٭ عندما اقتربت طائرة «نوفا» من ملامسة مدرج مطار كسلا، تحمل والي الولاية الجديد الأستاذ آدم جماع، وفي معيته رهط من أبناء السودان الذين آثروا أن يزفوه عريساً متوجاً لولايته الجديدة، لمحت من نافذة الطائرة منظر المدينة التي بدت جميلة تحيطها الخضرة والآمال العريضة التي سيطرت على ملامح مستقبليه الذين إمتلات بهم عرصات المطار. ٭ النهار لم ينتصف بعد عندما حل ركب الوالي أدم جماع بكسلا جنة الإشراق التي تهيأت لاستقباله بمظاهر الفرح وعنفوان الحفاوة، عشماً في غد مأمول ينتظرها في عهده الميمون، بلوغاً لجملة من الأهداف التي تتطلع إليها الولاية ذات التاريخ المعروف. ٭ كان استقبال أهل الولاية لواليهم الجديد حاشداً وعميقاً وحاراً، أرادو أن يفتحوا صفحة جديدة تقود ولايتهم إلى مرافئ الأمان التى أقعدتها عن مواكبة التغيير فى كثير من الجوانب الخدمية على نحو ما رشح في بعض الوسائط الإعلامية. ٭ فى بهو المطار توقفت الطائرة وأطل من شرفتها الأستاذ آدم جماع لتحية المستقبلين من قيادات الولاية مصافحاً إياهم فرداً فرداً قبل دخوله ووفده إلى صالة كبار الزوار، حيث كان لقاؤه بأعيان الولاية ورجالات الإدارة الأهلية. ٭ داخل البص السياحي الذي نقل الوالي وبقية الوفد إلى مكان الإحتفال وسط المدينه، قلت لزميلي أحمد محمد على حسين: جماع ستشرق فى حياته آفاق جديدة، وسيضيف إلى سجل عطائه أبعاداً أخرى، ما دمنا نراه قد تحصن بسيل الجماهير الوفية التي تنتظر منه الكثير. ٭ قبل الوصول إلى مكان الإحتفال عرج الوالي على أمانة الحكومه، وصعد إلى مكتبه بالطابق العلوي، جلوساً على الطاولة التي منها سيدير شؤون الولاية. ٭ في طريقنا إلى موقع الإحتفال الرسمي وجدنا بالغ صعوبة في الوصول إلى السرادق المنصوب، بسبب تدافع الجماهير التى جاءت من فجاج الولاية وأرجائها البعيدة وملأت الشوارع وسدت الطرقات، بدأ الإحتفال المهيب بتلاوة مباركة، أعقبها رئيس اللجنة المنظمة الأستاذ ملاسي أوهاج، بشكره للوالي السابق، الذي قدم ما عنده مفسحاً المجال لخلفه جماع ليضيف للولاية الكثير، جاء بعده محمد أحمد أبو عمارممثلاً للقوى السياسيه بالولاية، مؤكدا وقوفهم بقوة خلف الوالي جماع، صفاً لا يتزعزع لتحقيق احتياجات أهل الولاية في التنمية والسلام، مطالباً الوالي بالسعي لرفع المعاناة وتحسين معاش المواطن، وقفل الأبواب بإحكام وقوة في وجه المفسدين، فيما قدم الأستاذ الشفيع أحمد محمد عضو الوفد، التحية لمواطني الولاية، طالباً دعم الوالي بالوحدة وتقوية الصف، حتى تكون كسلا الولاية الأولى في التنمية وحركة العمران، غياب الوالي السابق محمد يوسف آدم أثار جملة من التساؤلات، البعض يراه قد ذهب مغاضباً بعد تنحيه عن سدة الولايه، كان من الواجب، أن يودع مواطنيه ويقدم لهم خلفه فى قيادة الولايه بإجراء عملية التسليم والتسلم، وإطلاعه على بعض الملفات التى كانت حتى الأمس بين يديه، لكن أمين الحكومة أرباب محمد الفضل «ما قصر» فقد حل محل الوالي بعد غيابه، مرحباً بالمقدم الكريم، متمنيا أن يكون وصول الوالي فاتحة لنهضة ملموسه، مقدماً والي كسلا الأستاذ آدم جماع، الذى عاهد الحاضرين بالتفاني في خدمتهم دون تمييز، فهو لم يأت عليهم حاكماً متسلطاً، وإنما جاءهم خادماً ،يمتثل لأمرهم، ويحتكم لرأيهم، ويلبي رغباتهم في كلما من شأنه أن يعود بالنفع للناس أجمعين، دون إقصاء لأحد بعرقه أو لونه أوقبيلته أو بعده السياسي، من منطلق ولايته على الجميع، مستدركاً تماماً ما حواه خطاب رئيس الجمهورية، الذي أوصاهم بشدة بتحسين الأوضاع، مؤكداً أن القضايا التى عانت منها الولاية ستجد إهتمامه، مطالباً المواطنين بنبذ الفرقه وأسباب الشتات، بالوقوف صفاً واحداً، يستعصي على الآخرين إختراقه، حتى تتكامل الأدوار لنهضة الولاية، مجدداً الثقة فى شعب الولاية وقدرته على صناعة المستقبل الأفضل بالتعاون والتكاتف والتحابب، مشيراً إلى حرصه على التعليم خاصة بين الرحل، إلى جانب عزمه ضبط الخدمة المدنية ومراقبة الأسعاروملاحقة الفساد والمحسوبية دون هوادة أو تراجع، مع بسط هيبة الدولة وسيادة القانون. كسلا الوريفه التى أشرقت شمسها من قبل على نحو ماعبر عنه مبدعوها كجراى وتوفيق صالح والحلنقى وهلاوي وترباس وعبد العظيم حركة وإبراهيم حسين، وكمال كيلا وروضه الحاج، وغيرهم من المبدعين، فتحت أحضانها فى حنو وإلفه لاستقبال الوالى أدم جماع، مما سيلقي على عاتقه ديناً كبيراً لابد من أدائه، عملاً وأملاً وأمناً وسلاماً ورخاءً وتنمية تجري سيرتها على كل لسان......