حسب تكهنات الخبراء والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة من المتوقع أن تشهد البلاد أمطارا غزيرة ٍهذا الموسم , وبما ان الخرطوم تتعرض سنويا الى إغراق في بعض مناطقها وخسائر في الممتلكات جراء السيول والأمطار, بالرغم من وجود آلية لدرء مخاطر الخريف , (الرأي العام ) في إطار تغطيتها لاستعدادت الخريف , وقفت على الجهود المبذولة لتفادي السلبيات التي صاحبت الأعوام الماضية , ببعض محليات الولاية , وما تم إنجازها. استعدادات الولاية أجازت ولاية الخرطوم فى اجتماع موسع في أبريل الماضي خطة الاستعدادات لموسم الأمطار والسيول والفيضان للعام 2013م قدمها المهندس الرشيد فقيري وزير التخطيط والبنى التحتية بحضور معتمدي محليات الولاية، وذلك فى إطار ما أعلنته الولاية فى أن تنفذ هذا العام استعدادات غير تقليدية لمرافق تصريف المياه من خلال توظيف الامكانيات التى وفرتها الولاية مؤخراً باستخدام المواسير الخرصانية لتسريع خطوات انجاز مصارف الامطار . وكان الاجتماع قرر تكوين غرفة طوارئ الخريف برئاسة وزير التخطيط والبنى التحتية بمشاركة الجهات كافة ذات الصلة على ان تبدأ الغرفة عملها من وقت مبكر فى رصد وتحليل المعلومات اعتباراً من شهر ابريل الماضي بما فيها المعلومات الخاصة بصور الاقمار الصناعية حيث اشارت النتائج ان الامطار هذا العام فوق المعدل الطبيعي الى دون المعدل فى بعض المناطق وسوف تقوم الهيئة العامة للارصاد الجوية باصدار التوقع الموسمي للامطار خلال اشهر الخريف . ووقف الاجتماع على قائمة بطلمبات تصريف مياه الامطار الثابتة عن المصبات وعددها (21) محطة على النيل بالاضافة الى تجهيز( 289 ) طلمبة متحركة فيما رصدت جملة الاعتمادات المالية التى رصدت لتمويل خطة الخريف (104) آلاف جنيه لدى وزارة التخطيط بالاضافة الى الميزانيات المرصودة على مستوى المحليات وستصرف هذه الاعتمادات فى استكمال بناء المصارف الخرصانية والعبارات وتأهيل وصيانة المصارف القائمة . ووجه الاجتماع بالتوسع فى اقامة الجسور الواقية واقامة الحفائر للاستفادة منها فى تخزين مياه الامطار وكذلك رصد المناطق التى توجد بها مشاكل تصريف وحصرها خلال موسم الخريف والعمل على معالجتها بصورة جذرية وشدد الاجتماع على تطبيق لائحة المخالفات. إستراتيجية الخرطوم محلية الخرطوم باعتبارها من اكثر المحليات تضررا من الخريف وبما تشكله من واجهة للعاصمة الحضارية تبدي استعدادا جيدا في هذا العام ،حسب حكومة المحلية وقال اللواء معاش نمر ل (الرأي العام ): (المحلية تقوم بعمل إستراتيجي في اطار الاستعداد للخريف، حيث تم البدء في انشاء مصارف للامطار على طول (10) كيلو مترات، فضلا عن قيام الوزارة بتنفيذ مصارف استراتيجية على (12) كيلو مترا , الي جانب مصارف احترازية , وفيما يتعلق بتنظيف مجاري الامطار تم انجاز نسبة (65%) من المساحة المستهدفة، تكتمل في غضون شهر يونيو الجارى , واستعنا في ذلك بعدد (400) عامل و(22) آلية خاصة بالمحلية فقط , فيما دخلت شركات من الوزارة بآليات لنظافة المصارف الرئيسية (الكبيرة) , واكد (نمر) انه ليس هنالك اية معوقات امام سير العمل في الاستعدادات , واضاف بان المحلية انجزت نحو (60%) من جملة الاستعدادات . الشراكة مهمة محلية جبل اولياء بدأت مبكرا في الاستعداد لمخاطر السيول والامطار , حيث انطلق العمل فيه منذ الاول من ابريل بعد تكوين اللجنة العليا لدرء مخاطر الخريف والتي تضم تنفيذين وسياسيين ومواطنين , وقال الاستاذ (بشير القمر ابو كساوي) معتمد محلية جبل اولياء: (العمل في درء مخاطر الخريف يحتاج الى شراكة حقيقية من حكومة المحلية والمواطنين ومنظمات المجتمع المدني) وقال ل (الرأي العام ): (ما لم تكن هناك شراكة لجميع مكونات المجتمع لا يمكن للمحلية ان تنجز هذا العمل لوحدها ), واضاف: (منظمات المجتمع المدني والمواطنون كان لهم دور كبير في معالجة أضرار الخريف العام الماضي) , وفي ما يتعلق بسير العمل بالمحلية في اطار الاستعدادات للخريف قال: انهم عقدوا عددا من الاجتماعات في الوحدات الادارية التابعة للمحلية (النصر ? الازهري ? جبل اولياء ? الكلاكلات ) ،وتم وضع خطة في كل وحدة ادارية , حيث تم الترتيب لتوفير الآليات والوقود والعمالة , وانشاء عدد من الردميات وقطع العمل شوطا كبيرا , وقال ان مسئولية المحلية تنحصر في اطار المصارف الفرعية الصغيرة وتم استحداثها , وتبلغ التكلفة الكلية لمشاريع تصريف الامطار نحو (2.943.220) جنيها , كما ان هناك خطا ساخنا لاستقبال المكالمات في ايام الخريف . وقال (ابو كساوي): انهم ركزوا في هذا العام على سلبيات العام الماضي لتفاديها , وتم تأهيل المصرف الخرصاني الشرقي والغربي لجبل اولياء بتكلفة (13) مليار جنيه سوداني , اضافة الى تأهيل وتغطية المصرف الخرساني شمال المحلية حتى الدباسين و مساحته (2) كيلو متر بتكلفة قدرها (6) مليارات جنيه , والبدء في انشاء سد ترابي بمحاذاة النيل بطول ( 27) كيلو مترا , وتحوطنا بخطة الدفاع المدني بتوفير طلمبات شفط وخيام لمواجهة اي طارئ , والمحلية على استعداد لمواجهة اي تلوث بيئي او بصري او اي وبائيات , وفيما تم انجازه في العام قال ابو كساوي قدمنا معالجات لبعض الذين تضرروا في الخريف , ووفرنا لهم عددا من الخيام. واضاف ان معظم سكان جبل اولياء تربطها صلة قرابة ودم لذا قام الاهالي بايواء المتضررين , وفي منطقة ود بلول وود ابدروس تكفل الاثرياء واهالي المنطقة بجمع الاموال وبناء منازل المتضررين . وارجع ابو كساوي المشاكل التي تواجه المحلية للكثافة السكانية , والتوافد المضطرد من خارج المحلية واغلبهم مستوياتهم الاقتصادية تصنف في درجة الفقراء , وفي الخريف لتنهار منازلهم المبنية بالمواد الاولية الهشة (مثل الجالوص) . وقال ان المنازل التي تأثرت بالخريف في العام الماضي تجاوزت المساحات المحددة لها بنحو (700) متر الى داخل خيران السيول ولذا تتعرض الى الاجتياح وانهيار المباني وهذه المشكلة تواجه للسكان الذين يشيدون منازلهم بالقرب من النيل. أمبدة الاستعداد المبكر وتعتبر محلية امبدة من أكبر المحليات في ولاية الخرطوم من حيث المساحة والسكان وهي من المحليات الطرفية وتتنوع تضاريسها من سهول ووديان تفيض بالماء, وكما يشكل خطرا على المنازل والممتلكات , ولهذا كان لابد من الوقوف على استعدادها والخريف على الابواب، وبمكتبه التقينا بالاستاذ عبد اللطيف عبد الله فضيلي الذي تحدث الينا قائلا : ( بدأنا الاستعداد للخريف في هذا العام مبكرا بخطة تضمنت انشاء ورشة مركزية للمحلية وتوفير ثلاثة قلابات(18) مترا للتراب واستكمال صيانة كل الآليات بالمحلية ومن بين الخطة تطهير المصارف الرئيسية كما تم تطهير المصارف الفرعية من الموارد الذاتية للمحلية ثم انتداب مقاول من قبل وزارة التخطيط والبني التحتية والآن العمل يسير كما نشتهي, واضاف فضيلي ان العمل يجري بصورة طيبة في مصرف العامرية وهو من اكبر المصارف بالمحلية وقد تسبب في وقت سابق في انهيار عشرات المنازل وتم تعويض المواطنين نقدا وعينا وعددهم (47) قطعة كانت مشيدة داخل المصرف حيث يمر هذا المصرف بالحارات (36- 7-3-38) . واضاف فضيلي انه تم فتح مصرف شرق السلام بطول (7) كيلو مترات والآن العمل يستمر في فتح مصارف جديدة في البستان والحارة (19و20) وشرق البقعة , وتم الفراغ من مصرف الواجهة من ود البشير جنوبا الى حمد النيل شمالا , ومصرف شارع الردمية انجر منه نسبة (85%)، وباذن الله سينتهي العمل به خلال الأيام القادمة , وقال انهم لديهم (8) قطعيات يستمر العمل بها ، وهى تمنع من وصول المياه الى شوارع الاسفلت , وانشاء ردميات في الحارة (21) والاصلاح والحارة (17) وردميات للمدارس لحمايتها من السيول والأمطار , فيما تم تطهير المصرف الرئيسي (خور ابو عنجة ) وإنشاء (6) عبارات طريق (الغدير ) الجديد , وفيما يتعلق بالجانب الصحي تم وضع تحوطات بشكل جيد لمواجهة اي طارئ يحدث في الخريف , بدعم ادارة الملاريا ب (6) عربات و(13) طلمبة جديدة . ومن ابرز المشاكل التي تواجه المحلية قال فضيلي ان البرك والحفر الكبيرة من اعقد المشاكل التي تواجه المحلية وفي اطار حماية الاطفال من هذه الحفر والخيران نسقنا مع الدفاع المدني لمنع وقوع حوادث الغرق في البحيرة التي تعد من اعمق الخيران في امدرمان، وقد تسبب في العديد من حوادث الغرق للاطفال في مواسم الخريف , وفيما تم تفعيل خطة مع ادارة الزراعة في تشجير المدينة في الخريف والاهتمام بالغابات في الريف وتوفير تقاوي على غرار وادي المقدم في العام الماضي . وناشد فضيلي المواطنين بعدم القاء النفايات في المجاري الفرعية وتنظيف المصارف . اذن يبدو ان محليات الخرطوم قد أكملت استعداداتها، ولكن هل هي استعدادات كافية أم أنها مثل كل خريف؟