا يعني تقديم الرجل لمنصب النائب مرة أخرى قائلاً : ربما حصل علي عثمان على أمين عام للحركة الإسلامية أو مساعد لرئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن البشير يمثل الضامن الوحيد لنجاح الحوار الوطني، واصفاً تمسك حزبه بالحوار الوطني بالمبدئي للخروج بالبلاد من الأزمات الحالية، مؤكداً عدم اعتراضه على شخصية الأخ النائب السابق علي عثمان مستطردا فالحوار لآخر شوط بغض النظر عن من يمسك «الملف». واستبعد فريق آخر أن يكون ملف الحوار قد أسند إلى النائب السابق كامتداد لملف نيفاشا والتي يرى أصحاب هذا الاتجاه أنها لم تحقق نجاحاً. اتفق المراقبون السياسيون أن وضع الملف الساخن بين يدي النائب السابق خطوة موفقة وتشير إلى (عود أحمد) لشيخ علي.