٭ دخلت دورة مياه في أحد المولات الكبيرة لأن مثانتي كادت تنفجر من البول. وزي ما أكون عطشان وشربت، هكذا خرجت من دورة المياه وقد إرتحت، غير أن امرأة قابلتني عند الباب وقالت لي وقد جحظت عيناها: - بالغت ...!!! - أنا ..؟؟ - أيوا - ليه ؟ - إنت ما بتقرا وهي تشير للوحة «للنساء»؟ - ورفعت رأسي .. يا للهول .. فقد أعماني الحصار البولي أن أفرز حمام الرجال من حمام النساء .. ولكني مثل رجالات السودان الميامين الذين لا يعترفون بغلطهم ولا يعتذرون عن غلط إرتكبوه مضيت في طريقي وتركت المرأة واقفة. ٭ للحقيقة أقول إني قد قرأت مقالاً في مجلة ال« نيو سيانتست » فخفت كثيراً وحزنت أكثر، يقول المقال إن الاستخدام المكثف لبعض الأنواع الكيميائية والمنظفات غيرت من التركيب الكيميائي المتوازن للبيئة، بحيث جعلتها تسبح في بحر من هرمون الأنوثة «الاستروجين» ذلك الهرمون الذي يؤثر وظيفياً وعضوياً في الأجنة الذكور، وهي لا تزال في الأرحام . ٭ وفي مقالة بمجلة «اللانسيت» الطبية يقول الباحثان ريتشارد شارب عضو مركز الأبحاث الطبية في أدنبرة ونيلز سكاكيباك من جامعة كوبنهاجن بالدانمارك إن الزيادة الملحوظة في حالات عدم نزول الخصيتين في الأطفال والتشوهات الخلقية التي تحدث في أعضائهم التناسلية، وقلة عدد الحيوانات المنوية عند الكثيرين للدرجة التي تجعلهم غير قادرين علي الإنجاب تعزى لذلك الإرتفاع الكبير في معدل هرمون الاستروجين في البيئة . ٭ وقد دلت الأبحاث أن الناس قد يتعرضون لذلك الهرمون في الحليب ومشتقات الألبان وفي فول الصويا وزيوته والملوثات من أمثال مركب الدايوكسين الذي يستعمل بكثرة لإبادة الحشرات وما يتسرب إلى منابع المياه من آثار حبوب منع الحمل، كما أن الكثير من مستحضرات التجميل التي تملأ الأسواق، والمساحيق التي تضعها النساء علي وجوههن وأجسادهن ويقمن بغسلها من وقت لآخر وتتسرب مع مياه الصرف الصحي، والتي يعاد استخدامها مرة أخرى بعد معالجتها أو عدم معالجتها في ري الأشجار يكون لها تأثير مؤكد في زيادة مستوي هرمون الأنوثة الاستروجين في البيئة ... وفي الأماكن التي يكون فيها تركيز ذلك الهرمون حتى ولو كان ضعيفاً يؤثر على الأجنة وتكوين الأطفال الذكور. ٭ وقد لاحظ الباحثون أن هناك أطفالاً ذكوراً يظلون فترة طويلة بعد مرحلة البلوغ دون أن تظهر عليهم الخصائص الجنسية الثانوية مثل نمو الشارب واللحية وتضخم الصوت وكل الصفات التي يتميز الذكور بها عن الإناث ، ويعزون كل ذلك إلى ازدياد معدل هرمون الاستروجين في البيئة المحيطة، الذي زاد زيادة ملحوظة في الخمسين سنة الأخيرة . ٭ وقد لاحظ العالم جون سمبتر أستاذ علم الأحياء بجامعة برنيل أن مياه الصرف الصحي التي تعيش فيها بعض الأسماك، أدت إلى ظهور أسماك ذكور ينتجون مادة مثل صفار البيض، وهذه لا تنتجها عادة إلا الإناث ... وهو يعزى السبب أما إلى المادة الموجودة في أقراص منع الحمل مثل الاثينايلو ستراديول أو تحلل بعض مواد النظافة. ٭ وقد وجد الباحثون في ولاية فلوريدا أن الزواحف التي تعيش في المياه الملوثة قد تغيرت فيها نسبة الجنس في إتجاه الإناث أو ما يشبه الإناث ... ولن يمضي يوم آخر حتى يكتشف العلم أثاراً أخرى لذلك التلوث المخيف بفعل المواد الكيميائية . ٭ بل إن الدراسات الأخيرة أثبتت أن الأعضاء التناسلية عند رجال اليوم قد تناقصت أطوالها عما كانت عليه عند جدودنا وآبائنا الذين كانوا يتزوجون مثنى وثلاث ورباع، وأن أجيال اليوم بفعل البيئة المسيطر عليها كيميائياً قد تناقصت فحولياً بفعل بيئة الهرمونات الأنثوية التي تتسرب لنا نحن رجال القرن الحالي من حيث ندري ولا ندري .