على مدى عقود ظلت العلاقات السودانية الأمريكية تتأرجح صعوداً ونزولاً نتيجة لخضوعها للأجندات الغربية، لكن الثابت فيها هو استمرار العقوبات على السودان وإدراج اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، كل محاولات تطبيع العلاقات عن طريق الدبلوماسية الرسمية ناعمة كانت أم خشنة لم تثمر، ناهيك أن تؤتي أكلها، غير أن تحركات شعبية جادة من إدارات أهلية مضت في اتجاه تولي زمام المبادرة والسعي لرسم واقع جديد لعلاقات الخرطوموواشنطن التي ظلت محلك سر .. الوفد الأهلي قطع شوطاً في مباردته وزار الولاياتالمتحدة برئاسة رئيس المبادرة نفسها رجل الأعمال عصام الشيخ.. « آخر لحظة» التقت الرجل لتعرف منه ما يدور بشأن المبادرة والزيارة. ٭ بداية من أين نبعت فكرة المبادرة - الفكرة نبعت بعد علاقتنا بالسفير السابق استانفورد من خلال الزيارات التي قام بها لمشائخ الطرق الصوفية وقمنا بتوجيه دعوة له نيابة عن أبناء جدي الشيخ طه الأبيض البطحاني، وقد استجاب للدعوة مشكوراً وتبادلنا الزيارات وتوطدت العلاقة بيننا، وفي زيارته لمنزلي بعد بابكر طالبه المواطنون برفع الحظر ورحب بالفكرة واستمرت علاقتنا معه حتى مغادرته، وظلت العلاقة باقية مع السفارة، وبعد قدوم السفير الحالي قمنا بتنظيم الفكرة، وقمت بهذه المبادرة بالتشاور مع الإدارات الأهلية والشيوخ بحكم علاقاتنا مع النظار ومشائخ الطرق الصوفية. ٭ كيف تم استقبالكم بأمريكا؟ - الاستقبال كان طيباً بواسطة وفد من الخارجية الأمريكية وجهات حكومية منظمات وغيرها، وتم إكرامنا غاية الكرم، ولديهم نظام متبع بأن هنالك شركات تقوم بتنظيم مثل هذه الأمور. ٭ يتردد أن الحكومة قامت بترتيب زيارتكم؟ - هذا ليس صحيحاً.. تكلفة الرحلة قاربت المليار جنيه كانت مناصفة بيني والخارجية الأمريكية، أنا تكفلت بقيمة التذاكر والخارجية قامت بباقي الأمر من الاستقبال والاستضافة والفنادق والسفريات الداخلية وكل شئ حتي عودتنا. ٭ ماذا عن مقابلة بعض السودانيين لكم بهتافات معادية؟ - نحن كنا في يوم عطلة فأردنا الذهاب لزيارة البيت الأبيض خارج البرنامج الموضوع، وصادفنا شباب كانت لديهم مسيرة احتجاجية عن الوضع في دارفور في ذلك اليوم مصدق لها من قبل فترة، حدث سوء فهم واعتبر الشباب أننا ممثلون للحكومة لأننا كنا نرتدي زيّاً سودانياً موحداً متفق عليه من المبادرة، وتحدثنا إليهم بأننا إدارات أهلية ولاعلاقة لنا بالحكومة، وتم تفهم الوضع من الغالبية منهم ووجهنا لهم زيارة للفندق الذي نقيم فيه، ولكن الخارجية الأمريكية قامت بتحويلنا من الفندق وعزت ذلك لأسباب أمنية. ٭ أنت متهم بأن لك دوافع شخصية من وراء المبادرة؟ - لا أبحث عن هدف شخصي، هدفنا المصالح العليا وليس المصالح الفردية. والهدف الأساسي هو رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الذي تضرر كثيراً من الحظر الاقتصادي المفروض على البلاد، وهذا بحكم الوطنية، وأنا مواطن قبل كل شئ ولست محتاجاً لمجد شخصي أو مال، الحمد لله وضعي جيد ولكن لابد أن نشعر بأوضاع الآخرين، فنحن كالجسد الواحد لابد أن نستشعر أحوال غيرنا. ٭ علمت أنكم تعتزمون تطوير المبادرة لأجل حلحلة القضايا الداخلية؟ ٭ إن شاء الله نحن نسعى لحل القضايا الداخلية، وفي بداية المبادرة اجتمعنا بأكثر من (100) ناظر وعدد كبير من مشائخ الطرق الصوفية وتحدثنا حول هذا الأمر، وإن شاء الله لدينا خطة لوضع حلول للنزاعات القبلية والحروبات الأهلية، وسنجتمع بهم مرة أخرى من أجل إيقاف الحرب، ولكن هذا الأمر لا يتم بين ليلة وضحاها لا بد من الجلوس مع كل الأطراف والتعاون من كل الجهات ويجب تضافر الجهود حتى الإعلام له دور في هذا الأمر، لأن الحروبات كلفت البلاد الكثير ويجب حقن الدماء والعمل من أجل إحلال السلام وتنمية البلاد. ٭ لماذا أنت متفائل بنجاح هذه المبادرة؟ - أولاً كانت من تجربة كوبا، كان الحصار مفروض عليها لسنوات، وتم رفعه بمجهودات شعبية، نفس هذا العمل الذي نقوم به، الأمريكان لديهم احترام للشعوب والعمد والنظار لأنهم يمثلون شعوبهم. وأكشف لك سراً، أننا اجتمعنا بعدد من القبائل الأمريكية مثل الهنود الحمر ولديهم اهتمام خاص بها وعندهم عمدة منتخب ويعرفون الكثير عن ثقافة القبيلة والعمد والنظار. ٭ نتائج الزيارة؟ - تلمسنا استجابتهم للأمر و«الخواجات» ديل ما عندهم عاطفة، عندهم واحد زايد واحد يساوي اتنين، وإذا أصلاً ماكان عندهم رغبة في الأمر ما كان وافقوا على منح التأشيرات من الأول. ٭ ماهي الجهات التي قمتم بمقابلتها؟ - قابلنا الخارجية والكونغرس وعدد من شيوخ القبائل والمنظمات وعدد من الجهات الرسمية وعدد من الشركات، وكانت لدينا اجتماعات يومية طيلة أيام الزيارة، وقابلنا مدير الشؤون الأفريقية بمجلس الأمن الوطني الأمريكي، مارك جوستاف صن، وكانت لديه فكرة سالبة عن السودان، وبحمد الله تغيرت بعد المقابلة وقام بدعوتنا لتناول وجبة الغداء. ٭ ماهو الهدف من مقابلة شركات أمريكية؟ - قابلنا شركات تصنيع الطيران وقطع غيارها وتم التباحث معهم من أجل استيراد طائرات ركاب ومروحيات وتمت الموافقة المبدئية، ولكن تم الاعتراض على المروحية بحجة أنها يمكن أن تستخدم في الحرب، ومن المحتمل أن يتم استيراد طائرات الركاب في الفترة المقبلة، والتقيت وفداً من الطيران المدني بحضور نائب السفير عقب عودتنا من واشنطن في الإفطار الذي أقمته بمنتجع المحورية، و دار فيه نقاش حول كيفية استيراد وفك الحظر عن الطيران. ٭ حدثنا عن اجتماعاتكم مع وزارة الخارجية؟ - عقدنا معهم اجتماعاً مطولاً استمر لمدة ثلاث ساعات، تناولنا فيه كل القضايا وعلى رأسها رفع الحظر وعدم إدراج السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب، وتحدثنا عن الوضع في السودان بصورة واسعة، وطلبنا تصوير بالفيديو ولكنهم رفضوا، وفي نهاية الاجتماع سمحوا لنا بالتقاط صور تذكارية. ٭ ماهي الفترة الزمنية المتوقعة لنجاح هذه المبادرة؟ - لم يتم تحديد زمن معين، استمعوا إلينا واستبشرنا خيراً، وذلك لأن كل المعطيات تشير لنجاح المبادرة من خلال الاجتماعات التي عقدناها والزيارات التي قمنا بها. ٭ هل ستكون هناك زيارات متبادلة؟ - نعم وجهنا دعوة للشيوخ والعمد وخمسين جامعة أمريكية، على أن يأتي مدير الجامعة ورئيس الطلاب من كل جامعة في شهر أغسطس القادم، وبذلك يكون عددهم (100) شخص، وسنقوم بتكلفة زيارتهم كاملة منذ حضورهم وحتى مغادرتهم إن شاء الله. ٭ كلمة أخيرة؟ - أتمني من الله عز وجل نجاح هذه المبادرة، لأن الشعب السوداني يعاني من مسألة الحظر كثيراً، وأتقدم بالتهنئة للشعب السوداني بحلول شهر رمضان العظيم والشكر لصحيفة آخر لحظة.