تعتبر فترة فصل الخريف من الفترات الحرجة حيث تكون البيئة خصبة لتوالد الحشرات ونواقل الأمراض بجانب تهديد المنازل بالانهيار من جراء السيول وتهديد الأرواح، لذلك تنشط المحليات هذه الأيام في الاستعداد لفصل الخريف بتخصيص الميزانيات وتوفير الآليات ورفع درجة الوعي لدى المواطنين، بجانب وضع خطة لتدارك الوضع الصحي لتقليل الآثار المترتبة من فصل الخريف واحتواء الآثار السالبة له، والسؤال هل ستغرق الخرطوم رغم الاستعدادات لمجابهة الخريف أم سيكون الوضع مختلفاً هذه المرة؟ وهل ستصمد المحليات في الامتحان بالتصدي لأمطار الخريف ؟؟ توقعات الإرصاد الجوي تقول إن خريف هذا العام يبشر بأمطار غزيرة والذي بدأ في معظم الولايات وانتقد عدد من المواطنين المحليات لعدم استعدادها المبكر لفصل الخريف والشروع في عمل ونظافة وتشييد المصارف عند بدء هطول الأمطار أو قرب بدء الخريف بأيام واشتكوا كذلك من تكدس النفايات بالأحياء والشوارع واختفاء عربات نقل النفايات مما يساهم في زيادة توالد الذباب والبعوض، مشيرين إلى التضررمن السيول والفيضانات في العام السابق وفقد الأرواح، وقالوا إن استعدادت المحليات غير مبشرة خاصة في ظل تنبؤات الإرصاد الجوي بخريف عاصف ومختلف عن الأعوام الماضية ويتطابق ذلك مع ناقوس الخطر الذي «دقته» وزيرة الدولة بالصحة سمية أكد التي قالت إن خريف هذا العام ستتأثر به نحو خمسة ملايين أسرة. ولعل ذلك مادفع والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين للاشراف بصورة مباشرة وذاتية على الاستعدادات لفصل الخريف، حيث دشن عمله في هذا الصدد بزيارة، (17) موقعاً بمحلية بحري. وفي ذات الإطار وجهت وزارة البنى التحتية بضرورة تحديد المواقع التي بها مشاكل تصريف مياه الأمطار والمواقع التي يتهددها الفيضان وعمل معالجات خاصة لها وبضرورة معالجة المياه الراكدة بالمصارف علي أن يكون للدفاع المدني الدور الأكبر في شفط المياه في المناطق المنخفضة وإقامة نقاط إرتكاز على طول شاطئ النيل وتوفير كميات من الردميات جوار هذه النقاط . وكشفت عن أن مجموع أطوال مصارف الأمطار التى تنقل المياه للنيل يبلغ 2 الف كلم وتم انشاء (10) سدود لتخزين مياه الأمطار بالإضافة إلى جسر واق ممتد من جنوبأم درمان وحتى شمالها كما تم تجهيز 500 طلمبة شفط (200) منها موجودة برئاسة هيئة الطرق و(200) موزعة على المحليات و(100) موجودة لدى الدفاع المدني بالإضافة إلى تدعيم الجسور الواقية من الفيضان . ومن المتابعة للاستعدادات لفصل الخريف خاصة بمحليات الخرطوم رصدت آخر لحظة أول ورشة نظمت في محلية أمبدة مختصة لطواري الخريف والتي أوصت فيها بوضع خطة استراتجية للمصارف الريئسية مع الولاية ومراقبة المصارف بواسطة الأجهزة الرسمية والشعبية ومنع التعدي عليها مع حراسة المصارف في موسم الأمطار، ووضع خطة لردم الحفر الكبيرة بالمحلية موكدة أن الصرف على المصارف بلغ 7223 مليون جنيه ووجه معتمد محلية أمبدة عبد اللطيف فضيلي بمراجعة كل اسطح الموسسات الخدمية والمدارس والاهتمام بالأسواق بتكوين لجنة صحية لها والتنسيق التام مع الأجهزة المختصة لمحاربة التعديات الهندسية، بجانب مراجعة الكباري والاستفادة من مياه الأمطار بعمل السدود لحصاد المياه والاهتمام بالسلع الاستراتجية والتبليغ عن أي نقص فيها واشتكي مدير ادارة التخطيط العمراني بمحلية أم بدة المهندس بشير يوسف طه من التعديات المتكررة على المصارف وإغلاقها بواسطة مواد وأنقاض البناء وجعل المصارف كمكب للنفايات والأوساخ وصناعة طوب الجالوص، إضافة إلى التعديات على المصارف وعلى مجاري السيول باتخاذها كموطن للسكن والتجارة مع سرقة أغطية المانهولات، مطالباً بوضع مراقبة صارمة لتلك المخالفات والتعديات وإتخاذ القوانين بحزم وإشتكت مدير صيانة الطرق والجسور المهندس مواهب محمد من تصريف مياه المنازل بالشوارع العامة، موكدة تسوية كل الشوارع الترابية حتى تنساب مياه الأمطار .