حبيبنا عبدالماجد .. ٭ مرة أخرى لك شوق مطر وود بحر .. وسيل هدر .. واليوم يا حبيب استاذنك أن أكتب بأطراف أسنة وخناجر .. بل بجمر وأعواد مشاعل .. لأنني أكتب عن وطن قد برى حبه جسدي .. ولأن الشأن شأن وطن دعني أقول إن حروف التاريخ مزورة حين نكون بدون دماء .. ٭ ونبدأ الشوط من الأول .. ولك ولأخوانك نقول .. لماذا لا تسمون الأشياء بمسمياتها .. تتحدثون عن الاسلاميين والإسلام .. وكأنكم وحدكم الذين رفعوا ويرفعون رايات التوحيد .. تنفجر وتتفجر ثورتكم ثورة الإنقاذ الوطني .. ثم تقرعون الطبول وتضربون النحاس والدفوف وكأنكم وحدكم من أتى بأنوار وأضواء الاسلام إلى هذه الديار .. تعرضون وتبشرون وتتفاخرون وكأنكم وجدتم هذا الشعب يطوف حول أصنام أو بقية أصنام حطمها الخليل .. ترفعون السبابة والعصى وكأنكم وجدتمونا في دار الندوة .. أو نحن من صناديد قريش .. ونسمي يا ماجد الأسماء بمسمياتها .. إن توحيد الحركة الاسلامية الذي تسكبون عليه الحروف الآن وتزرفون عليه الدموع هو في بساطة ويسر يعني توحيد «الشعب» بقيادة شيخكم الذي كان مع أؤلئك الرابضين في النادي الكاثوليكي وهم الأحبة في المؤتمر الوطني، لا تقل لي إنكم تسعون إلى توحيد كل الحركة الاسلامية بعد تشققاتها، لا تقل لي إن التوحيد يشمل «ناس غازي» في الإصلاح الآن أو مولانا الطيب مصطفى وأعضاء حزبه في «منبر السلام العادل» هؤلاء أخرجتهم من أسوار حركتم مجرد «زعلة» لا نعرف أن أريد بها وجه الله أو مآرب أخرى .. كل هؤلاء حركة إسلامية سرعان ما تتجمع وتتلاءم أبداً وفوراً وتواً في مواجهة العلمانيين .. ٭وبالمناسبة أنكم ومن فرط احتفائكم بتنظيمكم لا تتورعون ولا تهتز لكم شعرة وأنتم تعتقدون جازمين أن حزب الأمة الأصل والإتحادي الأصل هي مجرد أحزاب علمانية، وإلا لما انقلبتم عليها ورفعتم رايات النبوءات الحزبية وأنكم تبشرون الناس بإطلالة وشروق شمس الخلافة الاسلامية، ثم شرعتم في زراعة كل الفضاء بالأناشيد والجلالات ومنشدكم لا يكل ولا يمل من ترديد «حكمنا شريعة وتاني مافي طريقة لي حكم علماني».. ٭ وأسألك يا ماجد .. ماذا تركتم للعلمانيين من مفارقة شرع الله المطهر .. لقد تركتم الطريق عندما كنتم وحدة فولاذية عصية على التشظي منيعة على التفتيت .. كانت من ثمار وحدتكم «المرة» هي مقصلة الصالح العام التي أسالت أنهاراً من الدم في الساحات والطرقات .. وهي وبقسم غليظ ليست دين الرحمة في شيء .. ثم كان العلمانيون يرددون ويقولون حتى في تلك الأيام المفزعة أيام كنتم وحدة واحدة .. كانوا يقولون أن مشكلة الجنوب مشكلة سياسية واجتماعية ونشداً للعدالة الاجتماعية .. أخرصتم وقمعتم في غلظة تلك الأصوات ورفعكم بأغلى وأعلى وأصدق شبابكم إلى حرب تحت رآيات مقدسة وأخيراً جداً كانت نيفاشا .. وكان صمت المدافع وانحباس الدم الغالي ودمع أبناء الوطن وتحليق حمائم السلام وطي ملف أطول حرب عرفتها أفريقيا وتجولت العلمانية في شخص «سلفا» في ردهات القصر، بل صار الرجل الثاني في دولة الخلافة.