وما زلنا في النادي الكاثوليكي.. الذي لنا فيه ذكريات وتذكارات.. لنا فيه روعة أماسي وأضواء ليالي.. فك الله أسره.. وأعاده لنا ساحة خضراء وروضة غناء.. ونهراً من رقراق فضة.. نغسل فيه أحزاننا.. وننفض في لججه الفضية همومنا وتلال الرهق.. في النادي الكاثوليكي.. نواصل رحلة الحوار البديع بين الأستاذ مالك والدكتور النجم نافع.. وكنا بالأمس قد توقفنا عند سؤال المحاور عن استهداف الحكم في السودان.. وصعقتنا إجابة دكتور نافع وهو يتحدث عن «المشروع الحضاري» تلميحاً وكيف أنه محاصر من العلمانيين.. وقبل أن نتوغل في مياه بحر يعج بالحيتان.. نقول للدكتور.. بل نسأل الدكتور ألم تكن أول أمس حضوراً في قاعة الصداقة.. والرئيس يتحدث عن الحوار وكيف أنه لا يستثني أحداً وهل تعلم يا دكتور إن بالقاعة دهاقنة العلمانيين.. وهل تدري يا دكتور إن الرئيس قد كرر والح وردد أنهم لن يكلوا ولن يملوا مناشدة الحزب الشيوعي والبعثي ورفاقهم من أحزاب شبيهة للاستجابة للحوار.. وهل الحزب الشيوعي السوداني حزب سلفي.. وهل الأحبة البعثيين مرجعيتهم «حماس» أو طالبان.. انها يا دكتور أحزاب علمانية غارقة حتى آخر سبيبة في بحر العلمانية.. ثم «تاني» ماذا تركتم أنتم للعلمانية.. أم ما زلت يا دكتور تتذكر تلك الأيام المفزعة- بالنسبة لنا- وليس لكم عندما زرعتم الفضاء فضاء كل السودان بالشعارات ومنشدكم لا يكاد يتوقف لحظة واحدة.. حكمنا شريعة.. وتاني ما في طريقة لي حكم علماني.. نعم الأجواء أجواء حوار يا دكتور ومن صميم أفئدتنا نتمنى أن «تضحك سماء السودان وأن تصفا» ونأمل أن يتوقف القصف بل نتمنى أن تكون هناك هدنة ولو هشة.. ووقف اطلاق نار ولو متقطع.. أعني بالقصف ووقف اطلاق النار.. أعني به التصريحات والتصريحات المضادة.. وأعني به أن ذخيرته هي الكلمات والحروف فقط لا غير.. ولكن لابد للرد عليك وأنت ما زلت في محطة.. العلمانيين والابتلاءات والتمحيص والطيب والخبيث.. والمشروع الحضاري أنا لو كنت مكانك لما نطقت حرفاً عن المشروع الحضاري.. فقط لأن حصاده كان مراً كالعلقم.. ليس بشهادتنا نحن تلك «المتحاملة» بل بألسنة «إخوان» لك من قلب قافلتكم بل نجوماً شاهقة زاهرة وساهرة في «جماعتكم» تحدثوا عن مراجعة المشروع الحضاري سطراً.. سطراً.. بل قال مولانا الزبير أحمد الحسن.. بعد أن جلس في أعلى ربوة في الحركة الاسلامية قال الرجل «يجب إحياء المشروع الحضاري ولكن بشكل آخر يقود إلى تزكية المجتمع» وللرجل الحق في القول بل هو صادق في القول وصائب في الحديث.. لأن «التزكية» لا يمكن أن تلد هذا القبح والخطر الماحق المتمثل في هذا الانحراف المفزع لطائفة كبيرة وهائلة من الشباب الذين غرقوا حتى «الرقبة» في ماخور المخدرات «راجع الصحف اليومية» والتي ما خلت يوماً من الرعب والشرطة «يوماتي» تضع يدها على «شوالات من المخدرات» و«أقول حاجة» ريح نفسك وأطلب تقريراً من الشرطة تزودك بما لا تعلم.. والمشروع الحضاري لا يمكن أن يغض الطرف عن وصمة العار والتي هي موشومة في جباهنا و «دار المايقوما» تشرع أبوابها عند كل صبح جديد أو في غياهب ليل حلوك لإستقبال طفل أو طفلة مجهولي الأبوين.. المشروع الحضاري لا يمكن أن يكون قد أتى أكله ورفرفت رايات نجاحه والمراجع العام كل شهر.. كل اسبوع.. كل جلسة برلمان يورد لنا أرقاماً فلكية عن إهدار المال.. والاختلاسات والتعدي على أموال الدولة.. والغريب أن معظم تلك الأيادي التي ولغت في ذلك هي أياد متوضئة.. يا دكتور تحت رايات المشروع الحضاري التي ظللت الوطن.. وبيارقه والتي كانت كما الغابة.. مرّ على مجلس الوزراء وتحت قبة البرلمان قروض ربوية مر السحاب لا ريث ولا عجل.. بكرة نتلاقى.