استعاد فريق الهلال السوداني أسطورة (الفريق الذي لا يقهر على أرضه) وواصل سطوته بدوري أبطال أفريقيا بفوز مستحق على ضيفه سموحة المصري، الوافد الجديد على غمار الكبار بهدفين دون رد لثنائي الوسط نصرالدين الشغيل ونزار حامد، في ليلة واصل فيها مدثر كاريكا والبرازيلي جوليام الصيام عن الأهداف والوصول لمرمى الضيوف، في ظاهرة أثارت حفيظة جماهير الأزرق، وسربت الشكوك لدى المراقبين بعدم قدرة الفريق التربع على عرش الكرة الأفريقية في غياب المهاجم الهداف..! أكد العملاق السوداني على علو كعبه واستمراره بخطىً واثقة بدوري الرابطة الأفريقية، وأثبت أن بدايته القوية وفرضه التعادل السلبي على مازيمبي الكونغولي خارج القواعد لم يكن خبطة عشواء أو وليد صُدفة، وهو يحقق المهم في الجولة الثانية ويجمع ثلاث نقاط ليرفع غلته إلى أربع وضعته في المقدمة، يمشي مختالاً.. مرفوع الرأس نحو المربع الذهبي.. وقد رفع الفريق من قيمة نتائجه بالنسخة الحالية، حيث فاز في الأربع مباريات بملعبه في أم درمان، وتعادل في إثنتين، فيما خسر في واحدة فقط، ولم يتسقبل مرماه سوى هدفين في ثماني مباريات في وجود الحارس الأسد الكاميروني لويك ماكسيم، وترسانة دفاعية تتماسك وتتناغم من مباراة لأخرى (سيف مساوي، أتير توماس، سليمانو سيسيه، أطهر الطاهر ومعاوية فداسي).. مع تفوق لرجال الوسط (نصرالدين الشغيل، الذي يمثل مصدر قوة مختلفة وساتر دفاعي بكامله ورئة يتنفس عبرها الأهلة أكسجين الحياة.. وإلى جانبه نزار الغدار، الرجل القوي والماكينة التي لا تعرف الهدوء، ومنصة الصواريخ التي لا تخطئ الهدف، ومعهما النحيف الحريف محمد أحمد بشير بشة، والصغير المكير وليد علاءالدين، الموهبة والظاهرة الجديدة في الكرة السودانية، ولا ننسى العملاق الغاني نيلسون لازغيلا، ملك الإلتحامات وعنوان القوة والجسارة.. وفي الوقت الذي يتحرك فيه كاريكا بخفيته ورشاقته وسرعته ويسخر اماكاناته لمصلة الفريق، فإنه ضل طريق الشباك وظل يلعب بعيداً عن الصندوق، ربما بتعلميات من المدرب التونسي نبيل الكوكي، وليس هناك من يتسحق الحديث في الهجوم حتى اشعار آخر، في ظلة المردود الضعيف للبرازيلي جوليام حتى مباراة أمس الأول...! بهذه المجموعة قال الهلال كلمته، وأعمل خبرته وأنهى مغامرات الفريق المصري في الحصة الثانية ولقنه عديد الدروس والعبر في فنون كرة القدم ومبادئ احترام الكبار وسياسة النفس الطويل والصبر على أحداث المباراة والتعامل حسب الحيثيات والمعطيات، في الوقت الذي اندفع فيه رجال المدرب المكلف ميمي عبدالرازق إلى الأمام بشكل مفتوح وتركوا أرضهم وحرثهم وراء ظهرهم لينغض عليهم (الشغيل) وينشغل بالهم بالتعديل، فيأتيهم نزار من حيث لا يحتسبوا في عملية هجومية مباغتة ومعكاسة.. استخدم فيها كامل لقواه العقلية والبدنية (تقدماً.. مراوغةً.. جرأةً.. اقتحاماً.. ثم تصويباً) ليزيد الأزرق من نسبة سيطرته على الأحداث ويتفوق في الإستحواذ والتنويع والتبديع ويضغط على جبهة الإسكندراني، ويضعه خارج أجواء المناسبة، ويؤكد أنه ملك المواعيد الكبيرة. جاء انتصار الهلال متزامناً مع التعادل السلبي بين المغرب التطواني ومازيمبي الكونغولي لحساب المجموعة نفسها، وهي النتجية التي دفعت بفريقنا إلى الصدارة منفرداً وزادت من حظوظه في بلوغ الدور نصف النهائي، ويلعب مباراة الجولة الثالثة في ضيافة المغرب التطواني 26 يوليو الحالي في وضعية أفضل دون ضغوط كبيرة، بينما يعاني الثلاثي المنافس في الحصول على التذكرة الثانية للعبور للمرحلة المقبل. فقط يبقى على الكوكي ومعاونيه البحث عن حل عاجل وناجع لمشكلة العقم الهجومي.. فالهجوم طريق الأهداف.. والأهداف متعة المباريات ومفتاح البطولات.