يبذل رئيس الهلال السيد أشرف الكاردينال مجهوداً مقدراً في مجال المنشآت، ربما تفوق فيه على كثير من الرؤساء في السنوات الأخيرة، وفي مقدمتهم الأخ صلاح إدريس الذي ناشده الكثيرون من أنصاره بضرورة التوجه نحو المنشآت ولكنه رفض .. والمعروف أن الأرباب أحد أكثر رؤساء الهلال الذين تمتعوا بالمال ربما على مدى تاريخ النادي الأزرق ورغم ذلك لم تشهد فترته أي طفرة في المنشآت رغم أن أمواله ساهمت في إعادة تأهيل النادي أيام رئاسة الفريق عبد الرحمن سر الختم الذي استفاد من الصراع العنيف في العضوية بين صلاح إدريس وطه علي البشير والذي در على الخزانة مبالغ كبيرة استفاد مجلس سر الختم في تأهيل النادي بجزء منها دون أن ننسي بأن المجلس لم يقدم ميزانية نهائية حول هذه الأموال حتى الآن ! وفي عهد الزعيم الراحل الطيب عبد الله تصدى الأمين البرير لمشروع الدكاكين، ورغم الكثير من السلبيات التي صاحبته إلا أن الهلال مازال يستفيد منه حتى الآن ويعد أكثر المشاريع الاستثمارية دعماً لخزانة النادي .. كما نذكر للأخ ميرغني إدريس سكرتير الهلال في عهد عبد الرحمن سر الختم اجتهاده الكبير في بناء برج الهلال .. وبألتاكيد فإن الراحل عبد المجيد منصور والباشمهندس عمر البكري أبوحراز اجتهدا مع أعضاء مجلسهما في تجديد المقصورة في نهائي 1992 أول وآخر نهائي لدوري الأبطال تشهده العاصمة السودانية. هذه ملامح عامة من منشآت الهلال بالتركيز على الرؤساء وأعضاء مجالس الإدارات ولا شك أن جماهير الهلال وأقطابه قد ساهموا في العديد من المنشآت والتأهيل .. ولكن يبقى الإنجاز الأكبر الذي لم يتفوق فيه أي جيل بعد جيل البناء وهو إنجاز بناء النادي والاستاد منذ ستينات القرن الماضي وارتبط باسم الزعيم التاريخي حسن عبد القادر، وقبل ذلك نذكر الأهلة أصحاب الفكرة نفسها الخريجين الأوائل الذين أسسوا نادي الهلال وقاموا باستئجار المباني له قبل أن يملك الهلال داراً. خلاصة القول أن نادي الهلال وملعبه الحالي ثمرة مجهود رجال عملوا بإخلاص من أجل هذا الصرح الكبير الذي أسس على فكرة كبيرة أساسها حب هذا الوطن والإخلاص في العمل له ليكون الهلال رمزاً لهذا الحب. الآن يجتهد السيد أشرف الكاردينال في إضافة الكثير لمنشآت الهلال وهو مجهود مقدر ويجد من الأهلة كل الاحترام ولكن هناك نغمة غريبة بدأت تظهر في الفترة الأخيرة عن تسمية ملعب الهلال العظيم باسم الكاردينال وهو أمر غريب ولا يشبه الهلال وأدبه .. فالهلال وعبر التاريخ هو نادي الانتماء للفكرة وليس الأشخاص .. ولو كان ملعب الهلال يكتب باسم شخص بالمؤكد أن الكاردينال لن يكون في المقدمة أمام رجال أسسوا الهلال نفسه دعك من بناء ملعب أصلاً هو موجود .. أن تحمل الملاعب أسماء شخصيات ليس بالأمر الغريب فهناك شخصيات تستحق أن تخلد بإطلاق أسمائها على الملاعب أو الشوارع أو المنشآت الضخمة ولكن هذا يحدث بعد أن يترجل الفارس عن جواده ويقدم كلما عنده ويترك التقييم للآخرين ولكن أن يطالبنا البعض بتسمية استاد الهلال بجوهرة الكاردينال فهذا أمر غريب بل هناك من يكتب منذ الآن عن إقامة مباراة للهلال بجوهرة الكادرينال فهذا أمر اعتقد أن أول من يجب أن يرفضه هو الكاردينال نفسه ! فالمجهود الكبير الذي يبذله الكاردينال يبقي كبيراً بقياس حبه للهلال وإخلاصه من أجل رفعة نادي يحبه ويرأس مجلس إدارته وليس من أجل أن يخلد اسمه في وجوده. أخي الكاردينال اعمل واعمل واترك لغيرك التقييم فالأهلة مازالو يحتلفون سنوياً بمنزل الزعيم الراحل الطيب عبد الله في ذكراه ويقيمون إفطاراً سنوياًَ بمنزله في رمضان رغم أن الطيب عبد الله ليس أكثر الرؤساء تميزاً في مجال المنشآت ولكنه قدم فكره وجهده للهلال. وكن على ثقة أخي الكاردينال أن شعب الهلال سوف يكرمك عندما تنتهي الجوهرة بما تستحق من تكريم ولكن في إطار أدب الهلال التاريخي الذي نتوارثه جيلاً بعد جيل.