أعلن فريق المريخ السوداني عن اسمه ضمن الأندية الثمانية بالدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا برغم تأخره بهدفين لهدف أمام مضيفه الترجي الرياضي التونسي في المباراة التي جرت مساء أمس الأحد على ملعب رادس في المنزه بتونس العاصمة، واستفاد المريخ من تقدمه في مباراة الذهاب قبل أسبوعين بأم درمان بهدف لاعبه علاءالدين يوسف.. وتمثل عودة الأحمر إلى مرحلة المجموعتين خطوة مهمة بالنسبة له ولجهازه الفني وجماهيره بعد غياب لست سنوات بعد آخر مشاركة في العام 2009م. دخل المريخ إلى المباراة بتوازن كبير جدا بين الشقين الدفاعي والهجومي دون أية مركبات أو خوف من قوة المنافس «على الورق» واسمه الكبير برسم البطولات الأفريقية، بل أظهر قوة كبيرة في مقارعة عملاق باب سويقة طوال تسعني دقيقة.. وكانت له الأسبقية في التسجيل عن طريق المدافع الدولي أحمد عبدالله ضفر «د8»، الذي أحسن مستر دييغو غارزيتو، المدير الفني للفريق توظيفه في وسط الملعب للضغط على أصحاب الأرض من وسط الملعب، وبهذه الوضعية المريحة من الناحية النفسية والمعنوية والتقدم في النتيجة أنهى المريخ الحصة الأولى ووضع منافسه في وضعية حرجة على أرضه وبين جماهيره. دخل المريخ إلى الحصة الثانية بعد الإستراحة بذات النسق، اعتماد الأسلوب الدفاعي المحكم بسواتر إيجابية من وسط الميدان في وجود سالمون جايسون، أيمن سعيد، أحمد عبدالله ضفر، راجي عبدالعاطي و فرانسيس كوفي مع التمركز بأربعة لاعبين في المنطقة الخلفية «رمضان عجب، أمير كمال، علاءالدين يوسف ومصعب عمر» على أن يقوم بكري المدينة بالمناوشات الهجومية استناد على قدراته وميزاته في السرعة.. بهذه الطريقة سيَر غارزيتو ورجاله المباراة كيفما شاءوا وحققوا هدفهم من المباراة برغم وصول الترجي إلى شباك الحارس الأوغندي جمال سالم في مناسبتين عن طريق الكاميروني يانيك نيانغ «د 68» من لعبة معكوسة خلف المدافيعن في غياب التغطية الدفاعية من العمق.. وبذات السناريو أضاف الدولي التونسي أسامة الدراجي الهدف الثاني على رأس الدقيقة تسعين، ليحفظ ماء وجه عملاق باب سويقة ويخرج به من أبطال أفريقيا بالفوز على أقل تقدير. من ناحيته رافق الهلال السوداني غريمه عندما كرر سيناريو الذهاب وفاز بهدف وحيد لقائده سيف الدين علي إدريس «د60» في شابك ضيفه سانغا باليندي الكونغولي في مقبرة الأبطال بأم درمان، وسط حضور جماهيري غفير، ليضرب موعدا جديدا ومتجددا مع دور المجموعتين بدوري أبطال أفريقيا، التي اعتاد الظهور فيها مرارا وتكرارا.. وكان البلوز السوداني قد حقق ذات النتيجة قبل أسبوعين بملعب تاتا رفائيل في كنشاسا عن طريق نفس القائد، وكانه أراد أن يرتقي برأس وقدم عميد لاعبيه. نزل الهلال بقوة دفع كبيرة مدعوما برصيد الهدف الأول وحاول جاهدا هز الشباك في أكثر من مناسبة بتحركات على مستوى المجموعة والأفراد، ولكن استعصت شباك الحارس كاليمبي زمن طويلا، حتى جاءت ساعة الحسم بتمريرة زكية وخادعة من وليد علاءالدين، النجم الصاعد في الكرة السوادنية من ضربة مخالفة استخدم فيها زكاءه ومكره عندما انتظر رجال المدرب سانتوس التمرير المباشر داخل الصندوق، بيد أن التمويل تم على الجبهة الشمال ناحية معاوية فداسي، الرواق المتسرب في الأماكن الشاغرة ليقوم بدوره بعملية سحب وقتالية كبيرة في التهيئة أمام خط المرمى في لحظات شرود لفريق اتحاد الملائكة، في الأثناء كان»مساوي» في الموعد وأرسل الكرة مباشرة نحو الشباك، التي اهتزت للمرة الأولى والأخيرة. ظهر الأزرق ككتلة متجانسة ومترابطة بتشكيله التقليدي المكون من:»لويك ماكسيم، سليمانو سيسيه، أتير توماس، سيف مساوي، معاوية بشير، نزار حامد، نصرالدين الشغيل، محمد أحمد بشير «بشة» وليد علاءالدين «أطهر الطاهر» مدثر كاريكا، بوبكر كيبي «محمد عبدالرحمن» مع تعديلات طفيفية على مستوى الوظائف في الدفاع والوسط، وبدا الفريق متناغما ومتواصلا بين خطوطه الثلاثة، وأدار الفريق حسب التوجيهات الفنية من المدير الفني التونسي نبيل الكوكي المباراة حسب أحداثها وظروفها بتركيز شديد دون استعجال للهدف، الذي جاء في توقيت مناسب، قبل نصف ساعة من النهاية.. وهو ما أشار إليه المدرب في حديثه عقب المباراة:»الهدف جاء متأخرا، ولكنه حاسما .. تعاملنا مع المباراة حسب معطياتها ، ولعبنا بانضباط عال دون اهمال للفريق الضيف، الذي احترمناه بمنطق كرة القدم ووجهنا لاعبينا إلى التعامل بحذر خوفا من هدف يعيد المنافسة على ورقة الترشح إلى نقطة البداية». وكان الكوكي قد هنأ جماهير ناديه ومجلس الإدارة واللاعبين بالتأهل، مشيرا إلى ترتيب أوراق الفريق بصورة أفضل قبل الدخول في معترك الدور ربع النهائي.