٭ تتعامل الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة مع منسوبيها الذين إستغنت عنهم بكل الوفاء والتقدير والإحترام، فتسارع بتسوية حقوقهم وتقديمها لهم «معززين مكرمين»، وبالتالي يجب أن تكون المؤسسات الأخرى التي على صلة بالإبداع والمبدعين أكثر وفاء ورُقياً في التعامل مع من إستغنت عن خدماتهم، وهذا الشئ كان يجب أن تطبقه إدارة قناة «النيل الأزرق» الفضائية لأننا نراها قبلة الإبداع والمبدعين، ونحس في كل عامل فيها أو موظف الرقي ورهافة الإحساس وحضارة التعامل، لكن يبدو أن القناة ما عادت هي القناة التي عرفناها وألفناها قبل عدة سنوات، ويبدو أن بعض الإدارات حديثة التجربة التي جاءت بها الشراكة الجديدة ما زالت تحتاج للكثير حتى تعلم أن طبيعة العمل في جهاز معني بالثقافة والإبداع بكل أشكاله يختلف عن عمل في مصنع أسمنت «مثلاً» ، وتحتاج أيضاً لتعرف أن التعامل مع مبدعين ليس كالتعامل مع عاملين في أي مؤسسة أخرى ، فالمبدع في أي مؤسسة يعامل بكل الإحترام ويقابل عطاءه بكل الحب والوفاء، فتصله حقوقه عزيزاً في مكانه ٭ أقول ذلك بكل الأسف وأنا أتابع المسلسل التراجيدي «بايخ الحلقات» من بطولة إدارة الشؤون الإدارية والمالية بالقناة مع منتجة البرامج «المستغنى عنها» الأستاذة المبدعة سوسن ناشد، التي قدمت لقناة النيل الأزرق ولنا كمشاهدين أنضر سنوات عمرها وعصارة فكرها وصحتها، وهي من المؤسسين للقناة، تم الإستغناء عن خدماتها قبل أربعة أعوام وما زالت تهرول بين مكاتب الإداريين في القناة بحثاً عمن يتكرم عليها بحقوقها دون حتى كلمة شكراً، يحدث ذلك رغم توجيه السيد مدير عام القناة بالإجراء ترى ماذا نقول غير أن نذكر الشركاء، بوصايا ديننا الحنيف التي تدعونا لإعطاء الأجراء حقوقهم قبل أن يجف عرقهم، ونذكره بمثلنا الشعبي الشهير «حق الناس كناس».. حتى يتذكرون نعود للقضية إن بقي في العمر بقية.