اذا كانت مباراة المريخ امام (العلمة) امس الاول قد حملت حدثين تاريخين اولهما مشاركة فريق درجة ثانية لاول مرة في التاريخ في دوري المجموعات وثانيهما احراز المريخ لاول مرة في تاريخه فوزا في دوري المجموعات لدوري ابطال افريقيا فان مباراة الهلال امام مازيمبي اليوم تعود بنا لتاريخ عريق وقديم للناديين ابتداء من الهلال الذي شارك منذ منتصف الستينات في هذه البطولة وحقق اول فوز علي فريق كنغولي بستة اهداف في السودان وكرر عليه الفوز في الكنغو ولكنه اليوم يواجه فريقا شرسا حقق المركز الثاني في كاس العالم للاندية كابرز انجاز للاندية الافريقية ولكنه انهزم من الهلال في معقله بلوممباشي كما انهزم من قبل ابن بلده في اول لقاء يجمع الهلال بالاندية الكنغولية .. عبق التاريخ يفوح من اللقاء والهلال الذي حقق اول انتصار للكرة السودانية علي الكرة الانغولية واخر انتصار لفريق سوداني يفوز علي مازيمبي في ارضه وعلي سانغا الكنغولي في ارضه .. الهلال الذي اختار شعارا له .. الله الوطن الهلال .. يعرف جيدا انه الابن الشرعي للخريجين الاوائل وانه هلال الفكرة والمبدأ والجذور الضاربة في اعماق هذه الارض بنيليها الازرق والابيض ويعلم انه المدافع الشرعي عن سمعة الكرة السودانية في كل بطولات الكبار .. ليس هناك جدل كبير حول اعظم فريق في العالم حاليا وهو (برشلونه) الفريق الذي يبهر العالم بادائه الكروي وهو الذي لم يحقق اي بطولة قارية الا قبل سنوات قليلة ولكن ذلك لم ينقص من قدره فقد ظل كبيرا لانه نادي فكرة .. نادي انتماء .. نادي يحمل شعار منطقة وله جذوره .. وعلي المستوي الكروي فانه يصارع الكبار ويقترب دوما من البطولات الكبيرة حتي حققها .. نحن لا نشفق علي بطولة قارية فنحن نعرف جيدا بان الهلال سوف يحرز دوري الابطال .. مثلما احرز برشلونه وشيلسي ومثلما احرزت اسبانيا نفسها كاس العالم بعد معاناة وكاس اوربا ومثلما فعلت فرنسا .. الانجازات الكبيرة للبطولات الكبيرة تتحق بالصبر فالاهلي القاهري الذي يعتبر اكثر الاندية فوزا بالبطولات القارية لم يفز ببطولة الا في الثمانينيات ولكنه ظل كبيرا لانه رمز مصر الكروي مثله مثل الهلال .. ولانه يحمل ارث مصر وتاريخ مصر وانتماء المصريين لارضه مثل الهلال .. نخوض لقاء اليوم ونحن نعلم اننا نواجه فريقا شرسا يلعب دوما من اجل البطولة ويقاتل من اجلها بالطرق المشروعة وغير المشروعة .. نلعب اليوم ضد فريق يضم العديد من الجنسيات ولا يكتفي باحتكار نجوم الكنغو الكبار فهو يحتكر نجوم زامبيا ايضا ويعتبر نفسه ملكا لكل المنطقة وليس الكنغو فقط . مازيمبي فريق عريق نفتخر ان نقابله لاننا نحب مواجهة الاقوياء .. انتصر علينا في ارضنا بخماسية تاريخية ولكننا لم ناخذ وقتا طويلا في الثأر وانتصرنا عليه في ارضه .. ثم انتصرنا عليه في امدرمان .. لا نقول بكل ثقة اننا قادرون علي الفوز علي مازيمبي اليوم فنحن نعرف ان للكرة منطقها وندري بان الهلال في مرحلة اعادة بناء وان الفريق يحتاج للكثير ليصل مرحلة اخري للهلال القوي الذي تم بنائه في سنوات طوال حتي وصل لنضوجه في عام 2007 ولكننا ايضا نقول باننا قادرون علي المنافسة .. قادرون بالاسم والتاريخ وتمازج الخبره مع الشباب علي ان نقول كلمتنا .. ونعرف جيدا انها البداية وان لنا ثلاثة مباريات علي مقبرتنا ونحن قادرون علي تكرار انجاز الوصول لنصف النهائي مرة اخري .. لم يتغيب الهلال عن دوري المجموعات في البطولتين سوي مرتين خلال احدي عشر موسما علي التوالي .. هذا هو الفريق الكبير الذي نتحدث عنه فاتاح الهلال بهذه الانجازات للكرة السودانية فرصة المشاركة باربعة اندية في بطولاتها المختلفة .. أمام التونسي الكوكي فرصة تاريخية لينطلق مع الهلال ويخلق اسمه كما خلق الهلال الاسم للعديد من المدربين .. أمامه الاسلحة ليعرف بعد ذلك استعمالها ابتداء من مكسيم وانتهاء بالمهاجم الذي يختاره ليكون في المقدمة سواء كان جوليام او صلاح الجزولي فله حق الاختيار ولنا حق التقييم بعد ذلك .. يملك مازيمبي العديد من النجوم المميزين ولكن يبقي لاعب الجناح الايمني اسانتي اخطرهم خصوصا وانه يتسبب في هياج الجماهير بعد مراوغاته وسرعته الكبيرة كما كان يفعل جعفر عبد الرازق ..التركيز علي الناحية اليسري للهلال مهم .. قد يجد الكوكي نفسه مشتت ذهنيا ما بين نجوم كبار يستحقون المشاركة نظريا ولكن لياقتهم بعيدة مثل نيلسون واندرزينهو ولاعبون صغار مجتهدون اصحاب لياقة عالية مثل وليد علاء والصيني ! هي مباراة من الافضل ان نتعامل معها باسؤا الاحتمالات لنفرح بعد ذلك وان نستفيد منها في مشوار الوصول لنصف النهائي فليس الهدف الفوز علي مازيمبي وانما الهدف هو الوصول لنصف النهائي لذلك الافضل ان نركز علي الهدف الاكبر ونخرج من هذا اللقاء بما يفيدنا في تحقيق هدفنا !! اللهم حقق هدفنا اللهم امين ..